أقلام وأراء
الخميس 01 ديسمبر 2022 11:19 صباحًا - بتوقيت القدس
في الذكرى الــ ٧٥ لقرار تقسيم فلسطين
بقلم:محمد النوباني
-لقد كان قرار تقسيم فلسطين إلى دولتين يهودية وعربية وتدويل القدس الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في ٢٩ تشرين الثاني عام ١٩٤٧ والذي يحمل الرقم ١٨١ ترجمة لوعد بلفور المشؤوم، بإعطاء من لا يملك إلى من لا يستحق، ولذلك
فقد أصابت قيادة الحركة الوطنية الفلسطينية عندما رفضته واعتبرته مؤامرة على الشعب العربي الفلسطيني.
- ليس صحيحاً أن قبول هذا القرار كان من شأنه أن يجنب شعباً مأساة اللجوء والتشرد،حيث أكدت الاحداث التي تلت صدور هذا القرار، أن موازين القوى على الأرض والدعم الإمبريالي لاستزراع إسرائيل، ستؤدي لا محالة إلى تمكن العصابات الصهيونية المسلحة من إقامة ما اصبح يعرف بإسرائيل في ١٥ ايار ١٩٤٨ على المساحة التي قامت عليها،أي على مساحة ٢١ الف كم٢ من مساحة فلسطين التاريخية البالغة ٢٧ الف كم٢.
وهذا يعني أن قبوله من قبلنا كان سيعطي شرعية فلسطينية لا مبرر لها لقيام الكيان الغاصب من دون أن يؤدي ذلك إلى قيام الدولة العربية الفلسطينية لا على مساحة ال ٤٥% تقريباً التي نص عليها القرار بل ولا حتى مساحة %١.
-لقد كان موقف الحزب الشيوعي الفلسطيني الرافض لمبدأ تقسيم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية في بداية الأمر، اي حين عرضت بريطانيا القضية الفلسطينية على الامم المتحدة، موقفاً صحيحاً لا غبار عليه، لأنه قد انطلق من موقف ماركسي لينيني يعتبر أن حل ما يسمى بالمسألة اليهودية يجب أن يتم بتمثل واندماج اليهود مع الشعوب التي يعيشون بين ظهرانيها، وليس بإقامة دولة أو دول خاصة بهم لأن ذلك يخدم فرية العداء للسامية ومصالح الحركة الصهيونية المتحالفة مع أشد الدوائر رجعية في البلدان الامبريالية.
-ولكن حينما تغير هذا الموقف من الرفض إلى القبول تأثراً بموقف الإتحاد السوفياتي الذي وافق على القرار بعد ان كان يرفضه لم يعد هذا الموقف سليماً لأنه أولاً يتناقض مع الموقف المبدئي الماركسي اللينيني وثانياً لأن قبوله،حتى لاعتبارات تكتيكية، لم يكن من شأنه أن يؤدي إلى تنفيذ الشق المتعلق بإقامة الدولة العربية الفلسطينية كما نص على ذلك القرار المذكور.
- امام ما أدت اليه كارثة إتفاق آوسلو من مصائب وويلات على شعبنا الفلسطيني والتي كان من آخر تجلياتها وصول القوى الأكثر فاشية لحكم إسرائيل يخطئ من يعتقد بإن العودة إلى المطالبة بتنفيذ قرار تقسيم فلسطين لعام ١٩٤٧م هو الذي سيخرجنا من المأزق.
فخروجنا من المأزق يتطلب التحلل من إتفاق آوسلو فعلا لا قولا والعودة إلى شعارالدولة الواحدة.
-في الختام بقي الإشارة إلى حقيقة مهمة وهي أن إعتبار الامم المتحدة منذ العام ١٩٧٧ لتاريخ التاسع والعشرين من كل عام والذي يصادف ذكرى صدور القرار ١٨١ يوماً للتضامن مع الشعب الفلسطيني كانت بداية لم تكتمل للتكفير عن جريمة إرتكبتها هذه المنظمة الدولية ومعها ما يسمى بالمجتمع الدولي ضد الشعب الفلسطيني.
وإستكمال ذلك بتطلب سحب الاعتراف بإسرائيل لا سيما أن ذلك الاعتراف يتناقض ليس مع الحقائق التاريخية فقط بل مع قرارات الامم المتحدة نفسها.
والتوضيح فحينما تقدمت إسرائيل بعد استزراعها عام ١٩٤٨ بطلب لعضوية الامم المتحدة طلب منها تنفيذ شرطين:-
الاول: الشرط الأول الذي يطلب من اي دولة وهو أن تكون محبة للسلم ومدافعة عنه.
والثاني: ان تنفذ قرار التقسيم رقم ١٨١ وقرار ١٩٤ الخاص بعودة اللاجئين الفلسطينيين والصادر في ١٢ كانون الاول عام ١٩٤٨ إلى ديارهم التي شردوا منها.
وبما انها لم تكن يوما محبة للسلام ولم تنفذ القرارين المذكورين فإن وجودها غير شرعي حتى بموجب قوانين هذه المنظمة الدولية.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة
بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي
التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً
بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة
أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي
بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي
ويسألونك...؟
ابراهيم ملحم
الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية
منير الغول
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
الأكثر تعليقاً
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
اللواء محمد الدعاجنة قائداً للحرس الرئاسي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
الأردن: قصف إسرائيل حيًّا ببيت لاهيا ومنزلا بالشيخ رضوان "جريمة حرب"
حرب غزة تخطف 18 ألف طفل فلسطيني
الأكثر قراءة
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.7
شراء 3.69
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 3.85
شراء 3.83
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 88)
شارك برأيك
في الذكرى الــ ٧٥ لقرار تقسيم فلسطين