بقلم: ابراهيم دعيبس
الحكومة الاسرائيلية  برئاسة نتانياهو وتحالفاته لا تترك مجالا حتى للحديث  عن السلام والمطالبة بتحقيق هذا الذي كنا نأمله، ولا سيما بعد تحالفه مع حزب ايتمار بن غفير هذا المغرق بالتطرف والعنصرية والعداء لكل ما هو عربي سواء بالداخل الاسرائيلي او بالضفة والقدس بالمقدمة وفي كل مكان بالعالم.
وسيكون بن غفير وزيرا للأمن الداخلي بصلاحيات واسعة تشمل ادارة شرطة حرس الحدود بالضفة من شمالها الى جنوبها ومن شرقها الى غربها، واضافة الى بن غفير هذا هناك حزب الصهيونية الدينية بقيادة سموترتش الذي يدعو الى الغاء الادارة المدنية وتحويل صلاحياتها الي الاحزاب الصهيونية، مما يستهدف ترسيخ السيطرة اليهودية على كل الارض ودعم المستوطنين واقامة المستوطنات وتوسيعها، مباشرة مع المؤسسات الرسمية اليهودية.
هذه التطورات وغيرها مما نراه ونعاني منه كثيرا في كل المناطق وكل الاوقات، يعني ان اي حديث عن السلام واحتمالاته صار نوعا من التفكير الاعمى ولم يعد له اي مجال او امكانية تحقيق.
ان هذه التطورات تستدعي اعادة تقييم وطنية واقعية ومسؤولة لما يجري وما ينتظرنا في الواقع وليس في المطالب والتمنيات. واعادة التقييم هذه هي مسؤولية القيادات التي عليها ان تقف موقفا موضوعيا فعلا، ومن اول المطلوب وأهمه في توقعات الناس هو اذا كانت القيادات  الرسمية والحزبية غير قادرة على مواجهة هذه التحديات فإن عليها ان تدعو الى انتخابات رئاسية وتشريعية لايجاد القيادات الرسمية والمسؤولة وربما القادرة على القيام بما هو مطلوب وقد فاض الكيل ولم يعد السكوت والتصريحات الجوفاء والركض وراء السراب امرا محتملا.
والتاريخ لن يرحم ابدا وكل ما يجري من ممارسات اسرائيلية هو صرخة في آذان من يعنيهم الامر لنقول لهم ايها النائمون فوق الكراسي ويا ايها الراكضون وراء المناصب والمصالح الشخصية لقد انتهت هذه المرحلة والشعب الذي يدفع الثمن من ارضه وحقوقه لن يظل صامتا وسيقوم بقوة للوصول الى اهدافه.. والسلام على كل احاديث السلام..!!