أقلام وأراء
الأربعاء 30 نوفمبر 2022 9:48 صباحًا - بتوقيت القدس
إسرائيل... تداول الأقنعة!!
بقلم : نبيل عمرو
ظاهرة صحية الاحظها لدى شعبنا الفلسطيني، تتجسد في عدم الهلع من الحكومة الإسرائيلية التي يقوم بنيامين نتنياهو بتشكيلها.
والحديث عن سموتريتش وبن غفير ومن يماثلهم في التشكيلة الحكومية القادمة يأتي من داخل إسرائيل، ومن حلفائها التقليديين الذين يرون ان ما تحمله حكومة نتنياهو المقبلة من دلالات تضر بالصورة الإسرائيلية التي كانت تبدو ولو بفعل الدعاية المكثفة كأنها نوعية مميزة الى الحد الذي شاعت فيه مصطلحات خاصة في وصفها ومنها "واحة الديموقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط" ، ومن ينسى خطابات نتنياهو امام الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي اعتبر فيها إسرائيل دولة كاملة متكاملة المواصفات الحضارية بدءا من اختراع الطماطم المقزمة حتى التفوق في مجال الهايتك. وغيرها من صناعات العصر.
لا ننكر ونحن نرى إسرائيل بالعين المجردة، ان فيها تفوقا في مجالات عدة وفيها انتخابات وتداول للسلطة، وفيها ارتفاع مضطرد في مستوى دخل الفرد، ولديها قوة عسكرية وتحالفية غاية في التميز عن ما لدى الفلسطينيين وحتى عن ما لدى محيطها العربي.
كل ذلك نراه ونعرفه غير ان اصل الحكاية ليس هنا ولا هكذا فإسرائيل تعاني مما تعرف وتتجاهل.
فهي تعرف وتتجاهل بأن التفوق العسكري والتحالفي وحتى الاقتصادي يتحول الى عبء عليها ما دامت تحتل شعبا آخر وتعادي امة بأكملها، وتؤدي سياساتها على انها مدللة العالم، والاستثناء الدائم من القواعد الاخلاقية الدولية، وما دامت لم تدرك بعد هُزال مردود تطبيعها مع بعض الدول امام اللاتطبيع الشعبي الشامل، الذي تراه منذ عقود في مصر والأردن، وفي أيامنا هذه في المونديال حيث يضطر الإسرائيلي فيه الى إخفاء هويته خوفا من نظرات الاخرين، ليس لاسباب دينية او عنصرية وانما لما تفعل بالفلسطينيين الذين وبفعل الاحتلال يسيرون كل يوم جنازة على الأقل.
وإسرائيل تعرف وتتجاهل ان العرب والعالم بمعظمه اكتشف دون دعاية مضادة ان تداول السلطة ولو بانتخابات حقيقية ينتج تداولا للاقنعة وليس للسياسات، ذلك ان الطبقة الرسمية التي تتنافس على الحكم فيما بينها يجمعها أساس واحد، هو بقاء الاحتلال، ويفرقها اجتهادات مختلفة في كيف يتم ذلك، مع أسباب أخرى تتصل بمزايا الحكم والتسابق على الظفر بحصة منها.
واسرائيل تعرف وتتجاهل بأنها ومن خلال بقاء اشرس احتلال عرفته البشرية، فكل قوتها العسكرية التي تمتلك ما يغطي المناطق المحتلة عدة مرات من الجنود والمعدات، تبدو عديمة الجدوى حين يقرر شاب فلسطيني على عاتقه الخاص القيام بعملية حيثما استطاع ذلك، وحين تقرر فتاة فلسطينية ولو محاولة طعن بسكين او مقص خياطة، هذا ما لا نقوله نحن كي يعتبر دعاية او تحريضا لما تصفه عادة الرسمية الإسرائيلية، بل يقوله اهم الكتاب والمثقفين والاكاديميين والضباط الإسرائيليين، ومنهم كبيرهم الحالي غانتس الذي لا يخفي قلقه على دولته من حكومة بن غفير الذي سلمه نتنياهو نصف إسرائيل، ويسلم نظيره سموتريتش النصف الاخر كي يشكلا له طوق نجاة شخصي من معضلة تهم الفساد التي لم يتخلص منها.
ان العالم يشاهد ما يجري في إسرائيل تحت غلاف ديموقراطي بينما هو انقلابات جوهرية تطال حتى القضاء الذي تجري محاولات "ديموقراطية" لتجريده من صلاحياته تحت عنوان التغلب.
نحن الفلسطينيين تعودنا على كل الأقنعة التي تداول أصحابها على التنكيل بنا، وتعودنا على هضم الصعوبات التي يتفنن محتلونا في اختراعها لتصبح نمط حياة لانساننا ومجتمعنا.
وتعودنا على من تمنى ان يبتلع البحر غزة، وان يغرق الفلسطينيون في البحر الميت، وتعودنا على ان تشرب غزة ماءً ممزوجا بملح البحر، وان تسجن الضفة بين مئات او الاف الحواجز التي تنتشر في مداخل ومخارج مدننا وقرانا وحتى احيائنا، تعودنا على ان نؤرخ لمعتقلينا بعشرات السنين واعداد المؤبدات، لهذا ولغيره ما يماثله الكثير الكثير، صارت لدينا كشعب مناعة من بن غفير وسموتريتش ونتنياهو، الذين يختلفون عن غيرهم في شأننا بأنهم فقط ازالوا الأقنعة.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام
بهاء رحال
المقاومة موجودة
حمادة فراعنة
وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي
سري القدوة
هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!
محمد النوباني
ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟
حديث القدس
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
الاحتلال الإسرائيلي يتوغل في القنيطرة السورية ويعتقل راعيا
الأكثر قراءة
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 81)
شارك برأيك
إسرائيل... تداول الأقنعة!!