حديث القدس
يختلف اليهود في اسرائيل بين بعضهم البعض ولأسباب مختلفة ولكنهم يبدون متحدين تماما لدى الحديث عن الفلسطينيين داخل الخط الاخضر، ولهذه الخلافات فانهم يذهبون الى الانتخابات لكي يبحثوا عن الحلول.
والانتخابات الاخيرة كانت نتائجها واضحة للغاية حيث فاز اليمين المتطرف واليمين الأكثر تطرفا بغالبية المقاعد، وغاب كليا تقريبا، اليسار والوسط الاسرائيلي وبعض الاحزاب مثل «ميرتس» التي فشلت حتى في الحصول على نسبة الحسم.
نحن، نتيجة هذه الانتخابات وعودة نتنياهو الى رئاسة الوزراء وقيادة اسرائيل بالمرحلة القادمة ، نواجه تحديات اكثر صعوبة وتختفي كليا احتمالات السلام الذي نطالب به وندعو اليه، مما يستوجب وقفة جادة للغاية واعادة تقييم الاوضاع واستخلاص النتائج والمواقف اللازمة لمواجهة ما يواجهنا من كوارث سياسية واضحة.
يعتقد كثيرون، وهم صادقون في تقديرنا، ان على القيادة الوطنية التي تواصل الانقسام رغم اتفاق المصالحة في الجزائر، الذهاب الى انتخابات تشريعية ورئاسية في غزة والضفة لكي يقول الشعب رأيه ويختار من يراه مناسبا لمواجهة هذه المرحلة المصيرية.
والكل يعرف ما هي المصاعب التي تواجه اقتراحا كهذا، ولكن الكل يعرف ايضا انه السبيل الاشرف والاصدق والأوحد، لاستعادة الوحدة التي يماطل في تحقيقها كل طرف من طرفي الانقسام.
ومن الواضح ان الخطوة الاولى في هذا الاتجاه يجب ان تصدر من الرئاسة الفلسطينية، ولذلك فان الرئيس محمود عباس مدعو لعقد جلسة تشاور مع قيادته ومع الطرف الآخر، ومع دول عربية صديقة في مقدمتها مصر، لتحديد موعد مناسب ومقبول من كل هذه الاطراف لاجراء هذه الانتخابات التي طال انتظارها وحان موعدها بدون ادنى شك او تفكير، والرد عند السيد الرئيس ابو مازن، فهل يستجيب وينفذ ام ان الأمور ستظل تسير في المجهول ووراء السراب؟؟