Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الأربعاء 02 نوفمبر 2022 10:48 صباحًا - بتوقيت القدس

فلسطين في القمم... ذهابا ‏وايابا

‏ بقلم: نبيل عمرو


لم تغب فلسطين عن رزمة ‏القمم التي شهدها العالم في ‏القرن العشرين، اولها ‏وأهمها القمم العربية وتليها ‏الاسلامية ثم الافريقية ثم ‏عدم الانحياز.‏
كان الحضور الفلسطيني ‏متفاوت الصفة في كل هذه ‏القمم، يوفر للقضية زخما ‏دوليا جعلها عصية على ‏التجاهل ومستحيلة على ‏التصفية.‏
كان بوسعنا اعتبار القمم ‏بشتى عناوينها المنصة ‏الدولية الاهم التي وفرت ‏صدقية سياسية لمصطلح ‏القضية المركزية، والتي ‏ادخلت فلسطين بعد تجاهل ‏طويل الامد الى قلب ‏المعادلات الدولية بلغ الذروة ‏حين القى الرئيس ياسر ‏عرفات خطابه التاريخي امام ‏الجمعية العامة للأمم المتحدة.‏
كان للقمم العربية مذاقا ‏خاصا ومزايا متفردة، اذ ‏كانت تجسيدا للحاضنة ‏العربية الرسمية المستجيبة ‏للحاضنة الشعبية، ما وفر ‏سياجا منيعا يحمي الظاهرة ‏الفلسطينية من بطش ‏خصومها المقتدرين ‏واشرسهم الخصم الامريكي ‏آنذاك المتحالف بالجملة ‏والتفصيل والهدف مع ‏الخصم الاسرائيلي.‏
كان اعتماد القمم العربية ‏لمركزية القضية الفلسطينية ‏وتمثيل منظمة التحرير ‏للشعب الفلسطيني مقترنا ‏بدعم مالي، وان كان متفاوت ‏الالتزام الا انه ملأ خزينة ‏الصندوق القومي بما يكفي ‏من مال للانفاق على التوسع ‏الهائل للظاهرة الفلسطينية ‏والذي شمل العالم كله.‏
إضافة الى ما كان يحصله ‏كل فصيل بمجهوده الخاص ‏اذ كان المال والسلاح يتدفق ‏بسخاء من جانب جميع ‏المستثمرين في الحالة ‏الفلسطينية.‏
اخذت القمم العربية ‏بالتراجع، الى ان بلغت خط ‏الحد الادنى وما دونه، ‏مكتفية بمجرد الحفاظ على ‏ما تبقى من النظام العربي ‏الذي ينطوي تحت يافطة ‏الجامعة العربية.‏
لقد تداعت فكرة القمة تحت ‏ضربات الاقتتال العربي ‏العربي الذي لم يكن الربيع ‏الدامي اوله ولا آخر فصوله، ‏وبالنسبة للفلسطينيين فقد ‏تراجع زخمها كثيرا وبدت ‏قراراتها في الشأن الفلسطيني ‏بالذات مجرد تكرار او ‏استنساخ عن قرارات ‏متقادمة يكتبها الفلسطينيون ‏ويصادق عليها العرب حتى ‏دون قراءتها.‏
التطور الذي انجزته القمة ‏وبدا نوعيا في قراراتها ‏صدور المبادرة العربية ‏للسلام التي اعتبرت اول ‏موقف عربي واضح ومحدد ‏وجماعي نحو التسوية مع ‏إسرائيل، ورغم الجهد ‏الفلسطيني القوي لتسويق ‏المبادرة اسرائيليا وامريكيا ‏ودوليا، الا انها وبفعل اهمال ‏صانعيها لها بدت كما لو انها ‏ماتت بالسكتة ولم تعد ذات ‏شأن في مجال التداول ‏السياسي، حتى من اعتبر ‏افضل رئيس سلمي لوزراء ‏إسرائيل ايهود اولمرت، ابلغ ‏ابو مازن انه لم يطلع عليها ‏اما غيره فطلب ان يأتي ‏وزير الخارجية السعودي ‏آنذاك المرحوم سعود الفيصل ‏لاعلانها من على منبر ‏الكنيست!!!‏
تراجع القمم العربية مرتبط ‏منطقيا بتراجع الحالة العربية ‏من خلال التمزق والتشتت ‏ليس فقط في مجال العلاقات ‏البينية وانما في الشؤون ‏الداخلية لكل دولة، فمن لا ‏تعاني من حرب أهلية او ما ‏يشبهها تعاني من تدهور ‏اقتصادي ومخاوف امنية في ‏غاية الجدية، ولأن السياسة ‏الخارجية يحددها الوضع ‏الداخلي لكل بلد فمن اين ‏نأتي بفاعلية حاسمة للقمة ‏العربية والجالسون على ‏مقاعدها يفكرون فيما ورائهم ‏وليس فيما امامهم، فهم ‏قادمون من بلدانهم التي لكل ‏واحدة منها ما يكفي ويزيد ‏من التحديات الداخلية ‏والخارجية، ويستعجلون ‏العودة من حيث أتوا ‏ليواصلوا مواجهة ازماتهم ، ‏فمن لديه والحالة هذه ترف ‏الاهتمام بقضايا الاخرين؟ ‏ومن يقدر على إعادة القضية ‏الفلسطينية الى وضعها بل ‏ومسماها القديم القضية ‏المركزية؟
بما اننا بصدد قمة تنعقد في ‏الجزائر وكانت الهدية ‏الجزائرية لها بيانا على ‏طريق وحدة الفصائل ‏الفلسطينية فبوسعنا اختزال ‏التوقعات او نقلها من دائرة ‏التمني الى دائرة الواقع ‏لأقول أخيرا " نجحت ‏الجزائر في عقد القمة رغم ‏الصعوبات، أي انها نجحت ‏في الذهاب، اما النجاح في ‏الاياب فلسطينيا وعربيا ‏فسوف يخرج من يد الجزائر ‏ليسلم الى يد الفلسطينيين ‏والعرب وجملة لم الشمل ‏كشعار تصلح للحالتين اما ‏كتطبيق فدعونا نراقب ‏لنرى"‏
ملاحظة تستحق التأمل، ‏يتصادف انعقاد القمة العربية ‏مع اجراء الانتخابات ‏البرلمانية الإسرائيلية فأين ‏يتجه الاهتمام الشعبي... ‏الجواب يحدد منسوب ‏الأهمية!!‏

دلالات

شارك برأيك

فلسطين في القمم... ذهابا ‏وايابا

المزيد في أقلام وأراء

Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة

بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً

بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة

أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي

بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

ويسألونك...؟

ابراهيم ملحم

الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية

منير الغول

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 85)