عربي ودولي

الإثنين 01 أغسطس 2022 9:22 مساءً - بتوقيت القدس

احتجاجات في بغداد وسط توتر سياسي في البلاد

بغداد - (أ ف ب) -في انعكاس للانقسام العميق الذي يعيشه العراق، تظاهر الآلاف من مناصري الإطار التنسيقي، المنافس للتيار الصدري، الاثنين قرب المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد، فيما يواصل مناصرو الصدر اعتصامهم في البرلمان لليوم الثالث.


تصاعد التوتر إثر رفض مقتدى الصدر لاسم مرشح الإطار التنسيقي، الذي يضمّ فصائل شيعية موالية لإيران، لرئاسة الوزراء.


لكن الأزمة السياسية في البلاد لا تنفكّ تزداد سوءاً، إذ يعيش العراق شللاً سياسياً تاماً منذ الانتخابات التشريعية في تشرين الأول/أكتوبر 2021. ولم تفضِ مفاوضات لامتناهية بين القوى السياسية الكبرى إلى انتخاب رئيس للجمهورية وتكليف رئيس للحكومة.


وأظهر الصدر الذي يملك قاعدةً شعبية واسعة أنه لا يزال قادراً على تحريك الجماهير لأهدافه السياسية. واقتحم مناصرو التيار الصدري البرلمان مرتين خلال أقلّ من أسبوع، وباشروا داخله اعتصاماً السبت، رفضاً لترشيح محمد شياع السوداني (52 عاما) من قبل الإطار التنسيقي، لرئاسة الحكومة.


في المقابل، لجأ خصومه إلى الشارع أيضاً. وتظاهر الآلاف بعد ظهر الاثنين من مناصرين لخصوم الصدر في الإطار التنسيقي عند الجسر المعلق المؤدي إلى المنطقة الخضراء التي تضمّ مؤسسات حكومية ومقرات دبلوماسية غربية ومقر البرلمان.


ورفع بعض المتظاهرين لافتات كتب عليها "الشعب لن يسمح بالانقلابات"، كما حملوا الأعلام العراقية ورايات إسلامية وصوراً للمرجعية الشيعية العليا آية الله علي السيستاني.


وقامت قوات الأمن برش المياه على المتظاهرين لمنعهم من عبور الجسر المؤدي إلى المنطقة الخضراء، بحسب صحافي في فرانس برس.


وقال المتظاهر أحمد علي البالغ من العمر 25 عاماً "نحن هنا للمطالبة بفرض القانون وتحقيق العدالة الاجتماعية للناس ولا نريد انقلاباً على الدولة ولا على الدستور". وأضاف "هذا برلمان الشعب، وليس برلمان فئة".


وبعد نحو ساعتين، تفرّق المتظاهرون المناصرون للإطار التنسيقي بهدوء.
ويرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد أن الإطار التنسيقي أراد "إظهار قوته السياسية من خلال التظاهرة وأنهم يمتلكون جماهير ايضا تستطيع ان يكون لها قرار الامساك بالشارع العراقي".


ويجمع تحالف الإطار التنسيقي بالإضافة لائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي ويعد أبرز خصوم التيار الصدري، فصائل الحشد الشعبي وهي فصائل مسلحة شيعية موالية لإيران دُمجت مع القوات النظامية.


واعتبرت إيران، البلد المجاور الذي يملك نفوذاً في العراق، الإثنين أن التطورات الأخيرة في العراق هي "شأن داخلي" يجب حلّه بالحوار. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني خلال مؤتمر صحافي "نحن نتابع بعناية وحساسية التطورات الراهنة في العراق".


في المعسكر المقابل، دعا مقرّب من الصدر أيضاً إلى تظاهرات عند الخامسة عصراً، في كلّ محافظات العراق. واستجاب المئات لهذه الدعوة في مدن ذات غالبية شيعية مثل البصرة والكوت والناصرية في جنوب العراق، كما أفاد مراسلو فرانس برس.


أمّا داخل البرلمان العراقي، فلم يتغيّر زخم اعتصام التيار الصدري حيث يتجمع الآلاف من مناصريه. صور مقتدى الصدر والشعارات الحسينية لا تزال تملأ الأروقة. وفي الطابق الأرضي، صلت مجموعة من الشباب وردد آخرون شعارات مؤيدة لمقتدى الصدر مثل "نحن جنود ابن السيد".

عند مدخل البرلمان، يقوم منظمون بتفتيش الداخلين. في الخارج، المئات أيضا يفترشون خيما ملأت الحديقة، فيما يستمر توزيع الطعام والماء والفاكهة. وفي القاعة الكبرى الخاصة بالتصويت، يجلس معتصمون على مقاعد النواب وعلى كرسي رئيس المجلس.


وقال ظاهر العتابي أحد المعتصمين من البرلمان لفرانس برس "المطالب هي القضاء على الحكومة الفاسدة لا نريد تدوير نفس الوجوه ... منذ 2003 حتى اليوم ... لا خدمات لا صحة لا تربية".


ويرى مناصرو الصدر في زعيمهم رمزاً للمعارضة ولمكافحةً الفساد، علماً أن لتياره العديد من المسؤولين في مراكز مهمة في الوزارات.


ولا يزال الصدر يسعى إلى زيادة الضغط على خصومه، بعدما ترك لهم مهمة تشكيل الحكومة إثر إعلان استقالة 73 نائبا من تياره من أصل 329 عضوًا في مجلس النواب.


وقبل الاستقالة، كان نواب التيار الصدري يمثلون أكبر كتلة في البرلمان العراقي. وكان الصدر يريد بدايةً تشكيل حكومة أغلبية وطنية متحالفاً مع أحزاب سنية وكردية. لكن لم يتمكن من تحقيق الأغلبية الضرورية في البرلمان.
ودعا الصدر الأحد، إلى مواصلة الاحتجاج معتبرا ذلك "فرصة عظيمة لتغيير جذري للنظام السياسي"، الامر الذي اعتبره الإطار التنسيقي دعوة "انقلاب على الشعب والدولة ومؤسساتها".

دلالات

شارك برأيك

احتجاجات في بغداد وسط توتر سياسي في البلاد

المزيد في عربي ودولي

أسعار العملات

الأربعاء 30 أكتوبر 2024 10:18 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.72

شراء 3.7

دينار / شيكل

بيع 5.25

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 4.03

شراء 4.0

هل تستطيع إدارة بايدن الضغط على نتنياهو لوقف حرب غزة؟

%19

%81

(مجموع المصوتين 521)