فلسطين

الأربعاء 23 نوفمبر 2022 4:57 مساءً - بتوقيت القدس

إعادة اصطفاف اللوبي الإسرائيلي بسبب بن غفير يعطي بايدن مجالاً للانتقاد

واشنطن – "القدس" دوت كوم - سعيد عريقات - تشير الدلائل الأولية في العاصمة الأميركية واشنطن ، على أن النجاح المذهل للحزب العنصري الفاشي "الصهيوني الديني" الذي يرأسه إيتمار بن غفير في الانتخابات الإسرائيلية قبل ثلاثة أسابيع إلى وقوع زلزال داخل اللوبي المؤيد لإسرائيل في الولايات المتحدة، وأن هذا الزلزال سمح لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن باتخاذ خطوات غير مسبوقة - بالنسبة له - لمواجهة الحكومة الإسرائيلية بحسب الخبراء.

يقول فيليب وايس ، ناشر موقع "موندووايس": "في الواقع ، يبدو أن إدارة بايدن تبنت مواقف منظمة جي ستريت J Street ، اليهودية الأميركية، والتي تلقب نفسها باللوبي الإسرائيلي الذي يؤمن بحل الدولتين، والتي تحاول استبدال اللجنة الأميركية الإسرائيلية للعلاقات العامة-إيباك AIPAC ( في اللوبي الإسرائيلي) كممثل حقيقي لليهود الأميركيين".

يشار إلى أن إدارة الرئيس الأميركي بايدن عملت لمدة عامين، في تعاملها مع إسرائيل وفق تعهد بايدن  بأنه سيبقي خلافاته مع إسرائيل خلف الأبواب المغلقة، ولكن في الأسبوع الماضي، خرج بايدن عن النص على ما يبدو، حيث أنه بحسب ما ورد بدأ مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI) تحقيقاً في مقتل الصحفية الفلسطينية الأميركية شيرين أبو عاقلة 11 أيار الماضي على يد جنود الاحتلال الإسرائيلي، وصرخ القادة الإسرائيليون وقالوا إنهم يرفضون التعاون، بعد أن طمسوا الأمر تحت البساط.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس في رده على سؤال مراسل "القدس" دوت كم، إنه من "المقيت" أن يذهب نجم اليمين الإسرائيلي الصاعد، إيتمار بن غفير، إلى نصب تذكاري لبطله العنصري مئير كاهانا حيث أشاد به بسخاء.

يشار إلى أن كلا الإجراءين حدثا بعد الانتخابات الأميركية النصفية يوم 8 تشرين الثاني،  تمامًا مثلما انتظر الرئيس السابق باراك أوباما إلى ما بعد إنتهاء سباق هيلاري كلينتون ضد دونالد ترامب في انتخابات عام 2016 للسماح لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بإدانة المستوطنات الإسرائيلية (يوم 23 كانون الأول 2016). كما أن الإجراءين يأتيان بعد الانتخابات الإسرائيلية التي فاز فيها حزب العنصريين المتطرفين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش بـ 14 مقعدًا ، ويلوحان في الأفق كشريكين لعودة بنيامين نتنياهو إلى السلطة.

يقول وايس ك"الحقيقة السياسية الرئيسية هنا هي أن نتنياهو يتجه إلى الصهيونية الدينية على الرغم من التحذيرات الحادة من اللوبي الإسرائيلي والحزب الديمقراطي بأنه يجب عليه ألا يفعل ذلك. لا ، لقد تعامل نتنياهو مع هذه التحذيرات بازدراء ، الأمر الذي أثار بالتأكيد غضب إدارة بايدن".

يذكر أنه في الفترة التي سبقت الانتخابات الإسرائيلية ، ورد أن السناتور روبرت مينينديز ، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ المقرب من إيباك عبر حياته السياسية  ، حذر نتنياهو من أنه إذا ضم بن غفير وسموتريتش في حكومة جديدة ، فقد يضر ذلك بالعلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل.

ويعتقد الخبراء أن مينينديز كان يتحدث باسم بايدن أيضًا، وأنه وبحسب ما ورد كانت إدارة بايدن "مستاءة للغاية" من القادة اليهود الأميركيين لأنهم لم يكونوا أكثر صراحة ضد بن غفير، كما هاجم العديد من اللاعبين النافذين في اللوبي اليميني الإسرائيلي  داخل إدارة بايدن فكرة انضمام بن غفير إلى الحكومة الإسرائيلية الجديدة، بعد الانتخابات الإسرائيلية مباشرة ، حيث أصدر كل من مارك ميلمان وآن لويس ، مؤسسا تجمع "الأغلبية الديمقراطية من أجل إسرائيل" ، بيانًا مفاده أنهما "منزعجان بشدة" من نجاح حزب بن غفير / سموتريتش ، وقالا إنه "لا ينبغي أن يكون له مكان" في الائتلاف الحاكم.

كما حذر ركيزتان أخريان في اللوبي الإسرائيلي ، دينيس روس وديفيد ماكوفسكي ، نتنياهو من إحضار بن غفير إلى الحكومة لأنه سيضر بمكانة إسرائيل في السياسة الأمريكية: إعطاء "دفعة هائلة" لـ "أشد منتقدي إسرائيل" ، الذين يحاولون إنهاء المساعدة الأميركية لإسرائيل و "نزع الشرعية" عن الدولة اليهودية، حيث قالا (روس وماكوفسكي): "هناك حملة ضد إسرائيل ومن المهم عدم تقوية أيدي أولئك المصممين على إضعاف العلاقة. " وقالوا إن تحذير مينينديز لنتنياهو "ينبغي أن يدق أجراس الإنذار في إسرائيل".

يقول وايس: "من الواضح أن اللوبي الإسرائيلي في حالة فوضى كبيرة الآن - مع إعادة الاصطفاف القادمة، من المتوقع أن تقوم  أيباك و ADL واللجنة اليهودية الأميركية بابتلاع  أي شيء يفعله نتنياهو، بما في ذلك بن غفير وسموتريتش، لكن يمين الوسط والصهاينة الليبراليين في حالة اضطراب".

ويقول فيليب وايس إلى أن منظمة جي ستريت J Street تحاول اغتنام الفرصة حيث كتب المدير التنفيذي للمجموعة الصهيونية الليبرالية ( جي ستريت) جيريمي بن عامي بعد ثلاثة أيام من الانتخابات الإسرائيلية أن صعود بن غفير وسموتريتش يجب أن يجلب الصحوة للمجتمع اليهودي الأميركي - ضد إيباك. وقال بن عامي :"هذه لحظة حق واختيار .... من سيكون الصوت السياسي الأساسي لمجتمعنا (اليهودي الأميركي)؟ هل سيكون هؤلاء ، مثلنا ، هم الذين يدافعون عن العدالة والديمقراطية والدبلوماسية؟ أو هؤلاء ، مثل إيباك ... وماذا ستفعل القيادة المجتمعية اليهودية في أمريكا؟".

يذكر أن بن عامي ذهب أبعد من ذلك في ندوة عبر الإنترنت بعنوان "الأميركيون من أجل السلام الآن"، وقال إن الانتخابات الإسرائيلية كانت "فرصة كبيرة" للصهاينة الليبراليين للسيطرة على اللوبي الإسرائيلي.

وقال بن عامي أنه يجب أن تكون هناك عواقب في سياسة الولايات المتحدة في حال اختيار  بن غفير كوزير في حكومة نتنياهو و "إن الوقت قد حان لكي يتوقف جو بايدن عن متفرجا على ذلك".

ويقول وايس: "تحتاج الولايات المتحدة إلى توضيح سياساتها. لم تلغ هذه الإدارة أبدًا خطة ترامب للسلام. ولم تؤكد قط التزامها بحل الدولتين بشكل إيجابي. لم يقل ان المناطق محتلة ولم يقل ان المستوطنات غير شرعية. هذه سياسات تحتاج حكومتنا الآن مع حكومة يقودها اليمين المتطرف إلى توضيحها. .. نحن بحاجة إلى مجموعة من السياسات من إدارة بايدن والكونغرس".

ويعتقد مايكل كوبلو من "منتدى السياسة الإسرائيلية" أن العصر الجديد قد بدأ وأن تحقيق وزارة العدل الأميركية (FBI) في مقتل شيرين أبو عاقلة وانتقاد وزارة الخارجية  الأميركية لبن غفير يظهر أن بايدن سيتخذ إجراءات ضد الحكومة اليمينية القادمة".

دلالات

شارك برأيك

إعادة اصطفاف اللوبي الإسرائيلي بسبب بن غفير يعطي بايدن مجالاً للانتقاد

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الخميس 18 أبريل 2024 10:59 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.78

شراء 3.77

دينار / شيكل

بيع 5.34

شراء 5.32

يورو / شيكل

بيع 4.06

شراء 4.0

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%72

%24

%5

(مجموع المصوتين 127)

القدس حالة الطقس