Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الأحد 13 نوفمبر 2022 10:53 صباحًا - بتوقيت القدس

كيف حدث ما حدث في إسرائيل؟

 بقلم: نبيل عمرو


حقاً إن إسرائيل مكان الغرائب والعجائب، وأغرب ما فيها نظامها السياسي، الذي يسمح لصاحب أعلى عدد مقاعد في البرلمان بأن يذهب إلى المعارضة مهزوماً، ويأتي بصاحب أقل عدد منتصراً ورئيساً للوزراء، وهذا ما حدث في الانتخابات السابقة.
وفي إسرائيل كذلك أنتجت الانتخابات الأخيرة معادلة قلما يحدث مثلها في مكان آخر، وهي أن من أطاحوا رئيسَ الوزراء في دورة سابقة أعادوه محمولاً على الأعناق في دورة لاحقة، والمقصود هنا من شكلوا حكومة «التغيير» لبيد – جانتس، ومن وصف ببيضة القبان منصور عباس.


كيف حدث ذلك؟
حكومة التغيير تفوقت في الانتخابات السابقة على ائتلاف نتنياهو بصوت واحد، وفي منتصف ولايتها هرب منها من هرب، وبقي من بقي وصار التعادل هو سيد الموقف ما أملى الذهاب إلى انتخابات خامسة.


نتنياهو الذي من دون رئاسة الوزراء لم يعد يرى للحياة طعماً لم يُضِع دقيقة واحدة ولا صوتاً واحداً إلا وحشده في معركة العودة، ولم يترك صغيرة ولا كبيرة دون أن يوظفها في معركته المصيرية لاستعادة العرش.


وباقتدار معروف عنه نجح في جمع صفوف معسكره العميق «اليمين»، وبالقدرة ذاتها عمل داخل معسكر الخصوم مستفيداً من هشاشة علاقاته التحالفية وحدّة التنافس الداخلي بين أطرافه، فانقسمت العرب إلى ثلاث شظايا، وعجز آخر من تبقى من اليسار عن التوحد، فهبطت مقاعد حزب العمل وشطبت ميريتس بعد أن أهدرت ما يربو على مائة وثلاثين ألف صوت، وخرجت قائمة التجمع العربية مهدرة كذلك ما يربو على مائة وعشرين ألف صوت، ولم ترتفع نسبة التصويت في الوسط العربي بالقدر الذي ارتفعت فيه في الوسط اليهودي، وكل ذلك قدم لنتنياهو الفوز على طبق من ذهب. لم يكن فوزاً عادياً تطلع فيه إلى أغلبية صوت واحد، بل فوز صارخ وفّر له تشكيل حكومة بأغلبية مريحة قوامها العضلة اليمينية الصلبة كما وفّر له تبديد قوى الخصوم وتعقيد إمكانية نشوء تحالف فعال ضده.


ما حدث ما كان ليحدث لو لم يفعل خصوم نتنياهو ما فعلوا على مدى سنة من حكمهم، فقد أظهروا ركاكة في القيادة وعجزاً عن الإفلات من إرث نتنياهو، فاعتمدوا منه ما أظهرهم كما لو أنهم ظِلٌ له وليسوا بديلاً عنه. تساوقوا مع طروحاته لحل القضية الفلسطينية باعتماد صيغة الحل الاقتصادي بديلاً عن السياسي، وزايدوا عليه في القتل والقمع، حتى سجلت سنة حكمهم أعلى منسوب دم نزف من أجساد الفلسطينيين في غزة والضفة، ولم يتمايزوا عنه في الموقف والسياسة تجاه السلطة الفلسطينية فقاطعوها مثله بصورة مطلقة، وعرضوا عليها ما كان يعرضه نتنياهو «أنتم مجرد وكيل أمني لنا» ما يتجاوز كثيراً حدود التنسيق المحدد في الاتفاقات التي لم يتبقَ منها غيره.


الدجاجة التي باضت ذهباً في قن نتنياهو كانت الطريقة التي تعامل بها الوسط العربي مع الانتخابات، مع أن الحسابات البسيطة والدقيقة والمجربة أشارت إلى إمكانية أن يكون قوة الحسم المضمونة ضد نتنياهو ويمينه الخطر.


لقد أخطأ العرب مرتين، الأولى حين لم يحشدوا إمكاناتهم التصويتية بما يقترب من النسبة التي حشد بها اليهود... صحيح أنها ارتفعت نقاطاً عدة عما كانت تشير إليه الاستطلاعات، إلا أن كثافة التصويت اليهودي غير المسبوقة حيدت هذا الارتفاع؛ إذ بدا عديم الفاعلية، أما الخطأ الآخر فحين خاضت القوى السياسية العربية معركتها الانتخابية باذلة الجهد الأكبر في تنافسها الداخلي؛ إذ هبط مستوى الخطاب وصار الهدف الظاهر إثبات تفوق كل تشكيل على منافسه، وأمر كهذا لا يصلح في الواقع إلا على صعيد المباهاة.


أخيراً... أغلق فصل الانتخابات الخامسة على تناقص متزايد للتمثيل العربي في الكنيست وتفتيت متزايد للائتلاف المناوئ لنتنياهو، ومنح مكانة أعلى وأعمق للقوى التي تريد استئصال الحالة العربية في إسرائيل من جذورها.


وبقوة التأثير ذاتها في الاتجاه الحكومي العام ضد الفلسطينيين وسلطتهم وكيانهم وحقوقهم في الضفة والقطاع والقدس.


ما حدث في إسرائيل ووفق مقياس المفاضلة بين السيئ والأكثر سوءاً، أن السيئ فشل والأكثر سوءاً فاز، وما يدعو للأسف حقاً أنَّ للعرب في الداخل إسهاماً كبيراً في ذلك. 

دلالات

شارك برأيك

كيف حدث ما حدث في إسرائيل؟

-

khalil قبل حوالي 2 سنة

للأسف السياسة الممنهجة من اليهود تجاه عرب الداخل هي السياسة القديمة الحديثة (فرق تسد) وهذا هم، يتمانعون عن التصويت ويريدون النجاح، إن كانوا يريدون حياة قد تكون شبه كريمة فعليهم بالاتحاد فبدلا من

المزيد في أقلام وأراء

Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة

بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً

بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة

أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي

بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

ويسألونك...؟

ابراهيم ملحم

الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية

منير الغول

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 86)