أقلام وأراء
الأحد 11 ديسمبر 2022 10:21 صباحًا - بتوقيت القدس
صلاح الحموري .. والزمن دوار !
بقلم: المحامي زياد أبو زياد
صلاح الحموري هو مقدسي حتى النخاع مهما قيل عن جنسيته الفرنسية. فهو ابن القدس فيها ولد ونشأ وترعرع وفي مدارسها تعلم وفي ملاعبها وشوارعها وأزقة بلدتها القديمة أجمل ذكرياته.
وكون صلاح يحمل الجنسية الفرنسية التي اكتسبها عن والدته لا يحرمه صفته ولا جذوره المقدسية فهو من سلالة أسرة الحموري العريقة الخليلية الأصل، والتي جاء بعض أبنائها من الخليل وأقاموا بالقدس منذ مئات السنين وأصبحوا جزءا ً لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي المقدسي.
وعائلة الحموري هي عائلة مرموقة برز الكثير من أبنائها في صفوف اليسار الفلسطيني تماما كما برزوا في العلوم والدين، وهي احدى عائلات الخليل التي مارست انسانيتها حين احتضنت وقامت بحماية جيرانها اليهود من عائلة جولان أثناء مذبحة اليهود في الخليل عام 1929.
وصلاح الحموري الذي لم يسبق لي أن التقيته شخصيا ً من قبل هو، كما يبدو من صورته التي تتداولها وسائل الاعلام، نسخة طبق الأصل عن والده حسن التلميذ الهادئ الجدي الرزين الذي كان يتصرف بعقل وشخصية أكبر من عمره حين كان أحد تلاميذي في الصفوف الإعدادية حيث عملت بعد احتلال عام 1967 مباشرة، ولفترة قصيرة، مدرسا ً للغة العبرية بالكلية الابراهيمية بالقدس وكان حسن وشقيقه مأمون من بين تلاميذي.
استفزتني وسائل الاعلام التي تتحدث عن ابنه صلاح كمواطن فرنسي وعن قرار سلطات الاحتلال ترحيله الى فرنسا بعد أن اعتقل العديد من المرات وبلغ مجموع ما قضاه في السجون الإسرائيلية قرابة تسع سنوات، وهو الآن في الاعتقال الإداري منذ تسعة أشهر، وكان من المفترض أن يتم اطلاق سراحه في الرابع من الشهر الحالي، ولكن سلطات الاحتلال ظلت تحتجزه وأصدرت قرارا ً بترحيله الى فرنسا بحجة أنه مواطن فرنسي وبالرغم من أن المحكمة الإسرائيلية قررت تأجيل ترحيله حتى مطلع العام القادم إلا أن وزيرة الداخلية في الحكومة الحالية أييليت شكيد قررت ترحيله بعد ايام لتتأكد من أن الترحيل تم خلال عهد هذه الحكومة، حكومة بينيت-لبيد ليزيد من منسوب إجراءاتها القمعية غير المسبوقة ضد الفلسطينيين، والتي بلغ عدد الشهداء الذين سقطوا خلال العام الحالي بفعل وزير دفاعها بيني جانتس أكثر من 150 شهيدا ً حسب الأرقام الإسرائيلية و 200 شهيدا ً حسب الأرقام الفلسطينية ، وهو في كلتا الحالتين الرقم الأعلى لعدد الشهداء الفلسطينيين خلال عام واحد منذ عام 2005.
وأعود للاعتقال الإداري الذي يتم بموجب أنظمة الطوارئ آنفة الذكر، والذي يعني اعتقال أي شخص بمجرد اصدار قرار من قائد المنطقة الوسطى باعتقاله وسجنه لمدد من الممكن أن تتجدد دون نهاية، بحجة أنه يُشكل خطراً على الأمن والنظام العام دون توجيه أية تهمة محددة اليه ودون إعطائه الفرصة لأثبات عدم صحة التهمة.
وقد مررت أنا شخصيا ً بتلك التجربة حين أمضيت في الاعتقال الإداري ستة أشهر 90/91 بحجة أنني خطر على النظام العام لعلاقتي بقيادة الانتفاضة وكتابة النداءات التي كانت تصدر عنها.
والاعتقال الإداري الذي تمارسه إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 هو من مخلفات الانتداب البريطاني الذي شرع وطبق هذه الأنظمة منذ عام 1945على فلسطين وتُعرف باسم Defense (Emergency) Regulations.، وهي الأنظمة التي يتم بموجبها هدم المنازل ومصادرة الممتلكات والاعتقال الإداري وكل الإجراءات التعسفية التي يمارسها الاحتلال.
وقد ظلت هذه الأنظمة سارية المفعول في الداخل الفلسطيني حتى قامت أول حكومة لليكود برئاسة مناحيم بيجن (1977 – 1980) حيث قرر شموئيل تمير وزير العدل في تلك الحكومة الغاء تطبيق أنظمة الطوارئ في إسرائيل، باستثناء بعض المواد، واصفا ً إياها بأنها نموذج للقوانين النازية typical Nazi Laws ، بينما استمر تطبيقها بالكامل على الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
صلاح الحموري ولد في القدس لوالد وجد عن آباء مولودين بالقدس، وعلى الإسرائيليين الذين قرروا ترحيل صلاح من مدينته ووطنه أن يسألوا أنفسهم وواليهم أين ولدوا ومن أين جاءوا. وعلى من يُشرع ترحيل صلاح ابن القدس من مدينته ومن بين أهله وعشيرته أن يفهم بأن الزمن دوار، وأنه في حين أن 99.999% من الفلسطينيين لا يحملون أية جنسية أجنبية سوى الجنسية الفلسطينية التي استمدوها من انتمائهم ووجودهم فوق هذه الأرض فإن الأغلبية الساحقة من الإسرائيليين هم من حملة جنسيات دول أجنبية يقيمون هنا وقد يأتي يوم سيجدون أنفسهم فيه في نفس الخانة التي وضعوا صلاح الحموري فيها هذه الأيام، وعلى الباغي تدور الدوائر.
دلالات
محمد زياد قبل ما يقرب من 2 سنة
اسلوب تهجير تمارسه الدولة العنصرية بينما تجمع مشردين العالم الى فلسطين وتهجر اهلها الاصليين حسبنا الله ونعم الوكيل
نجاح قبل ما يقرب من 2 سنة
حسبنا الله ونعم الوكيل يكيلون بعدة مكاييل
المزيد في أقلام وأراء
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام
بهاء رحال
المقاومة موجودة
حمادة فراعنة
وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي
سري القدوة
هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!
محمد النوباني
ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟
حديث القدس
مآلات موافقة حزب الله على ورقة أمريكا الخبيثة
حمدي فراج
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
الأكثر قراءة
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 81)
شارك برأيك
صلاح الحموري .. والزمن دوار !