Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الإثنين 05 ديسمبر 2022 10:35 صباحًا - بتوقيت القدس

الحكومة الإسرائيلية القادمة خطرة ولكن تبريد الرؤوس الحامية بأيدينا

 بقلم: محمد النوباني


إسرائيل هي دولة استعمار إستيطاني كولنيالي تحكمها ايديولوجيا قائمة على الاستيطان والإحتلال والإحلال والتوسع والتفوق العرقي وبالتالي فإن كل من استوطن فيها بصرف النظر عن انتمائه السياسي هو محتل غاصب.
وإستطرادا فإن هناك متلازمتين تميزان اية دولة من هذا النوع:
الآولى: أن احزابها وتياراتها السياسية هي أحزاب صهيونية حتى لو ادعت بأنها تسعى إلى تحقيق السلام مع الفلسطينيين والعرب.
والثانية: ان العنف والحرب بالنسبة لها هي الوسيلة الوحيدة للبقاء وتفرزهما كما يفرز الكبد المادة الصفراء الضرورية للجسم ومستحيل ظهور حركات سلامية حقيقية فيها.
بناء على ما تقدم فإننا كنا نجد على الدوام ومنذ إستزراع إسرائيل في فلسطين أن مواقف ما يسمى بيسار او يسار الوسط او المركز الصهيوني إزاء الشعب الفلسطيني لا تقل تطرفا وعنصرية وعدوانية عن مواقف اليمين واليمين المتطرف واليمين الفاشي.
واذكر بهذا الصدد انه عندما وقع  أنور السادات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك مناحيم على اتفاقية كامب ديفيد كان فيها شقاً فلسطينياً ينص على حل القضية الفلسطينية على إقامة اساس حكم ذاتي موسع للفلسطينيين.
وقد ذهب بيغن في ذلك الشق من الاتفاقية إلى حد الموافقة على إعطاء الفلسطينيين جوازات سفر إسرائيلية ولكن المفاجأة كانت ان حزب العمل الإسرائيلي "اليساري" وعضو الإشتراكية الدولية عارض ذلك بشدة بحجة انه يؤثر على نقاء الدولة اليهودية.
وهذا ان دل على شيئ فهو يدل على أن كافة الاحزاب المكونة للطيف السياسي الإسرائيلي هي احزاب عنصرية وتسعى بالوصول للصهيونية لاعلى غاياتها وهي طرد العرب من كل فلسطين التاريخية واحلال المستوطنين اليهود مكانهم وما بين هذا وذاك تهويد الارض وهدم المسجد الاقصى وبناء الهيكل المزعوم على انقاضه.
وبهذا المعنى فإن اية خلافات قد تنشأ بين الاحزاب الصهيونية حول الموضوع الفلسطيني هي بالضرورة ليست خلافات جوهرية على سبل الوصول بالصهيونية إلى غاياتها بل على اسلوب الوصول إلى ذلك الهدف.
ويكفي أن نشير بهذا الصدد إلى حقيقة مهمة وهي أن من اسس إسرائيل وإرتكب أفظع المجازر ومعظم الحروب ضد الفلسطينيين والعرب هو حزب العمل الإسرائيلي الذي لا يزال بعض الفلسطينيين والعرب يعتبرون قادته التاريخيين حمائم وصناع سلام.
ختاما فإن لا احد يستطيع أن يتجاهل أن نتائج الانتخابات العامة الاخيرة التي جرت في إسرائيل مؤخرا والتي اسفرت عن صعود قوى فاشية إلى سدة الحكم مثل احزاب الصهيونية الدينية والكهانية اليهودية ستؤدي إلى تصاعد العنف والإرهاب الممارس ضد الشعب الفلسطيني لا سيما في الضفة الغربية المحتلة.
ولكن ما يتجاهله بعض الذين إرتعدت فرائصهم من هذا التطور أن وصول هؤلاء الفاشيين إلى سدة الحكم هو تعبير عن ازمة مزدوجة تمر بها إسرائيل وهي ازمة حكم وازمة مشروع صهيوني.
فهذا التطور سينهي مرة واحدة وإلى الأبد صورة إسرائيل الضحية المدافعة عن نفسها ضد عرب متوحشين وسيظهرها على حقيقتها كدولة احتلال وابارتهايد مما سيعجل بإنهيارها.
واخيرا وليس آخرا فإن وجود فاشيين مثل بن غافير وسموتريتش في حكومة يرأسها متطرف مثل نتنياهو سيكون بمثابة أمر في غاية الخطورة في حال بقي الوضع الفلسطيني على حاله سلطة متمسكة بإتفاقات اوسلو وقوة ردع غزاوية محكومة بإملاءات ومحور مقاومة عاجز عن ردع إسرائيل في سوريا، في حين سينقل السحر على الساحر فيما لو تم الخروج من نفق اوسلو وتطبيق مقولة وحدة الساحات وتم ردع إسرائيل في سوريا.
بكلمات اخرى فإن بن غافير وسموتريش يمكن ان يكونا وحشين كاسرين في حال بقي الوضع الفلسطيني ووضع محور المقاومة على حاله في حين يمكن أن يتحولا إلى نمرين من ورق مثل وزير الدفاع الإسرائيلي الاسبق افيغدور ليبرمان الذي كان يعربد امام وسائل الإعلام و يتهم نتنياهو بتقييد حركته ومنعه من استخدام قوة الجيش الإسرائيلي لردع غزة وبالرضوخ لحماس بينما كان يلتزم الصمت في اجتماعات المجلس الوزاري المصغر للشؤون الامنية والسياسية "الكابينيت" ولا ينبس ببنة شفة.

دلالات

شارك برأيك

الحكومة الإسرائيلية القادمة خطرة ولكن تبريد الرؤوس الحامية بأيدينا

المزيد في أقلام وأراء

Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة

بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً

بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة

أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي

بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

ويسألونك...؟

ابراهيم ملحم

الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية

منير الغول

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 88)