واشنطن – "القدس" دوت كوم - سعيد عريقات - كشف تقرير في موقع "ميدل إيست آي" أن جوجل، الشركة العملاقة التي تقدم خدمات المعرفة على الانترنت، تستمر في استخدام الصور غير الواضحة بشكل متعمد عبر الأقمار الصناعية لإسرائيل، وذلك على الرغم من انتهاء صلاحية القانون الأميركي الذي مهد الطريق لذلك قبل 25 عامًا.

وبدأت جوجل Google عرض صور أقمار صناعية منخفضة الدقة في بعض أجزاء إسرائيل، وإزالة الصور عالية الجودة التي سبق عرضها دون إبداء سبب للقيام بذلك.

وقد تم تقييد الصور التجارية الأميركية لإسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة في عام 1997 بعد أن أقر الكونجرس الأميركي تعديل تقدم به عضوي مجلس الشيوخ، جون كايل (جمهوري من ولاية أريزونا)، والسيناتور (جيف بينجامان( ديمقراطي من ولاية نيو ميكسيكو) والذي عرف بتعديل "كايل-بينجامان  Kyl-Bingaman، الذي منع دقة صور الأقمار الصناعية للمنطقة إلى مترين لكل بكسل تحت ستار حماية الأمن القومي الإسرائيلي.

هذا يعني أن المباني والشوارع ظهرت ضبابية وكان من الصعب تحديدها.

وقد انتهى حظر التشريع قبل عامين، ومنذ ذلك الحين قامت جوجل Google بتحديث صورها لإسرائيل بدقة أعلى - باستثناء غزة وأجزاء من الضفة الغربية حيث استمرت (جوجل Google ) في عرض صور منخفضة الجودة.

الآن، ولسبب غير معروف، بدأت جوجل Google مجددًا في عرض صور منخفضة الجودة عبر مساحات من إسرائيل.

وحاول موقع "ميدل إيست آي" أن يستقصي الحقائق بهذا الشأن من الشركة، ولكنها رفضت الرد.

أماكن مثل مطار بن غوريون، المطار الدولي الرئيسي في إسرائيل، تظهر الآن ضبابية على خرائط جوجل وجوجل إيرث، مقارنة ببداية هذا العام.

ومع ذلك، في أجزاء أخرى من إسرائيل، مثل الميناء في حيفا، حافظت Google على صورها عالية الدقة في حين لم يتم تحديث الأجزاء الأخرى لسنوات، حتى بعد انتهاء صلاحية تعديل "كايل بينجامان Kyl-Bingaman".

وفي العام الماضي ، أثناء الحرب الإسرائيلية والقصف الإسرائيلي المكثف لقطاع غزة المحاصر في شهر أيار (2021)، أفاد باحثو الصراع بوجود مشكلات مع جوجل Google بسبب عدم تحديث خدمات الخرائط الخاصة بها للقطاع المحاصر على الرغم من تقديمها صورًا ذات جودة أفضل في جميع أنحاء إسرائيل.

وأدى عدم وجود صور واضحة إلى صعوبة تحديد المباني التي تعرضت للقصف نتيجة الغارات الجوية الإسرائيلية المتواصلة.

وحتى يومنا هذا، لم تقم جوجل Google بتحديث صور الأقمار الصناعية لغزة.

في العديد من الأماكن الأكثر سرية في العالم، تستطيع خدمتا خرائط جوجل  Google Maps وجوجل إيرث Google Earth - تقديم صور واضحة للمنطقة. على سبيل المثال، صور عاصمة كوريا الشمالية، بيونغ يانغ، مفصلة بما يكفي لرؤية الناس يسيرون في الشوارع.

ويقول الموقع "لقد أخبرت Google في ذلك الوقت موقع ميدل إيست آي MEE أنها تدرس "فرصًا لتحديث صور الأقمار الصناعية لدينا مع توفر صور ذات دقة أعلى" ولكن "ليس لديها خطط لمشاركتها" في ذلك الوقت.

ومع ذلك، يمكن للمشاهدين إلقاء نظرة على الصور عالية الدقة لإسرائيل التي تم إزالتها عن طريق تنزيل تطبيق جوجل إيرث Google Earth، كما أن موقع "المسح الإسرائيلي Survey of Israel الإلكتروني الرسمي نفسه يوفر صورًا عالية الجودة من الأقمار الصناعية.

تأتي الصور الجديدة ذات الجودة الأقل بعد عام من إعلان جوجل Google عن عقد بقيمة 1.2 مليار دولار مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، ليتم توفير خدمات سحابية للسلطات الإسرائيلية عبره.

وقد خرج مئات الموظفين في شركة التكنولوجيا العملاقة احتجاجًا على العقد، مما أثار مخاوف من أنهم سيساعدون في تسهيل وتعزيز ما يسمونه الفصل العنصري الإسرائيلي.

وقد كشف موقع انترسبت Intercept الاستقصائي أن المواد التدريبية المسربة له، تظهر أن المشروع سيشهد قيام Google بتوفير ذكاء اصطناعي متقدم وقدرات التعلم الآلي للحكومة الإسرائيلية.

ويعتقد الخبراء أن الهدف من التعتيم المقصود (والتخفيف من جودة الصور) هو عدم إظهار ما تقوم به إسرائيل من قتل ودمار للفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، أكثر منه تمويه بهدف الأمن الإسرائيلي.