Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الخميس 02 مارس 2023 10:12 صباحًا - بتوقيت القدس

كم عاماً نحتاج لتحرير فلسطين؟

بقلم: ناجي صادق شراب 

والسؤال بصيغة أخرى كم عاما نحتاج لقيام الدولة الفلسطينية ؟ هذا السؤال طرحه الأسير المحرر ماهر يونس بعد أربعين عاما قضاها خلف قضبان السجن؟ ويعود بنا السؤال نفسه إلى تاريخ النكبة عام 1948 وهجرة مئات ألآلاف الذين أجبروا على الخروج من منازلهم وأرضهم بقوة الجيش والمليشيات الصهيونية التي لجأت للقوة وهم يحملون مفاتيح منازلهم على امل العودة في اليوم التالي.

 نفس المنطق الذي يجمع بين السؤالين. 


من كان يمكن أن يتصور ان الاحتلال والهجرة والعيش في الشتات والمخيمات سيطول إلى 75 عاما وما زال ، والمنطق ذاته للأسير الذي لم يكن يتصور انه سيخرج بعد أربعين عاما والأحتلال ممتد على كافة الآراضي الفلسطينية ، والمستوطنات تلتهم الأراضى الفلسطينيىة ،وليخرج ليرى سلطة محدودة على الأرض الفلسطينية لا تتجاوز العشرة في المائة من مساحة فلسطين. منطقية السؤال في عامل الزمن والسنين الطويلة التي لا يمكن لعقل ان يدركها ويستوعبها. وهنا هل هناك أكثرر من 75 عاما للاجىء الفلسطيني الذي مات وترك مفاتيح بيته في يد أبنائه يتوارثونه جيلا بعد جيل، والأسيران ماهر وزميله كريم لا يمكن ان يتخيلا ان يخرجا من السجن ليجدا سجنا أكبر تتحكم في كل حدوده إسرائيل، وتتحكم في كل منفذ وكل حركة لكل فلسطيني.


والتساؤل المنطقي لماذا لمن تتحرر فلسطين وينتهى الاحتلال حتى الأن؟ علما ان الشعب الفلسطيني مستمر في نضاله ومقاومته ويقدم الشهيد تلو الشهيد وألاف الأسرى يقبعون داخل قضبان الاحتلال.


 وهذا الرفض الشعبي الدائم دليل قاطع على هذا الاحتلال . ومع كل طفل يولد يتكرر السؤال متى ينتهى الاحتلال الإسرائيلي ؟ ومتى ستقام الدولة الفلسطينية، ويشعر المواطن الفلسطيني كأي مواطن في العالم له حريته وحقوقه وآدميته التى تهان كل يوم على منافذ الاحتلال. وليكن معلوما أن الشعب الفلسطيني هو الشعب الوحيد في العالم الذي يعيش تحت الاحتلال وقوة الجيش الإسرائيلي الذي ينتهك غرف نومه كل يوم.وقد يطول هذا الاحتلال وقد يقصر وهذا يتوقف على جعل الاحتلال له ثمنا كبيرا من ناحية ، ومن ناحية ثانية بالمقاومة الشاملة التي تستندعلى الشرعية الدولية بقراراتها العديدة التي تؤكد على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره على أرضه.


والمفارقة أن هذا الاحتلال وهو الأغرب في تاريخ كل أشكال الاحتلال التي عرفتها الشعوب أن إسرائيل ورغم قيامها بالقوة والحرب وحماية الفيتو الأمريكي لا تعترف أنها سلطة إحتلال، وتستمر في إنتهاك كل قرارات الشرعية الدولية بل وتستخف بالأمم المتحدة التي أنشأتها، ووصل ألأمر بنتنياهو ان يصف قرار الجمعية العامة للأمم للذهاب لإستشارة محكمة العدل الدولية عن ماهية الاحتلال بالقرار الحقير. وتستمر في ألإستيطان والتهويد وغلق كل ملفات القضية. بل وأبعد ما ذهب إليه نتنياهو ان يمنح الفلسطينين حكما ذاتيا موسعا بعد قيام السلام العربي. انهاء هذا الإحتلال تقع مسؤوليته على العديد من ألأطراف الإقليمية والدولية، لكن المسؤولية ألاولى فلسطينية وهذا هو قانون تحرر الشعوب. فالجزائر تحررت بعد ان قدمت أكثر من مائة الف شهيد وأكثر من مائة عام من الاحتلال الفرنسي، والنماذج كثيرة في العالم. ويتطلب إنتهاء الاحتلال فلسطينيا مقومات كثيرة أهمها أولا ان الشعب الفلسطيني باق على أرضه ولا تستطيع إسرائيل ان تكرر نموذج التهجير القسري كما يتم الإشارة إليه اليوم وهذه نقطة البداية الحفاظ على صمود هذا الشعب ووحدانيته وهويته. 


وثانيا ببناء نظام سياسي توافقي فاعل وقادر ويضم كل القوى الفلسطينية وله شرعيته السياسية بالإنتخابات، وثالثا بصيغة رؤية للمقاومة الشاملة واساسها المقاومة السلمية المدنية وعدم منح الحكومة الإسرائيلية مبررات العنف. وعلى المستوى الدولي تفعيل كل قرارات الشرعية الدولية ودور المنظمات الدولية ومحاكمة إسرائيل على جرائمها ومحاولة نزع ثوب الديموقراطية وألاخلاقية الذي تتغطى به إسرائيل. وتفعيل دور الجاليات العربية والإسلامية والمدنية في أوروبا وأمريكا وخلق قوى ضغط على صانعي القرار فيها. 


وعربيا بإستعدة دور المكون العربي على كافة مستوياته، فلا يعني السلام مع إسرائيل التنصل من المسؤولية العربية فالقضية الفلسطينية قضية شعوب عربيه وقضية أمن عربي . هذه الرؤية أساسها الرؤية الشاملة وطرح المقاربات القابلة للتنفيذ ، واهمها مقاربة الحقوق وإنتزاعها بالقوة ، ولا ننسى دور القوى في داخل إسرائيل ذاتها العربية واليسار . بهذه المقاربة نضع إسرائيل امام مقاربة حل الدولتين أو الدولة الواحده. 


بهذه المقاربة يمكن ان نرى طريق إنهاء الاحتلال الإسرائيلي ، والتأكيد على ان هناك إحتلالا إسرائيليا لشعب تحت الاحتلال , هذا ما يقلق إسرائيل .إنهاء الإحتلال يبدأ من قلب إسرائيل ذاتها بجعل الاحتلال ثمنا عاليا . وهذا الثمن أساسه نزع مقومات الديموقراطية وكشف النزعة العنصرية والتمييزية التي تمارسها إسرائيل. وطريق إنهاء الاحتلال قد يطول وقد يقصر وهذا يتوقف على تفعيل المتغير الفلسطيني وبإستعادة هيبة ومكانة القضية الفلسطينية كقضية عدالة دولية وأمن وإستقرار إقليمي ودولي والخطوة الأولى بإنهاء الإنقسام.

دلالات

شارك برأيك

كم عاماً نحتاج لتحرير فلسطين؟

-

أبو بشارة قبل أكثر من سنة

ليش العجلة استاذ ناجي؟ قلة الكلام افضل

المزيد في أقلام وأراء

Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة

بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً

بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة

أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي

بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

ويسألونك...؟

ابراهيم ملحم

الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية

منير الغول

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%52

%48

(مجموع المصوتين 92)