أقلام وأراء

السّبت 18 فبراير 2023 10:42 صباحًا - بتوقيت القدس

إسراء الفلسطيني ومعراجه

بقلم : وليد الهودلي


في الذكرى التي تأتي كل عام لتؤكد حقنا في القدس وفلسطين"بيت المقدس وأكنافه "، نجد الفلسطيني يمارس في حياته اليومية الإسراء والمعراج كالآتي:
لنتذكر أولا أن حادثة الإسراء والمعراج كانت في وقت عصيب يمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم، كانت طريق الدعوة تبدو مسدودة والأفق ملبدا بالطغيان والجحود في مكة، فاضطر رسول الله لأن يبحث عن محضن آخر للدعوة فذهب إلى الطائف وتلقى أسوأ استقبال، وتم طرده والتنكيل به، وأغلقت الدنيا في وجه صاحب الدعوة والحق اللذين جاء بهما من السماء ، لم يعد هناك أحد يريد ان يسمع عدا عمن يريد ان ينصر ويؤيد .
جاء الإسراء والمعراج هدية السماء لرسول الله في ظل انسداد الأفق وغرق الناس في الظلمات،وها هي القضية الفلسطينية كذلك في حالة من انسداد الأفق وهي تفقد النصير وينفض عنها القريب قبل البعيد ، يحاصر الفلسطيني وتحاصر قضيته ويجري التآمر على قدم وساق ويترك الشعب الفلسطيني وحده في مواجهة العالم الظالم كله.
ثانيا : جاءت معجزة الإسراء والمعراج لتثبت حقا وتؤكد ميراثا تاريخيا ودينيا ولتقول بكل وضوح ان أصحاب الرسالة الناسخة لكل من سبقها من رسالات سماوية هم من سيتسلمون مفاتيح القدس وأن هذا الحق في القدس هو حق سماوي وارث لكل من سبق من رسالات ، لا حق في القدس الا لأصحاب الرسالة الجامعة والخاتمة لكل الرسالات ، وقد فهم الصحابة وعمر بن الخطاب هذا المطلوب السماوي منهم وكان الفتح العمري للقدس ترجمة عملية لهذا الفهم .. وعندما تراجع المسلمون في حملهم لرسالة السماء سقطت القدس في أيدي الصليبيين ، عادوا الى رسالتهم الحضارية فأعادوا القدس الى حظيرتهم وأصبحت القدس ميزانا لصعودهم او هبوطهم الحضاري ، وعندما كانت الأمة مهزومة بكل مقاييس الهزيمة تمكنت فئة قليلة من البشر من السيطرة على القدس وذلك بمشروعها الصهيوني الذي استطاع ان يوظف الدين اليهودي أسوأ توظيف وأن يستفيد من قوى الاستكبار العالمية استفادة كبيرة. الفلسطينيون اليوم وفي حالة من الهبوط الحضاري للامة يحاولون كل ما بوسعهم ابقاء جذوة الصراع مفتوحة وألا يفقدوا البوصلة، وقد استطاعوا ان يشكلوا خطرا على المشروع الصهيوني نيابة عن الأمة وأن يستلهموا من رسالة الاسراء والمعراج معنى الرسالة وان يفتحوا المواجهة مع هذا الغاصب الى حين استكمال الأمة عوامل نهوضها وعودتها الى أسباب استرداد قدسها، يبقى الفلسطيني على خط الإسراء المواجه في معركة القدس وعلى خط المعراج التحدي للارتفاع الحضاري الذي سيحقق حتما النصر اللازم للقدس .
ثالثا : الفلسطيني هذه الأيام يستلهم من معجزة الاسراء والمعراج البشرى التي لا تقبل الشك حيث يقرأ ويرى بأم عينه أن كل يوم جديد يقرب من النهاية المحتومة للمشروع الصهيوني الغاصب للقدس" فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علو تتبيرا " .. الفلسطيني يقرأ هذه الآية الكريمة فتسري البشرى في عروقه ولا يقف عندها متواكلا ومتراجعا بل تلهب عزائمه لينطلق مجاهدا ومواجها مهما كانت إمكاناته قليلة ومتواضعة، انه هناك على مشارف فلسطين من غزة عبر مسيرات قضت مضاجعهم وعيونه ترنو للقدس ، وأهالي القدس تتعملق إرادتهم وتقطع الطريق على مطامعهم ، وفي الضفة رجال تشتعل قلوبهم وتتحرك إرادتهم لتصنع مستقبل فلسطين .. وأصحاب المشروع الصهيوني يتخوفون من جبهات عدة منها مفتوحة ومنها تنتظر الفرصة السانحة.

دلالات

شارك برأيك

إسراء الفلسطيني ومعراجه

المزيد في أقلام وأراء

هناك خطة للغد

غيرشون باسكن

إسرائيل تصارع اوهام النصر

حديث القدس

الاحتلال الإسرائيلي بين «الذكاء الاصطناعي» و«الغباء الفطري»

عماد شقور

المفاوضات بين حماس والمستعمرة

حمادة فراعنة

المحاكم.. مكان لاختبار الصبر!

سمر هواش

تأملات-- النساء الفاضلات كثيرات

جابر سعادة / عابود

هل هو تنازع على من يخدم إسرائيل أكثر؟

فتحي أحمد

التعافي من الفاقد التعليمي واستقرار منظومة التعليم

ثروت زيد الكيلاني

اليابان: غزة والشرق الوسط

دلال صائب عريقات

شكراً تونس

رمزي عودة

تأثير الحرب على التعليم.. دمار شامل بغزة وصعوبات كبيرة بالضفة

رحاب العامور

إسرائيل تحاول التنصل من جرائمها

حديث القدس

الفعل وليس القرارات ما هو مطلوب

حمادة فراعنة

حراك الجامعات في مواجهة ألة القمع الإسرائيلية

زاهي علاوي

استكشاف هندسة الأوامر: الابتكار والتطور والتأثير على المستقبل

صدقي أبو ضهير

‏ الحكومة الجديدة وأهمية دعم القطاع الزراعي

عقل أبو قرع

معاداة السامية" ... سلاح ظلم وبغي

عطية الجبارين

القادمون من السراديب والذاهبون إليها

حمدي فراج

القمة العربية ما بين الوقائع والاستحقاقات اللازمة

مروان أميل طوباسي

أمريكا وحروب الإبادة: سجل حافل بالصناعة أو التورط

صبحي حديدي

أسعار العملات

الأحد 19 مايو 2024 10:55 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.73

شراء 3.72

دينار / شيكل

بيع 5.31

شراء 5.29

يورو / شيكل

بيع 4.06

شراء 4.01

بعد سبعة أشهر، هل اقتربت إسرائيل من القضاء على حماس؟

%9

%91

(مجموع المصوتين 78)

القدس حالة الطقس