Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الثّلاثاء 23 أغسطس 2022 11:05 صباحًا - بتوقيت القدس

هكذا يحمي أهالي " أبو النوار" الأرضَ رغم محاولاتِ اقتلاعهم

القدس- "القدس" دوت كوم- روان الأسعد- ضمن سياسة الاحتلال الإسرائيلي الممنهجة، للضغط على الأهالي وإجبارهم على الرحيل، يواجه أهالي تجمع "أبو النوار" البدوي شرقي القدس المحتلة سياسات احتلالية عنصرية تمنعهم من الحصول على أدنى مقومات الحياة؛ كالماء والكهرباء والبناء أو حتى وجود طرق مؤهلة.


يعتبر تجمع "أبو النوار" البدوي شرقي القدس المحتلة من أكبر التجمعات البدوية المهددة التي يفوق عددها 200 تجمع منتشرة على ما يفوق 67٪ من أراضي الضفة الغربية، ويحيط بتجمع "أبو النوار" أربع مستوطنات إسرائيلية، من الشمال "معالية أدوميم" وهي كبرى المستعمرات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة عام 1967، و"كيدار 1"، و"كيدار 2" ومعسكر "حرس الحدود" ويعيش فيه 135 عائلة من "عرب أبو النوار" المهجرون من صحراء النقب عام 1948، ويبلغ تعداده السكاني 850 نسمة، يقيمون على مساحة 500 دونم من أراضي بلدة أبو ديس شرق القدس.


هدم واستهداف متواصل
الناطق باسم التجمعات البدوية أبو عماد جهالين يقول لـ"القدس": "منذ عام 2005 نفذ الاحتلال في جميع منشآت تجمع أبو النوار قرارات هدم، للضغط على الأهالي، وعام 2016 نفذ 54 عملية هدم فيه، شملت المنازل والمنشات الزراعية داخله، وقد تمت إعادة بناؤها جميعًا، لتعزيز صمود الأهالي".
ووفق جهالين، فإن "سلطات الاحتلال نفذت خمس عمليات هدم متتالية عام 2017، بحق المدرسة الوحيدة الموجودة بهذا التجمع، ولا زالت قائمة وموجودة، ومصادرة الخلايا الشمسية وخزانات المياه من المدرسة والتجمع مرات كثيرة، ناهيك عن منع الأهالي تأهيل الطريق الوحيدة التي تدخل للتجمع، أو إنشاء شبكات مياه وكهرباء بشكل رسمي، كل هذه الممارسات تأتي في سياق الضغط على الأهالي لمغادرة المنطقة والرحيل منها".


تعزيز الصمود
يحاول الأهالي تعزيز صمودهم في تجمع "أبو النوار"، حيث يؤكد "أبو عماد" جهالين "نسعى دائماً لتعزيز الصمود والتمسك بالأرض، رداً على ما يقوم به الاحتلال، فقد استطعنا المحافظة على مدرسة الصمود وهي عبارة عن قسمين؛ الإدارة والصفين الرابع والخامس، والصفوف الثالث حتى الخامس، وبعد الصف الخامس هنالك حافلات من قبل وزارة التربيه والتعليم تنقل الطلاب للمدارس الموجودة في العيزرية وعرب الجهالين".


ويتابع "أبو عماد": "إننا نقوم بدعم من السلطة الوطنية ومحافظة القدس والبلدات القريبة بتوفير المياه للأهالي، وإعادة البناء مباشرة لما يهدمه الاحتلال، وترميم البيوت التي يتجاوز عمر بعضها خمسة وعشرين عاماً، (...)، هذا أقصى ما يمكن عمله بسبب رفض الاحتلال".


البؤر الاستيطانية الرعوية تضايقهم

تعاني التجمعات البدوية مؤخرًا، من البؤر الاستيطانية رعوية التي يقيمها ما يطلق عليهم (فتيان التلال)، فيربون الحيوانات بالقرب من التجمعات البدوية من خلال إقامة بؤر استيطانية.


ووفق "أبو عماد جهالين، فإن أولئك المستوطنين يستولون على الأراضي المحيطة بالمنطقة المستهدفة، ويمنع على الأهالي الاقتراب من آلاف الدونمات المحيطة بها، إضافة لإطلاق المستوطنين النار على الرعاة ومواشيهم، وملاحقة الرعاة وطردهم.


وتتكرر هذه الظاهرة كثيراً في العديد من التجمعات، وأدت إلى مواجهات عنيفة، كما يحدث مع "عرب الكعابنة"، وعلى إثرها أصيب العديد منهم وتم فرض غرامات باهظة عليهم، وفق "أبو عماد"، الذي يؤكد أن هذه البؤر الاستيطانية الرعوية تؤرق التجمعات البدوية لخطورتها على الأهالي.


كان تجمع "أبو النوار" يعتمد على القطاع الزراعي وتربية المواشي، لكنه في ظل إغلاق الاحتلال مساحات واسعة من المراعي، والجفاف الذي حلّ بالمنطقة، وارتفاع أسعار الأعلاف، فإن ذلك أدى إلى انقراض المواشي.


ويؤكد "أبو عماد" أنه قبل عشر سنوات كان تجمع "أبو النوار" فيه من 20-30 ألف رأس من الماشية، أما الآن، فقد بات فيه من 3-4 آلاف رأس من الماشية، ما أثر بشكل سلبي على الحياة الاقتصادية للأهالي، ودفع غالبية الشباب للتوجه لسوق العمل من أجل توفير لقمة العيش.


"أبو النوار" يواجه مخططات الاحتلال
يعد "أبو النوار" من التجمعات التي تعرضت للتهديد المباشر والمبكر منذ عام 2014، كونه يقع في منطقة مهمة بالنسبة للاحتلال بين مستوطنتي "معاليه أدوميم" و"كيدار"، ليفصل بينهما، وهو ما يعتبر ضد مخططات الاحتلال، وفق ما يوضحه لـ"القدس" مدير دائرة العمل الشعبي في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان عبد الله أبو رحمة.


ووفق أبو رحمة، فإن "أبو النوار" الذي يعد من أكبر التجمعات البدوية، استهدفته قوات الاحتلال بداية باستخدام مخطط "العصا والجزرة"، وكان هنالك طروحات ثابتة لنقلهم إلى منطقة العيزرية التي أطلق عليها "بوابة القدس"، وعندما رفض الأهالي أصبح هنالك عمليات هدم متكررة، ووصلت الأمور لهدم مدرسة التجمع عام 2017.


ويتابع أبو رحمة، لقد تكرر الهدم في "أبو النوار" لدرجة أنه في عام من الأعوام تم إكمال السنة الدراسية بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم في صالون حلاقة! كنوع من الإصرار على الصمود ومواصلة الرسالة، "إن هذا كله يأتي في سياق طرد المواطنين من هذا تجمع (أبو النوار)، يؤكد أبو رحمة.


ويؤكد أبو رحمة أن هيئة مقاومة الجدار منذ بدء تهديد تجمع "أبو النوار" وفرت كل ما يمكنها توفيره من مقومات البقاء وتعزيز الصمود بالتعاون مع المؤسسات المختلفة، مثل: "ترميم بعض المساكن، وبناء المدرسة، وتوفير التأمين الصحي".


صمود وبقاء
مع استمرار مسلسل الهدم بهدف ترحيل أهالي "أبو النوار"، والرد عليه بإعادة البناء وعدم الاستسلام، ومع انتشار مدارس التحدي التي يتم بنائها في ساعات الليل المتأخرة والتي بلغت 27 مدرسة، بات الاحتلال عازماً أكثر على ترحيل المواطنين منها، وعدم إعطائهم فرصة للثبات والاستقرار فيها، خاصة أنها ممتدة على عشرات آلاف الدونمات لحمايتها والدفاع عنها، ولأجل ذلك قرر الاحتلال تغيير سياسته ونهجه في مواجهة صمود الفلسطينيين.


ويؤكد أبو رحمة "أنه في السابق كان ينظر للعشائر البدوية على أنهم غير ثابتين في مكان واحد، متنقلين ليس لهم لا أرض ولا قرية، لكن بوجود27 مدرسة تحدي، جعل الاحتلال يتخوف من هذه التجمعات، والعمل على التضييق عليهما، عبر إطلاقه (البؤر الاستيطانية الرعوية)، بمعنى تشكيل مجموعات يكون في كل منها راعٍ بصحبته (4-5) مستوطنين من عصابات تدفيع الثمن، الذين يقومون بسرقة مراعي التجمعات البدوية، والاعتداء على مواشيهم، وعلى المواطنيين، بهدف التضييق عليهم لإجبارهم على ترك المكان والرحيل، وهذه السياسة ينتهجها الاحتلال بعد فشل سياسة الهدم المتكرر".


ويتابع أبو رحمة، "إضافة لذلك يحرم الاحتلال التجمعات البدوية أبسط الحقوق في البنية التحتية والمقومات الأساسية للعيش من كهرباء وماء وطرقات ومدارس، إضافة لمصادرة صهاريج المياه المتنقلة وتدميرها، وعدم السماح بعمل خلايا شمسية لتوفير الكهرباء، وكذلك العمل على اعتقال وإصابة العديد من الزملاء من طواقم الهيئة ومصادرة مركباتنا، ناهيك عن المنشورات والفيديوهات على صفحات المستوطنين التي تقوم بتهديدنا، وكل هذا لتصدينا لهم ومحاولتنا تحسين وتطوير وتوفير الاحتياجات الأساسية، لتحسين ظروف عيش أهالي (أبو النوار) والتجمعات الأخرى، من أجل تعزيز صمودهم للبقاء بهذه المناطق".


ويشدد أبو رحمة على أهمية وجود هذه التجمعات البدوية من الناحية السياسية، من حيث حماية الأرض والتمسك بها والدفاع عنها، ويقول: "هذه التجمعات التي يفوق عددها المئتين تجمع من كردلة حتى الرماضين جنوب الظاهرية، لو لم تكن موجوده لكان مايزيد عن 67% من أراضي الضفة الغربية مصنفة (ج)، ولزادت الأطماع الاستيطانية فيها للسيطرة عليها لما فيها من ثروات طبيعية كمياه جوفية، وأراض زراعية خصبة، ومناطق سياحية وما تحتوية من خيرات منوعة". 

دلالات

شارك برأيك

هكذا يحمي أهالي " أبو النوار" الأرضَ رغم محاولاتِ اقتلاعهم

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الأربعاء 27 نوفمبر 2024 10:27 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.64

شراء 3.63

دينار / شيكل

بيع 5.15

شراء 5.12

يورو / شيكل

بيع 3.83

شراء 3.8

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 126)