بقلم:بهاء رحال
يواصل الاحتلال عمليات القتل والإجرام في كافة الأراضي الفلسطينية، وعلى وجه الخصوص فإن عملياته تتركز لقتل المزيد من الشباب الفلسطيني تحت ذريعة الخطر الذي يشكله هؤلاء الشباب. ويبدو أن الأمر له أبعاد أخرى أهمها ضرب توازن المجتمع الفلسطيني وخلق فوهة في تركيب فئاته العمرية، من خلال قتل أكبر عدد من الشباب وهذا ما يتضح في السنوات الماضية حيث أن جنود الاحتلال يتعمدون القتل وفق توجيهات عليا من قيادة جيش الاحتلال التي تطلق يد الجنود، وسط صمت دولي ودون عقوبات تذكر.
ما يحدث في الأراضي الفلسطينية يؤكد ذلك، ونحن نشهد كل يوم أعدادًا من الشهداء يتم تصفيتهم عمدًا بأيدي آثمة عنصرية ومتطرفة، وفق مخطط يهدف إلى تفريغ الأرض من السكان وكسر قوة المجتمع الفلسطيني الذي عماده الشباب، ولأن فلسطين دائمة البقاء بديمومة الأجيال، فإن الاحتلال الكولونيالي يسعى لتفريغ السكان بطرق ممنهجة منها القتل المنظم والطرد التعسفي والاستيطان الذي يتمدد طولا وعرضًا فيقضم الأرض ويستولي على خيراتها ويضع يده على معظم أدوات الإنتاج وفي شتى الحقول الاقتصادية، مما يزيد حالات الفقر ويجعل التبعية شرطًا للبقاء.
يد القتل التي تستهدف كل ما هو فلسطيني، تزداد بطشًا كلما بقيت بلا عقاب وبلا محاسبة وكلما ظل صوت العدالة الدولية غائبًا عن مسرح الجريمة في فلسطين، ولن تتوقف هذه الأيدي الفاشية إلا إذا وجدت الرادع الحقيقي، حتى تكف يدها وينتهي الاحتلال إلى الأبد.
فإلى متى سيبقى الشعب الفلسطيني دمه مستباحًا! وإلى متى سيبقى الصوت الدولي هافتًا أمام الجرائم المنظمة التي تنفذ كل يوم وكل ساعة. إرهاب دولة منظم، واحتلال وحشي يوفر الغطاء للقتلة ويشرعن القتل بحق كل فلسطيني، ولا حاجة لسبب، فيكفي أن تكون فلسطينيًا لتموت برصاص الجنود والمستوطنين وهذا يتناسب مع معتقداتهم التي تقوم على أن الفلسطيني الجيد هو الفلسطيني الميت.
وفي ظل بقاء الأمر على ما هو عليه، فإننا أمام موجات قادمة من القتل المنظم والمزيد من الشهداء على مذبح الحرية والاستقلال . فإلى أي مدى سيبقى صوت العدالة مغيبًا! ألم تحن ساعة الخلاص من الاحتلال ومعاقبته على جرائمه.