أقلام وأراء
الجمعة 25 نوفمبر 2022 10:15 مساءً - بتوقيت القدس
مونديال قطر: رفض العرب للتطبيع
بقلم: مصطفى إبراهيم
يحتفي الفلسطينيون بمشاهد رفض الشباب العربي المتابع لبطولة كأس العالم في قطر، إجراء اللقاءات والتعامل مع وسائل الإعلام الإسرائيلية، وباءت جميع المحاولات لإجراء المقابلات مع المشجعين العرب بالفشل. ويشعر الفلسطينيون بالنشوة والفرح المشترك مع العرب من حالة الرفض، وإيمان الشعوب العربية ومناعتها ضد التطبيع وعدالة القضية الفلسطينية، ورفض التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، ووجود ممثلي الاحتلال ووسائل إعلامه في الدول العربية.
ظهر ذلك في ما نقله مراسل القناة 12 الإسرائيلية أوهاد حمو الموفد لقطر لتغطية المونديال، وشعوره بخيبة الأمل وصوته المهزوم، وهو يرد على مقدمة الاخبار يونيت ليفي: "رغم أننا وقعنا على أربع اتفاقيات تطبيع مع دول عربية، إلا أن غالبية الشعوب العربية لا تحب وجودنا هنا، وأن جزء كبير من السعوديين تعاملوا معي بسلوك غير جيد".
وقاحة وسائل الإعلام الإسرائيلية وممثليها، والتعامل بفوقية بأهمية اتفاقيات التطبيع التي وقعها الاحتلال مع عدد من الدول العربية بالنسبة له، والاعتقاد أنها ستجعل المشجعين العرب يستقبلونهم بحفاوة.
لكن ما حدث هو عكس تمنياهم وما نقلته القناة التلفزيونية 12 العبرية عن الصحفي دور هوفمان، مبعوث هيئة البث الرسمية الإسرائيلية (كان) الموفد تغطية كأس العالم، في قطر، وما قاله في بث مباشر وما تعرض له هو وفريقه، وأن سائق حافلة قام بنقل الفريق وتركهم في منتصف الطريق بعد اكتشاف أنهم إسرائيليون. وإنه لم يكن مستعداً لأخذ المال منا لأننا نقتل إخوته، وبعد ذلك قام صاحب مطعم بطردهم وأحضر حراس الأمن لطردهم، وطلب منه حذف الصور الذي التقطها، وأضاف "أنا إسرائيلي في دولة معادية".
لقد تجلت الوحدة العاطفية الوجدانية العربية في فوز المنتخب السعودي على الأرجنتين، وتجاوز الأنظمة العربية والانقسامات والاختلافات، وحال الشرذمة التي عززتها الأنظمة الاستبدادية الفاسدة، وتبعيتها للغرب ودولة الاحتلال من أجل مصالحها والبقاء في الحكم. وما رافق الفوز من فرح عارم، والتخلي عن الحسابات السياسية الضيقة، والحماسة التي ايقظت في نفوس العرب قدرتهم على الفعل والعمل المشترك. كما أظهر الشعور بالفرح فكرة أنه لا مستحيل، وأن العرب يمتلكون الشجاعة والارادة والجرأة، إذا ما توفرت لهم البيئة والظروف والإمكانات والفرصة، وإيمان الأنظمة بقدرات الشعوب العربية.
مونديال قطر، ووحدة الوجدان والمصير المشترك، ورفض دولة الاحتلال، وسلوكها الاجرامي والعنصري، ورفض التطبيع العربي معها، وهذا ما تؤكده الدراسات ووسائل الإعلام الإسرائيلية، ومشاعر الشعوب العربية السلبية والمعادية لدولة الاحتلال.
في السياق نفسه ذكرت صحيفة يسرائيل هيوم، الإثنين الماضي، أن مصر تمنع مواطنيها بحكم الأمر الواقع من زيارة إسرائيل، بالرغم من وجود توقيع معاهدة سلام. كما تضع مصر صعوبات جمة في طريق المصريين الراغبين في زيارتها، وبطريقة تجعل الأمر مستحيلاً.
ويتم ذلك بطريقة تتجاوز بكثير إصدار تأشير عادية، وأنه يجب على المواطن المصري الذي يرغب في زيارتها أن يقدم سببًا للزيارة وحتى في هذه الحالة ليس من الضروري الموافقة، حتى لو حصل على إذن بالسفر، فإنه يتم وضعه تحت مراقبة جهاز الأمن وهذا قد يستمر لسنوات عديدة.
وأن رجال الأعمال والسياح المصريين لا يأتون إلى "إسرائيل" على الاطلاق، كل ذلك يؤثر على نطاق النشاط الاقتصادي بين إسرائيل ومصر، وحجم التبادل التجاري صغير نسبيًا ويصل فقط سنويًا إلى حوالي 100 مليون دولار رغم وجود اتفاقية سلام منذ 40 عاماً. في المقابل وصل التبادل التجاري مع الإمارات 1.5 مليار دولار ويتوقع أن يتضاعف 3 مرات رغم أن اتفاق السلام لم يمر عليه أكثر من عام ونصف فقط.
وفي العام 2020، أجرت وزارة الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلية، دراسة وجدت من خلالها أن مشاعر سلبية في 90٪ من الخطاب على الشبكات الاجتماعية العربية حول اتفاقيات التطبيع الموقعة بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين، ولم تلق قبولاً جيداً،
تجربة بطولة كأس العالم في دولة عربية، تجاوزت التضامن الإنساني، وأظهرت البعد العروبي، ورفض التطبيع وما يسمى اتفاقيات السلام، وإن لم يتم التعبير عن ذلك صراحة، انما تجلى في رفض الوجود الإسرائيلي في قطر.
حجم التضامن والوحدة العربية، حتى لو كانت حالة عاطفية ووجدانية، فهي تأكيد على وحدة الشعوب العربية، وقدرة العرب على لم الشمل، برغم انقسام الأنظمة العربية التي تصادر الحريات، والقمع وعدم قدرة المواطنين العرب على المشاركة في الحياة السياسية ومصادرة حقوهم الأساسية، واتخاذ القرارات، والعيش الكريم.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام
بهاء رحال
المقاومة موجودة
حمادة فراعنة
وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي
سري القدوة
هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!
محمد النوباني
ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟
حديث القدس
مآلات موافقة حزب الله على ورقة أمريكا الخبيثة
حمدي فراج
الأكثر تعليقاً
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
ماذا يقول القانون الدولي عن الغزو الإسرائيلي لجنوب لبنان؟
الأكثر قراءة
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
الأونروا: فقدان 98 شاحنة في عملية نهب عنيفة في غزة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%54
%46
(مجموع المصوتين 80)
شارك برأيك
مونديال قطر: رفض العرب للتطبيع