الخليل- "القدس" دوت كوم - جهاد القواسمي - أصبحت المدرسة الافضلية أو الفخرية، والتي تعود إلى العصر المملوكي، ولا تبعد سوى أمتار قليلة عن الحرم الابراهيمي الشريف، في قلب الخليل العتيقة، وتنسب إلى القاضي فخر الدين أبو عبد الله محمد بن فضل الله (ناظر الجيوش الاسلامية)، والمتوفى سنة ( 732) هجري، والذي كان قد بنى مدرسة وخانقان في القدس الشريف، وسميت باسمه الفخرية، مكانًا مهجورًا لتربية الدواجن.

تدريس العلوم الشرعية

وقال الدكتور يوسف أبو ميزر، الباحث في تاريخ الخليل، إن المدرسة ذكرها صاحب الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل، مجير الدين الحنبلي، عام 900 هـ، انها كانت مدرسة مهملة.

وأضاف، إن المدراس كانت تستخدم لتدريس العلوم الشرعية والقرآنية، وكان يرتب لها مدرسين لتدريس تلك العلوم، مشيرًا إلى أنه لا يوجد مصادر تاريخية عمن تولى التدريس في هذه المدرسة او غيرها من المدراس المملوكية في الخليل.

طراز مملوكي

وأوضح، تتكون المدرسة التي تقع ولا تزال في حارة كانت تسمى قديما حارة " الشعابنة"، واليوم أصبحت جزء من حارة "المحتسبين"، من غرفة مربعة الشكل وأمامها عدة غرف للمريدين والتلاميذ، موضحًا أن باب المدرسة بنى على الطراز المملوكي، الذي يحتوي على نقوش حجرية لا تزال موجودة إلى اليوم، وكان لها باب مقنطر يوصل إلى الحرم الابراهيمي الشريف، وأغلقه الاحتلال مطلع تسعينيات القرن الماضي، ومدخلها الوحيد اليوم عبر حارة " المحتسبين".

حالة يرثى لها

ويبدي أبو ميزر، حالة من الأسف الشديد، لحال المدرسة التي تستعمل من قبل المجاورين كغرفة لتربية الدواجن وحالها يرثى له، مشيرًا إلى أن ارثنا وتاريخنا مهمل وعلى الجهات المعنية الاهتمام لمثل هذه المواقع، لإعادة إحياء تراثنا العربي الإسلامي، واعطاء الوجهة المشرقة عن الخليل العتيقة، وخاصة في الفترة المملوكية والتي شهدت فيها الخليل، ازدهارًا دينيًا وعلميًا واقتصاديًا، وأصبحت محط أنظار المسلمين بعد مكة والمدينة والقدس الشريف.