Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الأربعاء 22 فبراير 2023 12:50 مساءً - بتوقيت القدس

الحسيني: مؤتمر القدس جاء في وقت مناسب أمام استعار الحملة التهويدية

القاهرة - "القدس" دوت كوم- محمد أبو خضير- صرح المهندس عدنان الحسيني، مسؤول ملف القدس في منظمة التحرير، عضو اللجنة التنفيذية ورئيس المرجعيات المقدسية الرسمية، أن كثير من أبناء القدس ينظرون إلى "مؤتمر القدس 2023 تعزيز صمود، تنمية واستثمار" الذي عقد في القاهرة، بمشاركة رسمية من قبل الرئيس محمود عباس، والرئيس عبد الفتاح السيسي، والملك عبد الله الثاني بآمال عريضة، وأعاد القدس إلى قلب اهتمامات وأولويات العالمين العربي والإسلامي.


ولفت الحسيني، في لقاء خاص بـ "القدس" دوت كوم، إلى أهمية المؤتمر والتوقيت الذي انعقد فيه والنتائج المرجوة منه خلال المرحلة المقبلة.


وعقد الحسيني مقارنة بين الأوضاع الحالية في القدس قياساً بما مضى من ممراسات الاحتلال، وقال: "لا شك أن مدينة القدس وأهلها المرابطين وعموم أبناء الشعب الفلسطيني، يعيشون أسوء أحوالهم، وسلطات الاحتلال ماضية دون أدنى اكتراث إلى الشرعية الدولية وقوانينها، وتدير الظهر لدعوات السلام واحترام القوانين الدولية والإنسانية، وتسابق الزمن في إجراءاتها التهويدية والتعسفية بحق الآمنين العزل من أبناء المدينة المقدسة، في محاولات من دون شك ستبوء بالفشل لتطويع المقدسيين".


وأضاف: "تارة تعلن عن نيتها سن قوانين تبيح للاحتلال سحب الإقامة والمواطنة المقدسية لمن يحاول التعبير عن غضبه ورفضه للإجراءات الإسرائيلية، وتارة تقوم بهدم المنازل وتشريد عائلات مقدسية لا ذنب لها سوى أنها متمسكة بفلسطينيتها وعروبتها وترفض الاحتلال، وتارة تحاول المس بالمقدسات الإسلامية والمسيحية وخاصة المسجد الأقصى المبارك لتقسيمه، وصولاً إلى هدمه لا قدر الله وبناء الهيكل المزعوم على أنقاضه".


وتابع الحسيني: "إن ما يثير الغضب محاولات المس بالأسرى، ومنهم مقدسيين لعلمها أنها من أكثر القضايا حساسية للمجتمع الفلسطيني وتضيق عليهم، إلا أنني أرى أن جميع هذه المحاولات تدلل على أن سلطات الاحتلال فاقدة للسيطرة على المدينة المقدسة، وتحاول شرعنة احتلالها، لكن المقدسيين ومن خلفهم أبناء شعبهم الفلسطيني يتصدون بصدورهم العارية، دفاعاً عن أسراهم ومسراهم وحقوقهم الثابتة غير القابلة للمقايضة أو التصرف".


ورداً على سؤال، كيف ترون مجريات مؤتمر القدس 2023؟ أوضح الحسيني: "في البداية لا بد من الإشارة على أن المؤتمر كان أحد مخرجات القمة العربية ال 31 التي عقدت بالجزائر في تشرين الثاني 2022، بمعنى أنه كان قراراً من أعلى سلطة عربية، ومن هنا تأتي أهمية المؤتمر خاصة وأن افتتح بحضور رسمي عربي ممثلاً بالرئيسين الفلسطيني محمود عباس، والمصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله بن الحسين، ومن ثم تمثيل أممي رفيع المستوى والاتحادين الأوروبي والأفريقي، وحركة عدم الانحياز ومنظمة التعاون الإسلامي وصناديق عربية استثمارية واتحادات عربية وإقليمية ودولية، ورجال أعمال عرب وفلسطينيين مثلوا غالبية القطاعات، جرى اطلاعهم جميعاً على حقيقة ما تكابده مدينة القدس المحتلة من إجراءات وممارسات إسرائيلية تعسفية، وتهديدات تتعرض لها المدينة ومقدساتها الإسلامية والمسيحية وكذا الحجر والبشر".


وعن رسالة المؤتمر وأهدافه المركزية، قال الحسيني: "المؤتمر كان عبارة عن موقف عربي رسمي متجدد، وهو بحد ذاته رسالة رسمية قوية للمجتمع الدولي والاحتلال الإسرائيلي، فحواها رفض كافة الإجراءات الإسرائيلية في المدينة المقدسة وعموم الأراضي الفلسطينية، وحشد مزيد من المواقف الدولية المؤيدة للحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، والتي كفلتها الشرعية الدولية ورعتها، والأهم من ذلك أن العرب أكدوا أن القدس خط أحمر، ولن يسمح القفز عنه وهي عنوان السلام وأيضاً عنواناً للحرب، من هنا يمكن القول أن المؤتمر أعاد للقدس مكانتها وأعادها إلى سلم الأولويات العربية.


وحسب المثل القائل: "رب ضارة نافعة"، فالضرر الذي تواجهه القدس وأهلها من السياسات الإسرائيلية اليمينية المتطرفة والمرفوضة فلسطينياً وعربياً ودولياً، وحتى إسرائيلياً، فهناك من يرفضها ولعل التظاهرات الإسرائيلية الحاشدة التي تشهدها تل أبيب وغيرها من المناطق المعارضة للحكومة الإسرائيلية الكاهانية الحالية، والتدخل بشؤون القضاء وسن قوانين جديدة، خير شاهد على ذلك، حيث نتج عنها خلخلة في الأمن الداخلي وتراجع في الاقتصاد المحلي، وسحب الاستثمارات إلى خارج دولة الاحتلال.


وأكد أن الفلسطينيين لا يراهنون على الموقف الإسرائيلي الشعبي، وقال الحسيني: "بعيداً عن العقيدة الصهيونية والدينية اليهودية، الإسرائيليون لا يهمهم سوى الأمن والمال، وعندما يجري المس بهما يرفعون أصواتهم غاضبين يدعون إلى التغيير، وكما أسلفت آلاف تنزل أسبوعياً إلى الشوارع تعلن عن رفضها للسياسات الإسرائيلية، وتعارض سياسة حكومة نتنياهو –بن غفير– سمودريتش، وغلاة المستوطنين المتطرفين الفاشيين، خاصةً المستهدفة للمقدسات الإسلامية والمسيحية، وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك والاقتحامات المتصاعدة إليه ومحاولات تقسيمه، ولكن بالرغم من ذلك لا أراهن على مواقف الإسرائيليين، لأنهم في نهاية المطاف يعملون جاهدين إلى فرض أمر واقع حال كانت ردة الفعل العربية ضعيفة، ولا ترقى إلى مستوى الحدث.


وأشار إلى أنه يمكن القول أن مؤتمر القدس جاء بالتوقيت المناسب، ومخرجاته عبر عنها أعلى مستوى رسمي عربي، ووصلت للقاصي والداني في المجتمع الإسرائيلي أن لا تقربوا القدس ولا تعبثوا بمقدساتها، لأن أمنكم واقتصادكم مرتبط بممارساتكم على الأرض!!


ووصف الحسيني موقف المجتمع الدولي بالخجول، وقال: "إن ما يسمى بالمجتمع الدولي يكيل بمكيالين، واتضح ذلك في الحرب الروسية الأوكرانية، ظاهراً يؤيد الحقوق الوطنية الفلسطينية، ويتعامل بحذر مع القضية الفلسطينية خشية على مصالحه، ولو نظرنا بعمق أكبر لنجد أن مصالح المجتمع الدولي مع البلدان العربية أكثر أهمية من مصالحه مع دولة الاحتلال، ولكن للأسف فالمجتمع الدولي، وأقصد هنا أوروبا تختبئ خلف الستارة الأمريكية، وفي الوقت الراهن ما يهم أوروبا هو الأزمة التي تعيشها جراء الحرب الروسية الأوكرانية، وتخشى من تأثيرات سلبية على اقتصادها وأمنها، لذا لا تعطي القضية الفلسطينية أولوية.


مضيفاً، ومن هنا تأتي أهمية مؤتمر القدس، حيث كان فيه رسالة عربية رسمية واضحة لا لبس فيها، وهو ما ورد في خطاب الرؤساء محمود عباس والسيسي والملك عبدالله الذين دعوا إلى موقف دولي متقدم وجريء، وأكدوا أن القدس رمز الوجود والصمود ومكوناً أساسياً للأمتين العربية والإسلامية، ما يدعو إلى تطوير الموقف العربي والبناء على ما أعلنه الزعماء العرب بإجراءات عملية ضاغطة على المجتمع الدولي، للانتصار للحقوق الفلسطينية والعربية.


ورداً على سؤال عن الموقف الأمريكي؟ قال الحسيني: "المعلن وكما ورد على لسان أكثر من مسؤول أمريكي وأبرزهم وزير الخارجية بلينكن، عبر الأمريكان عن عدم رضاهم على الإجراءات الإسرائيلية وخاصةً تشريع الاستيطان والبؤر الاستيطانية، والمساس بالوضع التاريخي للمقدسات، ولكن للأسف الأمريكان لا يهمهم سوى مصالحهم، والتي تأتي عبر تثبيت الهدوء حتى لو كان على حساب الدم الفلسطيني، والإجراءات الإسرائيلية تتعارض وتلك المصالح، وزيارة بلينكن الأخيرة، والتي التقى بها الرئيس محمود عباس، كانت لهذا الهدف ولكنه ساوى الضحية بالجلاد، إلا أن الرئيس أبو مازن رفض ما جاء به بلينكن ولم يساوم على الحقوق الفلسطينية، التي أكد عليها وكفلتها الشرعية الدولية بعشرات القرارات منذ ما قبل العام 1948، مذكراً بأحاديثه الدائمة وفي أكثر من مناسبة بها، خاصةً تلك التي تؤكد على حل الدولتين، وقرار التقسيم الذي أعطى الدولة الفلسطينية ما نسبته 44 بالمئة من مساحة فلسطين التاريخية، والقرار الدولي المتعلق بحائط البراق والذي أكد على إسلاميته وأنه جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى المبارك، نافياً أن يكون لليهود أي حقوق فيه، وأنه ليس بما يطلقون عليه "حائط المبكى".


وتابع الحسيني: "ولكن للأسف لم يجري تطبيق أي من هذه القرارات، وهنا أرى بعض من التناغم بين المصلحتين الفلسطينية والأمريكية، ولكن ليس على قدر معاقبة أو محاسبة دولة الاحتلال، وهنا تأتي أهمية مؤتمر القدس كما ورد في بيانه الختامي التأكيد على أن السلام الشامل والعادل لن يتحقق إلى أن ينال الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة وغير القابلة للتصرف، وأن السياسات الإسرائيلية المخالفة للقوانين واللوائح والقرارات الدولية، ما هي إلا إعلان للحرب على المصالح المشتركة لجميع الدول وعلى قوى السلام والعدالة في العالم.


وأوضح الحسيني: "أن هناك حركة دبلوماسية فلسطينية نشطة يقودها الرئيس محمود عباس على المستويين العربي والأممي لفضح الجرائم الإسرائيلية اليومية، بحق الحجر والبشر والأرض الفلسطينية، كما هناك قرار لا رجعة عنه في الاستمرار بملاحقة دولة الكيان في المحافل الدولية وخاصةً محكمة الجنايات الدولية والتأكيد على بطلان الاحتلال الإسرائيلي لأراضي دولة فلسطين المحتلة بما فيها القدس الشرقية".


وأضاف: "وجرى التأكيد أكثر من مرة وفي أكثر من مناسبة وآخرها مؤتمر القدس 2023 على رفض الإجراءات الإسرائيلية بحق القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، والتأكيد على الوصاية الهاشمية الأردنية وعهد الرسالة النبوية، كما ورد على لسان الملك عبد الله بن الحسين في كلمته أمام المؤتمر".


ووجه الحسيني رسالة للأمتين العربية والإسلامية بضرورة الالتفاف حول الموقفين الأردني والفلسطيني في الدفاع عن أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ودعم مواقفهما أمام الاطماع اليهودية المستهدفة للاماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة.


وحذر من أن المسجد الأقصى تنتظره أجواء قد تكون ملتهبة في شهر رمضان المقبل، والذي يتزامن وعيد الفصح اليهودي، لذا علينا توخي الحيطة والحذر والاستعداد لأي طارئ قد يمس بالمسجد وقدسيته.


وقال الحسيني: "لذا فالمطلوب تجسيد العمل الفلسطيني العربي الدولي المشترك في مواصلة الضغط على دولة الاحتلال، لإفشال مخططاتها والتي تضع المنطقة على فوهة بركان، ووسط الرفض العربي والمقاومة الفلسطينية، وأغلبها فردي وأمام جيل شاب يتعطش للحرية والكرامة، وأمام الامتعاض الدولي من السياسات الإسرائيلية، أرى مؤشرات قوية عن قرب رحيل هذه الحكومة اليمينية العنصرية".


وأكد أن العمل في القدس صعب للغاية، والإجراءات الإسرائيلية الأخيرة واستعار حملة التهويد، تعيق أي محاولة للتنمية والاستثمار، ولكن في إطار العمل المشترك، الضاغط على المجتمع الدولي، لبناته الأساسية تقوم على تعزيز الصمود والدفع بعجلة الاستثمار والتنمية بشتى الوسائل الممكنة والمتاحة.


وقال الحسيني: "من الممكن تعزيز عملية الدفاع عن المدينة المقدسة وهويتها الاسلامية والمسيحية، ومن جهة أخرى الدول العربية والإسلامية مدعوة إلى ترجمة أقوالها إلى أفعال ترفع من معنويات الشعب الفلسطيني والمقدسيين على وجه الخصوص".


وأضاف: "المقدسيون يعولون كثيراً على نتائج المؤتمر، وبرأي فقد نجح بإيصال رسائل سياسية واقتصادية واجتماعية واضحة للعموم وداعمة لغالبية الشرائح المجتمعية المقدسية، والأهم أن هناك اجماع عربي أن القدس لن تكون وحيدة، وسيكون هناك عمل جاد لتعزيز الصمود ودعم وسائل التنمية في شتى المجالات، حيث كان البعد الاقتصادي التنموي حاضراً بقوة في المؤتمر إلى جانب البعدين السياسي والقانوني، باعتبار أن التنمية والاستثمار وتعزيز الصمود أحد أهم الروافع لدافع المقاومة ومواجهة الأطماع الاسرائيلية".

دلالات

شارك برأيك

الحسيني: مؤتمر القدس جاء في وقت مناسب أمام استعار الحملة التهويدية

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 81)