من المقرر ان تجري في مطلع الشهر القادم، اي بعد ايام قليلة ، انتخابات الكنيست للمرة الخامسة في اقل من اربع سنوات، مما يدل على ان الاسرائيليين أنانيون ويفضلون المصالح الخاصة على العامة، لأن الانتخابات مكلفة وتثير التوتر والارتباك في صفوف الذين عليهم واجب ومسؤولية الانتخاب.
الا اننا وأرضنا اصبحنا مسرحا لهذه المعركة السياسية، ويتنافس المرشحون على اظهار تعصبهم ودعمهم للتطرف لكسب الاصوات، وتجيء ونحن بالمقدمة ويتنافس المرشحون على التطرف ودعم الاستيطان والتوسع وتجيء والقدس الشرقية التي ضموها بالقوة بعد الاحتلال، في مقدمة هذه المنافسات، حيث يتسابق المرشحون الى الحديث عن تهويد القدس والتوسع الاستيطاني في داخلها ومحيطها. ويتنافس هؤلاء في تقديم عروض اغراء لصالح الجماعات الاستيطانية وكسب اصوات اعضائها، وذلك بالبيانات والمنشورات الانتخابية التي تؤكد «يهودية» المدينة والتوسع الاستيطاني فيها، ورفض اية مقترحات او مطالب باعادة تقسيم المدينة او تدعيم الوجود الوطني الفلسطيني فيها.
وان كانت هذه هي مطالبهم فإن مواقفنا واضحة وقوية ولن يتمكنوا من الغاء وجودنا فنحن باقون صامدون واعدادنا تتزايد رغم كل التحديات!!

الشهيد رابي عرفة اقوى نموذج للمعاناة والصمود

الشاب رابي عرفة اغتالته رصاصة اسرائيلية على معبر في محافظة قلقيلية، وكما يقول والده، فقد كان من المقرر ان يتم عقد قرانه يوم غد الجمعة ، الا ان رصاص الغدر حوّل حفل الزواج الى مأتم لتشييع جثمان هذا الفتى الذي قضى في مقتبل العمر.
ويقول الوالد قدرنا ان نعيش على هذه الارض وتحمل ظلم الاحتلال والحصار والجدار وندفع فاتورة باهظة وهي فاتورة الدم النازف والجرح المؤلم ونحن نرى فلذات اكبادنا يتم اغتيالهم بدون اي مبرر او سبب.
ان هذا الشاب يعتبر نموذجا حادا للمعاناة والآلام التي يعاني منها ابناء شعبنا، وهم رغم كل ذلك متمسكون بالارض والحقوق والدفاع عن الوطن والمستقبل.
لك ولامثالك من الشهداء كل الرحمة يا رابي، ولأهلك وعائلتك واصدقاءك كل المحبة والدعوات بالصبر وتخفيف آلام هذه المعاناة القاسية ولوطننا كل التضحية، والحق والدفاع عنه بكل الوسائل وكل المجالات لأن هذا الوطن الذي يمثل نموذجا لا مثيل له في كل انحاء العالم، يستحق التضحية، والدفاع القوي لدحر هذا الاحتلال الذي لا يعرف قانونا ولا مشاعر انسانية ولا حقوق ولا يفهم غير لغة الغطرسة والقوة، وسيجيء اليوم الذي يدرك فيه ان هذه السياسة العمياء قصيرة النظر، مصيرها الزوال بالتأكيد.