واشنطن–"القدس" دوت كوم- سعيد عريقات –أكد الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، الأربعاء، أن الاتفاق النووي  الإيراني المعروف باسم "خطة العمل الشاملة المشتركة "سقط من أولوياتها.

وقال برايس في رده على سؤال مراسل "القدس" دوت كوم، بخصوص الوضع الراهن  للاتفاق النووي الإيراني: "الإيرانيون لم يقدموا لنا أي سبب لوضع أي رصيد أو ثقة في البيانات التي قدموها (بشأن العودة للاتفاق النووي الإيراني) ، والتقييمات التي قدموها".

وأضاف: "لقد أتيحت لنا الفرصة لاختبار هذا الاقتراح قبل بضعة أشهر فقط؛  في أيلول الماضي  كان هناك اتفاق للعودة المتبادلة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة التي كانت مطروحة على الطاولة ووافقت عليها جميع الأطراف. لم يحدث تقدم في النهاية فقط لأن الإيرانيين لم يكونوا مستعدين لقبوله ، وفي الواقع تراجعوا عن تلك الصفقة".

وقال برايس: "لم تعد خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي الإيراني) على جدول الأعمال منذ عدة أشهر حتى الآن ولم تعد على رأس جدول أعمالنا . ونحن  بالطبع بذلنا كل ما في وسعنا لدعم الحقوق العالمية للشعب الإيراني ولمواجهة هذه العلاقة الأمنية المزدهرة بين إيران وروسيا".

وشدد برايس "لقد أجرينا مناقشات بالتأكيد مع شركائنا الإسرائيليين فيما يتعلق بالتهديد الذي تمثله تكنولوجيا الطائرات بدون طيار الإيرانية وانتشار تكنولوجيا الطائرات بدون طيار الإيرانية إلى دول في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك روسيا. كان هذا موضوع محادثات بين كبار المسؤولين في وزارة الخارجية. كما كان موضوع محادثة بين جيك سوليفان ونظيره في البيت الأبيض قبل العطلة مباشرة".

وأضاف برايس: "كما أوضحنا، فقد اتخذنا خطوات باستخدام سلطاتنا التي تسعى إلى تعطيل شبكة الانتشار هذه. لقد حددنا أفرادا وكيانات إيرانية. نحن مستمرون في البحث عن أهداف تلبي الصلاحيات والسلطات التي لدينا. نحن نتطلع إلى تنسيق نهجنا مع البلدان والحلفاء والشركاء في جميع أنحاء العالم للتأكد من أننا نتخذ نهجًا منسقًا لتعطيل خط أنابيب التكنولوجيا هذا من إيران إلى روسيا وغيرها".

وشرح برايس "لقد ترك جاريت بلانك موقعه كنائب لمبعوث الرئيس جو بايدن لإيران، روب مالي، وهو موظف في إدارة السلامة النووية الوطنية في وزارة الطاقة ، وبعد ما يقرب من عامين من التفاصيل حيث كان معارًا من وزارة الطاقة إلى وزارة الخارجية الأميركية- عاد إلى وكالته الأم ، حيث سيدير مشاريع خاصة لوزير الطاقة.. وتعد وزارة الطاقة شريكًا مهمًا في تشكيل السياسة الأميركية  بشأن البرنامج النووي الإيراني ، وفي دوره الجديد ، سيظل جاريت منخرطا في هذه القضية ، والعودة إلى وكالته الأصلية بعد عامين يعد تحركًا عاديًا للأفراد".

يذكر أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين قال لنظيره الإسرائيلي إيلي كوهين يوم الثلاثاء الماضي عن أن الاتفاق النووي الإيراني قد مات إلى حد كبير، وفقا لتقرير نشرته إسرائيل هيوم.

ويعني كل ذلك أن الاتفاق النووي الإيراني الذي أبرم عام 2015 بين الدول الأعضاء الدائمين في مجلس أمن الأمم المتحدة، زائد ألمانيا مع إيران، والذي انسحب منه الرئيس السابق دونالد ترامب عام 2018 قد مات فعلا.

وقد سقط الحديث عن الاتفاق من تصريحات المسؤولين الأميركيين إلى حد كبير، واستعيض عنه بالتزام مبهم بالدبلوماسية باعتبارها الطريقة المفضلة والأفضل لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي.

من جانبها، تزعم إيران أنها لا تزال تريد الاتفاق. وقد شهدت المحاولات الأخيرة لاستئناف المحادثات بشأن إحياء الاتفاق النووي زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى عُمان في الـ 28 من كانون الأول الماضي ، حيث التقى بكبار المسؤولين عقب لقاء ثنائي مع منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل في الأردن على هامش قمة العراق هناك في الـ 20 من كانون الأول 2022.

وقد اعتبر البعض اجتماع عمان علامة إيجابية بعد شهور من الجمود، لكن أمير عبد اللهيان حذر من أنه "ما لم تتوقف أطراف أخرى - وخاصة الولايات المتحدة - عن النفاق، فليس من الواضح أن النافذة المفتوحة اليوم ستبقى مفتوحة غدا."

وعلى الرغم من أن بوريل قال إن الاتحاد الأوروبي ينتهج سياسة ذات مسارين - إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة والضغط على إيران عبر العقوبات - فإن بروكسل وواشنطن متفقان في تشاؤمهما بشأن احتمالات التوصل إلى اتفاق بحسب كل الخبراء.