Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الخميس 22 سبتمبر 2022 11:58 صباحًا - بتوقيت القدس

رحلة التوحد مع كيان وكنان .. أحلام لا يكسرها الاختلاف

القدس - "القدس" دوت كوم - روان الأسعد -  رغم قسوة المصاب، إلا أنها بعزيمتها وصبرها استطاعت بجهودها أن تخرج بتجربة مميزة، لم تخجل من اختلاف توأميها بل قدمت لهما وللأمهات الأخريات اللواتي يعانين ما تستحق أن تقلد عليه وسام شرف، لورا ثيودوري التي استطاعت أن تقطع شوطًا طويلاً مع طفليها منذ تشخيصهما بطيف التوحد ولتكون ملهمة لهما ولغيرها من الأمهات.


لورا ثيودوري،  30 عامًا، خريجة بكالوريوس وماجستير الاقتصاد من جامعة بير زيت، وتعمل في الجامعة، تزوجت وأنجبت توأمان متشابهان هما كنان وكيان، بعد اتمامهما عامين تم تشخيصهما بطيف التوحد وهنا كانت اللحظة الفارقة في حياتها ومسار التحول لتصبح أما استثنائية وملهمة لغيرها من الأمهات.


البداية كانت مزيجًا من المشاعر السعيدة والغامرة خاصة مع معرفة لورا أنها حامل بتؤام متشابه، وكانت فرحه لا تسعها فرحة مع التحضيرات والتجهيزات لهما حتى بعد الولادة ولمدة عامين لم يكن هنالك ما يوحي باختلافهما لا من ناحية النمو أو أي مشاكل أخرى إلا ملاحظات بسيطة من ناحية التواصل وعدم التجاوب كما قالت والدتهما.

بداية التشخيص ..


تتحدث لورا : كل شيء كان طبيعيًا جدًا إلا من ناحية التواصل عندما كنا ننادي عليهم لا يردون، لكن لم نكن نعلم أن هذه إشارة وعلامة من علامات التوحد أو غيرها من الاضطرابات، كنا نعتقد أن لديهما مشكلة بالسمع وبمجرد معالجتها سيتغير الحال، وبالفعل كنان وكيان كان لديهما مشكلة بسيطة بالسمع وتم معالجتها، ولكن كانا يتجاوبان مع الأصوات العالية لكن عند مناداتهما لا يتجاوبان، إلى أن ذهبت بيوم من الأيام لإعطائهما المطعوم، وكالعادة يكون هنالك مجموعة من الأسئلة.


تتابع: بدأت الممرضة تسألني عن التوأم إلى أن وصلنا إلى أسئلة التواصل، وتقريبًا كان عددها عشرة أسئلة لم يكن طفلاي يفعلان شيئا منها، هنا فهمت أنها تتحدث عن موضوع التوحد رغم عدم قولها أي كلمة عن هذا المرض وطلبت مني أن أتوجه لطبيبهما لتحويلي على مركز متخصص بتطور الطفل ليتم تشخيصهما، وبالفعل ذهبت للمركز واستغرق التشخيص ستة شهور لأعرف بعدها أنهما مصابان بطيف التوحد، الخبر كان تمامًا كالصاعقة.

رحلة جديدة ..


قطعت مشوارًا طويلاً مع توأمها منذ بداية التشخيص حتى الآن، وقد أصبح عمرهما سته أعوام ونصف العام واستغلت فترة جائحة كورونا لتتعلم وتعلم طفليها الكثير من المهارات وتكتشف فيهما ومن خلالهما عالمًا جديدًا وجميلاً لتجعل من اختلافهما ميزة لهما وحافزًا لتعطيهما أكثر.


تتحدث لورا قائلة: بعد عمر السنتين بدأنا شوطًا جديدًا وهو التعلم بعد أن تم تحديد مستواهما بالنسبة لطيف التوحد، هذا المشوار الجديد بدأ من خلال تهيئتهما للحياة بشكل عام وللروضة والمدرسة من خلال الجلسات العلاجية وبدأت أيضًا أتعلم وأعلمهما في البيت أيضًا، قرأت كثيرًا وبحثت كثيرًا عن طيف التوحد وكل ما بتعلق به وكان هنالك شح في المصادر العربية التي تحمل المعلومات، لكن باللغة الانجليزية وجدت معلومات أكثر.


رغم شعوري بالبداية كأي أم بالحزن عند سماع خبر اختلاف طفليها عن غيرهم، خاصة وأن الأم تحب أن ترى أطفالها أفضل من الجميع وتحب أن يكونوا أطباء ومهندسين وتحلم بالكثير من الأحلام، فكان الشعور صعبًا وكأن الغصة تجعل الدنيا سوداء ومنتهية، كانت بداية الطريق صعبة، لكن أدركت أنهما مميزان عن غيرهما وعرفت أن لهما مفاتيح أخرى ليتعلما، وهذا الاختلاف عادي جدًا وموجود، وتقبلت الموضوع بحب وسعادة وحاولت أن أصنع فارقًا.

رحلة التوحد مع كيان وكنان ..

قررت لورا أن تنشئ صفحة على موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك لتشارك تجربتها مع كنان وكيان لتعريف الناس بطيف التوحد وتقديم نصائح للأهالي ليستفيدوا من خلال الأنشطة التي تقوم بها مع طفليها، خاصة أن كثيرًا من الأهالي لا يستطيعون الوصول لمصدر معلومات موثوق، إضافة لتعريف المجتمع بأن هذه الفئة المختلفة موجودة، فالمجتمع لا يحب أن يكون هنالك صور نمطية عنها، بالعكس هم قادرون على الاستفادة وكذلك الإفادة بالمجتمع ويجب الاهتمام بهم وإعطاؤهم فرصتهم في الحياة أسوة بغيرهم وهذا ما أكدته بحديثها.


وواصلت القول: يجب رفع الوصم المجتمعي عن الأطفال المصابين بأي نوع من أنواع الإضطرابات أو الأمراض وعدم إرجاء أسباب هذا الاختلاف لإهمال الأم، لأن هنالك العديد من العوامل والأسباب المؤدية إليه وخاصة التوحد، كما يتوجب علينا النظر من منظور آخر نحو هذه الفئة في المجتمع والعمل على تطورهم وإخراج مواهبهم والإبداعات الكامنة بداخلهم ليتميزوا ونتميز بهم.


وأردفت: مشاركة تجربتي مع كيان وكنان كانت بعد تشجيع من الأهل والمختصين كونها تجربة مميزة ولتكون يدا مساعدة لغيري ومصدرا توعويا للمجتمع لخلق الوعي الكافي لتقبل هذه الفئة دون أحكام مسبقة، خاصة مع وجود أناس محبطين وسلبيين. لذلك يجب أن نتحصن ونتسلح بالتثقيف والإيمان بأن أطفالنا مميزين وأن نفخر بهم بدلا من الخجل منهم، فالأم هي مفتاح سعادة أطفالها.

الصعوبات والأمل ..


وعن الصعوبات التي واجهتها، أكدت لورا أنه رغم القدرات العالية التي يملكها كنان وكيان إلا أنها تعاني من عدم وجود مدارس مهيأة تستوعبهم أو تعطيهم أولوية، كما وعملت لورا على نشر المشاكل التي تواجه العائلات التي لديها أطفال مختلفون عن غيرهم.


لورا التي استغلت وقتها بتعليم أطفالها وعمل فيديوهات تعليمية لهم وابتكار وسائل مختلفة وطرق متعددة لتعلم أبناءها وترتقي بهم، تحدثت قائلة إن الأطفال الذين يعانون من التوحد أو طيف التوحد يتعلمون من خلال الصور والفيديوهات، لذلك بدأت أصنع محتوى لهم لأعلمهم، فمثلا كيفية دخول الحمام استطاعوا تعلمها خلال ثلاثة أيام كما أنهم تعلموا روتين النوم من خلال الفيديو الذي صورته لهم بصوتي وتعلموا الأحرف من خلال الألوان وباتوا يقرأون ويتعلمون بسرعة كبيرة.

رسالة مجتمعية ..


ثيودوري التي غيرت تجربتها مع كنان وكيان كثيرًا من الجوانب في شخصيتها وجعلتها تدرك أكثر جوانب متعددة من الحياة لتتفهم الإختلافات بين الناس واحتياجاتهم أكثر، كما جعلتها تصبح أكثر جرأة وقوة وصلابة، وجهت رسالة للأمهات والأهالي بأن يتقبلوا أطفالهم كما هم باختلافاتهم وأن يعملوا على تأهيلهم، وعلى المجتمع أن لا يطلق أحكامًا مسبقة على هذه الفئة وإعطائهم فرصتهم وتقبلهم وتفهم احتياجاتهم ليعطوا أفضل ما لديهم.

طيف التوحد ..


اضطراب طيف التوحد عبارة عن حالة ترتبط بنمو الدماغ وتؤثر على كيفية تمييز الشخص للآخرين والتعامل معهم على المستوى الاجتماعي، مما يتسبب في حدوث مشكلات في التفاعل والتواصل الاجتماعي، كما يتضمن الاضطراب أنماطًا محدودة ومتكررة من السلوك.


قد يعاني طفل أو شخص بالغ مصاب باضطراب طيف التوحد من مشاكل في التفاعل الاجتماعي ومهارات التواصل، كون هذه الاضطرابات هي حالات يواجه فيها الأشخاص صعوبة في تطوير العلاقات الاجتماعية العادية، أو استخدام اللغة بشكل طبيعي، أو يعجزون عن استخدامها بشكل مطلق، ويُظهرون سلوكيات مقيَّدة أو تكرارية، ولا يوجد سبب واحد معروف للإصابة باضطراب طيف التوحد، حيث لا تزال الأسباب النوعية لاضطرابات طيف التوحد غير مفهومة بشكل كامل، على الرغم من أنها غالبًا ما تتصل بعوامل جينية وبالأخذ بالاعتبار تعقيد هذا الاضطراب، وتباين أعراضه وشدته، فمن المحتمل أن يكون هناك العديد من الأسباب له، وقد يلعب التكوين الوراثي والبيئة دورًا، أيضًا، ومن المؤكد بأن اضطرابات طيف التوحد لا تنجم عن سوء رعاية الأبوين.


لا توجد وسيلة لمنع اضطراب طيف التوحد، ولكن هناك خيارات للعلاج، ويعتبر التشخيص والتدخل المبكر مفيدًا للغاية ويمكنه تحسين السلوك والمهارات وتطوير اللغة. ومع ذلك، التدخل مفيد في أي عمر. على الرغم من أن الأطفال لا يتخلصون عادةً من أعراض اضطراب طيف التوحد، إلا أنهم قد يتعلمون الأداء بشكل جيد.

دلالات

شارك برأيك

رحلة التوحد مع كيان وكنان .. أحلام لا يكسرها الاختلاف

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 88)