روما - (أ ف ب) -علقت السلطات الإيطالية عمل سفينة إنسانية تابعة لمنظمة أطباء بلا حدود بتهمة خرق القواعد الجديدة المتعلقة بمهام إنقاذ المهاجرين في البحر المتوسط، بحسب ما أعلنت المنظمة غير الحكومية الجمعة.

وقال المتحدث باسم منظمة أطباء بلا حدود ماوريتسيو ديبان لوكالة فرانس برس إن سفينة "جيو بارنتس" سيعلق عملها في ميناء في صقلية لمدة 20 يومًا وسيتعين على المنظمة غير الحكومية دفع غرامة تراوح بين 2000 و10 آلاف يورو.

واتخذ هذا الاجراء بحق سفينة "جيو بارنتس" الخميس بينما كانت في صقلية، بعد ساعات فقط على إقرار البرلمان قواعد جديدة مثيرة للجدل تتعلق بعمليات إنقاذ المهاجرين اقترحتها الحكومة التي يهيمن عليها اليمين المتطرف.

وقال ديبان "اتهمتنا قيادة ميناء أنكونا (وسط) بعد إقرار المرسوم الجديد بعدم تقديم كل المعلومات المطلوبة بشأن رحلتنا الأخيرة التي انتهت بإنزال 48 مهاجراً في أنكونا".

وأوضح ديبان أنّ العملية حصلت في 17 شباط/فبراير، ويعود لحاكم أنكونا تحديد مبلغ الغرامة.

وتولت زعيمة حزب "فراتيلي ديتاليا" اليميني المتطرف جورجيا ميلوني رئاسة الوزراء في إيطاليا في تشرين الأول/أكتوبر، بعدما وعدت بتقليل عدد المهاجرين الذين يصلون إلى إيطاليا.

ويهدف القانون الجديد إلى الحد من عدد الذين يتم نقلهم إلى الموانىء عبر الحد من عدد عمليات الإنقاذ التي يمكن أن تنفذها المنظمات غير الحكومية في رحلة بحرية واحدة.

ويرى منتقدون أن القانون يزيد من خطر الموت في البحر الأبيض المتوسط ، الذي يعتبر أكثر المعابر خطورة في العالم بالنسبة للمهاجرين.

وقالت منظمة "أطباء بلا حدود" على تويتر "من غير المقبول أن نعاقب لأننا أنقذنا أرواحا". وأعلن ديبان أن المنظمة غير الحكومية تدرس احتمال اللجوء إلى القضاء.

موقع إيطاليا الجغرافي يجعلها وجهة لطالبي اللجوء العابرين من شمال إفريقيا إلى أوروبا، وتشكو روما منذ فترة طويلة من عدد الوافدين إلى أراضيها.

وأعلنت وزارة الداخلية الإيطالية وصول أكثر من 14 ألف مهاجر إلى إيطاليا منذ بداية العام، مقارنة بنحو 5300 خلال الفترة نفسها من العام الماضي و4300 في العام 2021.

ولا تنقذ سفن المنظمات غير الحكومية سوى نسبة صغيرة من المهاجرين الذين يصلون إلى إيطاليا، ويتم إنقاذ معظمهم من قبل خفر السواحل أو البحرية الايطالية. لكن الحكومة تتهم الجمعيات بالعمل كقوة جذب للمهاجرين وبتشجيع المهربين.