أقلام وأراء
الأربعاء 26 أكتوبر 2022 1:59 مساءً - بتوقيت القدس
هم ليسوا ثلاثين شخصا!!!
بقلم : نبيل عمرو
كل يوم، يصحو الوطن مع نبأ يقطر دما..
ان اسواء ما يلوث القيم الإنسانية ان يتحول من يقتلون الى ارقام..
بالأمس واحد وأول امس اثنين والليلة التي انقضت خمسة وهنالك موت بالتقسيط، حيث يفشل الأطباء في انقاذ حياة جريح فتعلن وفاته بعد أسابيع، لتستعد المشافي لاستقبال اعداد جديدة وكذلك السجون والمقابر.
هذه الصورة بكل خلفياتها وابعادها هي صورة حياتنا، بحيث صار الموت جزءا من يومياتنا مثلما هو شرط حياة لمحتلينا.
من الأمور النادرة في تاريخ الاحتلالات والتي أصبحت قانونا ثابتا في إسرائيل ، تحول الدم الفلسطيني المراق الى أصوات تحسم امر من يتطلع الى الفوز وفق مبدأ من يقتل اكثر يستحق السلطة اكثر .
حدث ذلك في مذبحة الأيام الثلاثة التي نفذها تحالف لبيد غانتس في غزة، وها هو يحدث مثلها في الضفة ولكن على مدى اشهر كتبت روزنامتها بأسماء الشهداء.
السكين الإسرائيلي يغوص في الجسد الفلسطيني وحتى العربي، واذا كنا في فلسطين واقعين تحت ظلم موازين قوى في غير صالحنا ونجد شبانا يقدمون ارواحهم على عاتقهم الخاص فلنمد البصر الى محيطنا القريب فماذا نرى يا ترى .
سورية التي لم نندم يوما على وصفها بقلب العروبة النابض، تقصف عاصمتها في عز الظهيرة ولم يحن الوقت المناسب الموعود للرد!!. ولبنان توأمنا في المعاناة من إسرائيل يتأهب لترسيم حدوده البحرية معها بوساطة حاسمة من الشيطان الأكبر، وبمباهاة من حزب الله بأنه هو ولا احد غيره من حقق "هذا الإنجاز التاريخي"، ومنه لما هو أوسع منه فما زال في الامر حدود برية تنتظر الترسيم الذي لا مجال لعزله عن الاعتراف.
اما افضل من يقف معنا ويشعر بألمنا فليس لديه ما يقدم لنا اكثر من تعاطف مقرون برجاء ان يهدي الله إسرائيل وتذهب الى جادة الصواب بالانتقال من حربها الشرسة الى سلام هادئ فيه من الوهم اكثر بكثير مما فيه من الحقيقة.
وحولنا أي حاضنتنا الإقليمية والعربية فهي في حالة تسابق على تطبيع لم يتوقف عند اتفاقيات ابراهام العلنية اذ جاءها تعزيز تركي انتقل فيه خصوم الامس مع إسرائيل الى موقع عشاق اليوم.
وعندما ننظر حولنا ونرى ما نرى نجد انفسنا ملزمين بالنظر في مرآتنا لنرى ما هو افدح وامر :-
انقسام كلما خلنا اننا قطعنا خطوة نحو انهاءه نتقدم خطوات نحو تكريسه، وفصائل تختبئ وراء شبان عرين الأسود تبارك ما يفعلون ولا تصل حد التبني له .
وسلطة توجه رسائلها عبر بريد الى لا عنوان تارة للمجتمع الدولي الذي لا ناقة له ولا جمل في أي صراع او حل على مستوى العالم كله، وتارة للضمير الإنساني كي يرغم أوروبا وامريكا على ان تكف عن الكيل بمكيالين، أي ان يتعامل مع غزة ونابلس كما تتعاملان مع خاركوف وكييف!!
ورسائل لمن يتحدثون في حل الدولتين مناشدة إياهم ان يقرنوا القول السهل بالعمل الصعب ولكن لا حياة لمن تنادي.
الشعب الفلسطيني يتشبث بسلاح لم يخترع بعد السلاح المضاد الذي ينهيه ويلغيه هو سلاح العناد العابر للحسابات وسلاح التحدي الذي تجسده وتجدده مبادرات لم تكن لتخطر على بال الحسابات التقليدية، مهما بلغ تفوق الخصم في الإمكانيات على ما لدى الشعب الفلسطيني، الا انه ينتج عرين الأسود وقبلها عناوين كثيرة بذات المعنى وستكون عناوين اكثر اذا ما تواصل الاحتلال.
وهنا ماذا أقول اكثر مما قالته هآرتس بقلم رونيت مرزان، واقترح عدم الاكتفاء بما اقتبس وان يُقرأ المقال كاملا فقد نشر في القدس امس على الصفحة السابعة بعنوان " هم ليسوا عرسات وليسوا فقط ثلاثين شخصا".
"موت الشهداء – والقول لهآرتس- يتحدى النظام الابوي الفلسطيني يجب على الأمهات ان يحبسن الغضب وان يتفاخرن بشجاعة اولادهن وفي بعض الأحيان يتم اعطاؤهن المهدئ وحتى يتم ابعادهن عن جثمان الابن دون التمكن من عناقه قبل دفنه من اجل التأكد من ان الجنازة ستكون استعراضا للقوة والتفاخر والكرامة وليس بكاء هستيريا"
وتختتم هآرتس مقالها بخلاصة عميقة الدلالة تقول بالحرف الواحد " بدلا من اغلاق التكتوك وبدلا من ان نسميهم "عرسات" وبدلا من ان نعتبرها حفنة تشمل بضعة اشخاص، من الجدير ان تبذل إسرائيل الجهود من اجل إطفاء المواد المشتعلة التي تذكي نار التمرد وربما هنا سنستفيد اكثر من إدارة حرب خاسرة ضد طواحين الهواء.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
إسرائيل ترفع وتيرة قتل الفلسطينيين
حديث القدس
توفير الحماية العاجلة والفورية لأطفال فلسطين
سري القدوة
حقائق حول انضمام فلسطين للمحكمة الجنائية الدولية وصولاً لمذكرات الاعتقال
د. دلال صائب عريقات
سموتريتش
بهاء رحال
مبادرة حمساوية
حمادة فراعنة
Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة
بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي
التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً
بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة
أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي
بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي
ويسألونك...؟
ابراهيم ملحم
الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية
منير الغول
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
زعيمة حركة استيطانية تدخل غزة بدون علم الجيش لإعادة الاستيطان
اللواء محمد الدعاجنة قائداً للحرس الرئاسي
الفيتو في مجلس الأمن... أمريكا حارسة مرمى شباكه ممزقة!
مستعمرون بينهم بن غفير يقتحمون الحرم الإبراهيمي
الأكثر قراءة
"حماس" تنفي انتقال قياداتها من قطر إلى تركيا: أنباء غير حقيقية
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.7
شراء 3.69
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 3.85
شراء 3.83
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%52
%48
(مجموع المصوتين 92)
شارك برأيك
هم ليسوا ثلاثين شخصا!!!