جنين- "القدس" دوت كوم- علي سمودي- تتنقل الوالدة سميحة أبو عبيد بين مؤسسات حقوق الانسان والأسرى، لمطالبتها بمتابعة قضية اعتقال ابنها الأسير عبد الكريم بسام أبو عبيد (28 عاماً)، الذي اختطفته الوحدات الخاصة قبل شهر، بعدما عانت عائلته من عملية قمع وتهديد بتصفيته، بينما ما زالت أخباره مقطوعة، في ظل منع الاحتلال المحامين من زيارته، والمعلومة الوحيدة التي تلقتها عائلته أنه موقوف رهن التحقيق في أقبية سجن "الجلمة " العسكري.

بحزن وقلق، قالت سميحة لمراسل "القدس" دوت كوم، " نشعر بقلق وخوف على حياة ابني الذي هددنا ضباط المخابرات بتصفيته قبل يوم من اختطافه، ما زالت أخباره مقطوعة، بينما يتعرض للتعذيب والضغوط في زنازين العزل الانفرادية في أسوء مركز تعذيب إسرائيلي".

 وأضافت "كل يوم نراجع الصليب الأحمر ومؤسسات الأسرى لمعرفة حتى خبر عن حالة ابني الذي أصدرت المحكمة بناء على طلب المخابرات قراراً بحظر زيارته حتى إشعار أخر"، وتكمل "دون السماح لمحاميه بحضور جلسات المحاكمة، تواصل قوات الاحتلال تمديد توقيفه، وحتى اليوم لم نعرف التهم المنسوبة إليه، ونشعر بقلق مستمر أمام هذه الممارسات التعسفية المستمرة".

والدة الأسير عبد الرحمن لا تزال تتذكر الساعات الرهيبة التي عاشتها برفقة أسرتها، عندما اقتحم العشرات من الجنود منزلها في حي "المصاورة" وسط مدينة جنين، وأطلقت القنابل الصوتية والأعيرة النارية، وتقول "حوالي الساعة السادسة صباحاً، استيقظت من النوم لتحضير أبنائي للخروج لعملهم طباعة متجولين في جنين، وما غادرت غرفة النوم، حتى شاهدت العشرات من الجنود الملثمين والمدججين بالسلاح، ينتشرون في كل ركن وزاوية ".

 وتضيف "ركضت للعودة لغرفة لارتداء ملابسي، لكن أوقفوني تحت تهديد السلاح، احتجزوني واقتادوني رغماً عني لخارج المنزل، واقتادوني لمنزل مجاور واحتجزوني حتى انسحابهم ".

قبل ذلك، كانت الوحدات الخاصة "المستعربين"، تسللت لوسط المدينة، وانتشرت بشكل مكثف، متخفية بالزي المدني الفلسطيني، في محيط حي " المصاورة "، ودوار الشهيد أبو علي مصطفى وسط المدينة، لرصد المنطقة التي اقتحمتها كما أفاد شهود عيان لـ"لقدس" دوت كوم، عشرات الدوريات ، التي أغلقت المنطقة بشكل كامل ودعم وحدات المستعربين التي سرعان ما اقتحمت منزل الأسير المحرر الستيني بسام أبو عبيد ، الذي حوصر واسرته طوال العملية على مدار ساعتين، بينما اندلعت اشتباكات مسلحة عنيفة ومواجهات في أرجاء المدينة التي هبت مقاومتها وشبابها الثائر للتصدي للاحتلال الذي استولى على عدة عمارات ومباني مرتفعة في المنطقة لدعم المستعربين.

وتروي المواطنة أبو عبيد، أن المستعربين والجنود، اقتحموا الغرفة التي ينام فيها ابنائها، وأطلقوا الرصاص والقنابل الصوتية، وتقول " اعتدى الجنود على زوجي المريض الذي تدهورت صحته خلال اعتقال سابق قضى فيها 6 سنوات ، كما نكلوا بابني تقي الدين وحققوا معه ميدانياً ، بحثاً عن عبد الكريم الذي لم يكن موجوداً بالمنزل ، وهددونا بتصفيته اذا لم يسلم نفسه".

بعد ساعات من الاحتجاز ، أطلقت قوات الاحتلال سراح الوالد بسام ونجله تقي الدين الذي روى لمراسل "القدس"، أن الجنود اعتدوا عليهم بالضرب بشكل وحشي خلال نقلهم بالدوريات لمعسكر سالم غرب جنين، وهناك ، حققوا معه، وأخلوا سبيله وهم يهددون بتصفية شقيقه إذا لم يسلم نفسه.

في مساء اليوم الثاني من اقتحام منزل عبد الكريم، حاصرته الوحدات الخاصة واختطفته، وتقول والدته " رغم تهديدات الاحتلال، واصلنا حياتنا بشكل طبيعي وبيننا ابني عبد الكريم، الذي عمل وعاد مساءاً لمنزلنا الثاني قيد الاعمار في منطقة منتزه جنات، واثناء نومه ، اقتحمته وحدات المستعربين ، واختطفته ونقلته لجهة مجهولة ".

وأضافت " رغم حزني لاعتقاله، تنفست الصعداء لأنه نجا من تهديداتهم،فالاعتقال أهون وسينتهي وسيعود عبد الكريم لنا ، وهذا أفضلمن إعدامه ".

وتناشد الوالدة ابو عبيد، كافة المؤسسات التحرك والتدخل للسماح للمحامي بزيارة ابنها الذي مر شهر على اعتقاله، محملة الاحتلال كامل المسؤولية عن حياته.