Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الأحد 20 نوفمبر 2022 10:13 صباحًا - بتوقيت القدس

اقتراح مقدم للأخ الرئيس محمود عباس

 بقلم: المحامي زياد أبو زياد


لا أبالغ إذا قلت بأنني أشعر بالإهانة كلما سمعت أو قرأت أحدا ً يتحدث عن "خلافة أبو مازن" ‏لما يعنيه ذلك من أننا شعب يفتقر للشرعية الانتخابية وما زال يعيش في عصر الإذعان للحكام ‏وللتوريث الذي يتنافى مع أبسط مبادئ الديمقراطية، وخاصة لأننا لسنا ملكية فيها الملك يملك ولا ‏يحكم، وإنما نحن في ظل نظام يُفترض أنه نظام برلماني، ولأن لدينا قانون أساسي لو تم تطبيقه ‏لما تحدث أحد عن التوريث.‏
ولا أبالغ أيضا ً اذا قلت بأن أكثر الناس حديثا عن "مرحلة ما بعد أبو مازن" – كما يسمونها – ‏هم الإسرائيليون. ولقد واجهت مرارا ً هذا السؤال سواء من قبل وسائل الاعلام الإسرائيلية أو من ‏قبل وفود أجنبية تزور إسرائيل وتلتقي مسؤولين إسرائيليين فتسمع منهم هذا الحديث في سياق ‏التشكيك بقدرة الشعب الفلسطيني على إدارة شؤونه بنفسه والتركيز على عدم وجود ديمقراطية ‏وحكم رشيد عند الفلسطينيين.‏
ولقد لاحظت في جميع الأحوال أن الإسرائيليين حين يتحدثون عن التوريث يتحدثون عنه من ‏خلال الإشارة الى عدم وجود آلية ديمقراطية فلسطينية للاختيار وأن "مرحلة ما بعد أبو مازن" ‏ستشهد صراعا ً واقتتالا ً من أجل الكرسي، وأنهم -أي الإسرائيليين- منشغلون في موضوع ‏ضمان أن لا تخرج الأمور من تحت سيطرتهم في تلك المرحلة.‏
وآخر ما قرأته في هذا الصدد هو دراسة أعدها مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي (‏INSS‏) ‏جاء فيها أنه "مع ادراك أن السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية ضعيفة وبناء على الدلائل ‏المتزايدة بأن غياب الشرعية أدى الى مساس خطير بقدرة السلطة الفلسطينية على الحكم وبقدرة ‏الأجهزة الأمنية الفلسطينية على العمل، فقد انشغلت أوريت برلوب هذا الأسبوع في البحث عما ‏اذا كانت هناك في الضفة قيادة (بديلة) أو قيادات تتمتع بشرعية شعبية واسعة.‏
‏"وقد قامت برلوب بفحص والبحث في ثلاث مجموعات مؤثرة أساسية عادة يخرج من داخلها ‏القادة المحليين وهي: اتحادات الطلبة الأكاديميين، السياسيون من مستوى البلديات من المستقلين، ‏والصفوة الاقتصادية من رجال الأعمال. ‏
‏"وتقول أوريت بأن أعضاء هذه المجموعات التي تنتمي للصفوة الأكاديمية-رجال الأعمال- ‏والاداريون هي الأكثر براغماتية لأنها تعيش في الضفة وليس في المنفى وجميعها انتخبت في ‏انتخابات حرة ولديها القدرة على التحرك وتنظيم الجماهير."‏
ما أقصده من هذا المثال هو الإشارة الى انشغال الجهات الإسرائيلية على كل المستويات بالبحث ‏واستطلاع من سيتولى الأمر بعد غياب الرئيس عباس أو تفكك السلطة الذي تفترض حدوثه ‏نتيجة الصراع والاقتتال الداخلي على الوراثة.‏
‏ وأتساءل الى أي مدى ننشغل نحن في التفكير بمستقبل السلطة الفلسطينية وتداول الحكم بشكل ‏سلس في حال غياب الرئيس. ‏
لقد مررنا بهذه التجربة عند رحيل الشهيد الرئيس ياسر عرفات، ولكن آنذاك كان عندنا مجلس ‏تشريعي ساري المفعول ولجأنا للآلية التي وفرها لنا القانون الأساسي في البند (2) من المادة ‏‏(37) بأن تولى رئيس المجلس التشريعي آنذاك الأخ روحي فتوح مهام رئاسة السلطة الوطنية ‏مؤقتا ً لمدة ستين يوما جرت خلالها انتخابات حرة ومباشرة لانتخاب رئيس جديد.‏
‏ وليس سرا ً بأنه كان هناك من حاول التشكيك بالالتزام بالفترة المؤقتة وافترض أنه قد تتم ‏اطالتها للاستحواذ على منصب الرئاسة ولكن الديمقراطية الفلسطينية، آنذاك، خيبت ظن ‏المشككين وأثبتت أننا شعب يحترم قوانينه ومؤسساته.‏
فأين نحن اليوم من ذلك الحدث الذي يشكل مفخرة لنا جميعا! فنحن اليوم نعيش بدون مجلس ‏تشريعي ولا يوجد لنا رئيس مجلس تشريعي ساري المفعول ولا نستطيع تطبيق القانون الأساسي ‏فيما يتعلق بهذا الأمر بالذات.‏
ولا بد من القول بأنه في غياب الآلية الدستورية لملء الفراغ والانتقال من المرحلة المؤقتة الى ‏الوضع الدائم فإن من الممكن جدا ً أن يحدث صراع على الكراسي قد تكون نتيجته الاقتتال ‏الداخلي أو فقدان كل ما تم اجازه على طريق بناء السلطة باعتبارها كانت خطوة نحو إقامة ‏الدولة. ولذا فلا بد من وجود آلية تسد الابواب أمام كل من يطمع في الكرسي وكل من يعتقد أنه ‏الوريث القادم بما في ذلك ما يمكن أن تدعيه حماس بأن رئيس المجلس التشريعي الأخير هو ‏الأحق بالرئاسة حتى لو كانت مؤقتة، أو من يمكن أن تفرضه إسرائيل أو القوى الإقليمية لضمان ‏مصالحها واستمرار هيمنتها.‏
ومع أنني لست من انصار اصدار المراسيم بقانون وأرى انه تم استغلالها لسن قوانين أو تعديل ‏أخرى لا يتوفر فيه الشرط الذي وضعته المادة (43) من القانون الأساسي وهو "حالات ‏الضرورة التي لا تحتمل التأخير" إلا أنني أقترح أن يقوم الرئيس بإصدار مرسوم بقانون يتضمن ‏إضافة الكلمات التالية للبند (2) من المادة (37): " وفي حال تعذر وجود رئيس المجلس ‏التشريعي تناط هذه المهمة برئيس المجلس الوطني مع الالتزام التام بأحكام هذه المادة".‏
ومع أنني لا أستبعد أن يقوم البعض بالتصدي لهذا الاقتراح والتشكيك بقانونيته، إلا أنني أعتقد ‏بأن حاجتنا الماسة لإيجاد آلية تضمن العودة لطريق الشرعية الانتخابية وتسد الطريق أمام ‏التوريث أو الاقتتال على السلطة تبرر وتعطي الشرعية لهذا الاقتراح. والغاية تبرر الوسيلة ‏وخاصة في الحرب والسياسة.‏

دلالات

شارك برأيك

اقتراح مقدم للأخ الرئيس محمود عباس

-

عمر موسى ديوان قبل ما يقرب من 2 سنة

أعتقد أن الأستاذ حسين الشيخ يعد نفسه لخلافة الرئيس عباس

-

عبداللطيف سليمان قبل حوالي 2 سنة

خلاصة مقال المحامي زياد التي حاول فيها لبس قناع الاقناع هو ان السيد محمود عباس لا يريد الانتخابات, وهذه الخلاصة تغاير الحقيقة. الرئيس محمود عباس يكرر من شهور على ان على الفلسطينيين والعرب

المزيد في أقلام وأراء

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام

بهاء رحال

المقاومة موجودة

حمادة فراعنة

وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي

سري القدوة

هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!

محمد النوباني

ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟

حديث القدس

مآلات موافقة حزب الله على ورقة أمريكا الخبيثة

حمدي فراج

مصير الضفة الغربية إلى أين؟

عقل صلاح

كيف نحبط الضم القادم؟

هاني المصري

هل من فرصة للنجاة؟!

جمال زقوت

تحية لمن يستحقها

حمادة فراعنة

قل لي: ما هو شعورك عندما ترى أحداً يحترق؟!

عيسى قراقع

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 78)