بدأت في الجزائر أمس أعمال القمة العربية الواحدة والثلاثين، وفي مقدمة جدول أعمالها، كما قالوا، تجيء القضية الفلسطينية وليبيا، ولقد استمعنا الى عدد من الخطباء الذين تكلموا  وألقوا خطابات موسعة في كثير من الاحيان، والأقوال، كما هي العادة، تشمل كل القضايا العربية بطريقة ايجابية، وفي القمم السابقة سمعنا الخطابات نفسها تقريبا والقضايا هي هي ولم تتغير بصورة عامة.
ولعل من المفارقات المناسبة، ان انعقاد هذه القمة جاء مع الاعلان عن نتائج الانتخابات الاسرائيلية للكنيست، ونأمل ان تكون هذه الرسالة قد وصلت اليهم في قمتهم.
في اسرائيل يغيب الاعتدال بصورة عامة، وتتمحور البرامج الانتخابية بين اليمين المتطرف واليمين الاكثر تطرفا، ويتسابق القياديون من نتانياهو الى غانتس الى الحديث عن الدولة اليهودية والتوسع الاستيطاني، ولا يوجد للحديث  عن الحقوق الفلسطينية او الحلول السلمية العادلة أي مكان او إشارة، وبالعكس تماما فإن من بين المرشحين او الفائزين المحتملين، شخصيات في غاية التطرف والعنصرية، وقد صدرت ضدها قرارات إدانة من المحاكم في قضايا فساد وغيرها، وهم يحاولون تجاهل ذلك ويتسابق كبار القادة منهم رغم ذلك، الى الدفاع عن امثال هؤلاء الذين لسنا بحاجة لذكر اسمائهم حتى لا يتم اتهامنا بالعنصرية ولأنهم معروفون وتتكرر أسماؤهم  في نشرات الاخبار والتعليقات الصحفية وكل وسائل الاعلام الاسرائيلية.
والى القادة المجتمعين بالجزائر نقول مع احترامنا وتقديرنا لشخصياتكم ومراكزكم السياسية، فإننا  لم نعد بحاجة للقرارات اللفظية التي سمعناها كثيرا، وإنما بحاجة الى افعال حقيقية ميدانية، وضد التطبيع الذي تقوم به بعض الدول العربية مع دولة الاحتلال في تجاهل كامل لقضيتنا ولمواقف هؤلاء الذين يطبعون معها ضد أرضنا وحقوقنا ومستقبلنا.
أيها الاخوة العرب ان ما يسيء الينا يسيء اليكم جميعا، وما يهدد  وجودنا سوف يلحق بكم الاذى عاجلا أم آجلا، ويا أيها المجتمعون بالجزائر نأمل ان يصلكم صوتنا هذا وان تستمعوا إليه..!