Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

السّبت 26 نوفمبر 2022 11:14 صباحًا - بتوقيت القدس

لا تفرحوا بقوتكم

بقلم: بكر أبوبكر
حينما يستخدم القوي كل أشكال التسلط والقوة الفائقة ضد الضعيف، فإنه يعبّر عن حقيقة الرعب الداخلي الذي يعتريه، ويكاد يشل عقله عن التفكير الصائب.
استخدام القوة المفرطة وإرهاب الدولة ضد الضعيف عسكريًا يعبر عن تخلخل قناعة الفاعل بروايته، فما بالك حينما لا تستند لأي محتوى علمي او منطقي بل الى روايات تاريخية ذات محتوى أسطوري خرافي.
كلما زاد استخدام محتوى القوة من كيان أو دولة قوية في مواجهة عدو ضعيف كلما كانت تعبر عن حالة متعاظمة من الاستبداد وإظهار الهيمنة بهدف التخويف والتركيع للآخر من جهة، وبهدف إثبات الذات القلقة، وإرسال رسالة للمحيط أننا هنا ومازلنا أقوياء فلا تفكروا بغير ذلك!
الامر واضح فيما يحصل في فلسطين حتى استحالت حياة الفلسطيني الى مرمى نيران يومي. فالقوة الاسرائيلية العسكرية (بل والسياسية) المتفوقة تنهال على رأس وصدر الفلسطينيين بكل ثقلها ما يعطي رسالة واضحة للأسد الفلسطيني: "أننا لا نريدكم هنا في فلسطين".
الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة وصعود التطرف الملفوف بعباءة الإرهاب والعنصرية الباغية عبرت بجلاء عن رسالتها الواضحة التي وصلت للفلسطينيين بلا أي واسطة أو ترجمة، أنتم أغراب وهذه بلدنا! فاخرجوا أو ترقبوا القتل أو الطرد (أنظر كتاب "الفكرة اليهودية" ل"كهانا" معلم "بن غفير" حيث تسويغ القتل والطرد والإرهاب وهدم الأقصى والتفوق اليهودي العنصري، وأنظر كتاب "نتنياهو" المعنون: "مكان تحت الشمس"، وأنظر "جابوتنسكي" في الجدار الحديدي، وأنظر كتاب "شريعة الملك" للحاخام اسحق شابيرا...الخ).
"نتنياهو" حسب نظريته وفي كتابه يقرر أنه: لا يمكن حل مشاكل الأقليات (ويقصد الشعب الفلسطيني الذي لا يعترف بوجوده) بإعطائهم حُكْمًا يضمن لهم السيادة على أي قطعة أرض يهودية. (هي أرض فلسطين).
الجيش الاسرائيلي وقادة إسرائيل أسقطوا كل محاولات التسوية والسلام منذ اقتحم الجيش المدن الفلسطينية العام 2002 أثناء الانتفاضة الكبرى الثانية ممزقًا بوضوح اتفاقية أوسلو، ومنذ تكاتف المستعمرون (المستوطنون) لطرد أهل البلاد وإقامتهم دولتهم في الضفة الغربية (دولة المستوطنين/المستعمرين) على حساب المساحة الضيقة من فلسطين المتبقية للدولة منذ بروز خيار المقاومة الشعبية بعد العام 2005.
لاتكف منظمات حقوق الانسان برصد كافة الانتهاكات الصهيونية التي لا تتوقف بتاتًا فهي عبارة عن "رياضة يومية" إسرائيلية! وكأنها تعتبر فلسطين في مساحة تواجد الفلسطينيين في الضفة وغزة والقدس "ساحة تجارب حربية" لاسيما وهي تزاحم الفلسطينيين في المتاح من الأرض التي قبلوا أن يقيموا فيها دولتهم.
إن عامل الخوف الفظيع لدى صاحب القوة المتفوقة وهو هنا الإسرائيلي واضح المعالم بحجم الاعتداءات المتزايدة التي يرتكبها ما تجعل من حقيقة الإسراف باستخدام هذه القوة تعبير عن الحقيقة العنصرية الاقصائية للآخر من جهة، وافتقاد المسوّغ الأخلاقي، وانكشاف أكذوبة الديمقراطية الإسرائيلية، وتعبير عن الخوف (أو التخويف المستمرللإسرائيلي العادي) الذي يعتقد صاحب القرار السياسي أنه عبره يضمن تواصل صعوده في سلم السلطة في إسرائيل.
يمكننا أن ننظر لما يحصل في كافة القرى والمدن والمخيمات في فلسطين وخاصة بمساحة الضفة الغربية وغزة (التي أسميناها المتاح لنا لإقامة الدولة) حيث أن فيها يكرس المستوطنون (المستعمرون) حضورهم الإرهابي الواضح المتعاضد مع الكهنة ومع القيادة السياسية وبدعم كامل من الجيش الذي إما يدعم مباشرة أو يحمي أو يراقب ولا يتدخل الا حين تعرض عصابات المستعمرين لمقاومة الفلسطينيين الباسلة.
مزيد من القوة لايعني بالضرورة مزيد من الأمن، بل مزيد من الخوف من القوي أو التخويف للناس.
ومزيد من الاعتداءات ضد الفلسطينيين لن يكون رد الفعل المقابل ممثلًا بالخنوع والخضوع والمذلة ،،، هيهات هيهات. حيث أثبت الشعب الفلسطيني بكل وضوح أن المزيد من القوة العسكرية الصهيونية تعني لديه المزيد من القناعة بعدالة قضيته وحقيقة قدرته على المقاومة وضرورة ديمومة النضال.
لكل فعل رد فعل مساو له بالمقدار وعكسه بالاتجاه، هكذا ينص قانون نيوتن الثالث، وفي عُرف حرب الشعب طويلة النفس لم يستسلم أي شعب أبدًا للقوة الغازية فلا تفرحوا بما أتاكم من قوة.
الشعب العربي الفلسطيني صاحبُ المكان الأصيل، وهو شعبٌ صبور ومجاهد ومناضل وأخاله أثبت ذلك ويثبته كل يوم.
الشعب الفلسطيني شعبٌ ذو رباط لاسيما وأن الله سبحانه وتعالى قد سلّمه مفتاح القدس وفلسطين والشام منذ زمن بعيد، نيابة عن الأمة التي لن تقبلكم والمفتاح بأيدينا فقط.

دلالات

شارك برأيك

لا تفرحوا بقوتكم

المزيد في أقلام وأراء

Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة

بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً

بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة

أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي

بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

ويسألونك...؟

ابراهيم ملحم

الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية

منير الغول

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 86)