عربي ودولي

الثّلاثاء 14 يونيو 2022 10:46 مساءً - بتوقيت القدس

بايدن يراهن على أنه سيكسب أكثر مما يخسره عبر التودد للسعودية (تحليل)

واشنطن -(أ ف ب) -من خلال زيارة المملكة العربية السعودية ، يراهن الرئيس الأميركي جو بايدن على أنه سيكسب أكثر مما يخسره حتى في الوقت الذي يتهمه فيه نشطاء حقوقيون بالتضحية بمبادئه من أجل النفط.


ينضم بايدن إلى الرؤساء الأميركيين الذين سعوا جميعًا على مدى ثمانية عقود في الوقت المناسب إلى التودد إلى المملكة الغنية بالنفط والتي واظبت على بذل جهود لبناء علاقات جيدة في واشنطن على الرغم من الأزمات المتكررة بما في ذلك هجمات 11 أيلول/سبتمبر التي كان معظم منفذيها سعوديون.


أعلن البيت الأبيض الثلاثاء أن بايدن سيسافر الشهر المقبل لحضور قمة إقليمية في جدة ويلتقي بالقادة السعوديين - الذين توعد عندما كان مرشحًا بأن يعاملهم على أنهم "منبوذون" - ومن بينهم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي قالت الاستخبارات الأميركية أنه أمر بقتل الصحافي الذي كان يقيم في الولايات المتحدة جمال خاشقجي في 2018.


عند توليه منصبه، رفع بايدن السرية عن النتائج التي تم التوصل إليها في قضية مقتل خاشقجي ووعد "بإعادة تقويم" العلاقة، بما في ذلك عن طريق تقليص الدعم للحملة الجوية المدمرة التي تقودها السعودية في اليمن.


يقول مسؤولو الإدارة إنهم رأوا مؤخرًا السعوديين يستجيبون للمخاوف التي عبرت عنها الولايات المتحدة - بما في ذلك عبر دعم هدنة هشة في اليمن حيث تقاتل الحكومة المدعومة من الرياض المتمردين الحوثيين المرتبطين بإيران - ويخطون خطوات أولى لتحسين العلاقات مع إسرائيل، حليفة واشنطن.


وفي موقف مفاجئ، وجه السعوديون في وقت سابق من هذا الشهر منتجي النفط لزيادة الإنتاج، وهو أمر بعث على الارتياح لدى بايدن بعدما تراجعت شعبيته بسبب ارتفاع أسعار الوقود التي استمرت مع ذلك في الارتفاع.


قال دان شابيرو الذي عمل سفيرا في إسرائيل عندما كان بايدن نائبًا للرئيس إن ولي العهد البالغ من العمر 36 عاما يُرجح أن يكون الشخصية الرئيسية التي ستقود السعودية لسنوات قادمة.


وتأتي زيارة بايدن في وقت تتطلع فيه الصين بشكل متزايد إلى دول الخليج العربية التي لم تتجاوب بأغلبها مع جهود الولايات المتحدة لعزل روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا.


وقال شابيرو الذي يعمل حاليًا في المجلس الأطلسي "لقد خلص الرئيس بايدن بشكل صحيح إلى أن الولايات المتحدة ستخدم مصالحها الاستراتيجية على نحو أفضل من خلال استقرار العلاقات الأميركية السعودية".


وأضاف أن "من الأهمية بمكان، أثناء تعاملنا مع تحديات مثل الغزو الروسي لأوكرانيا وتعزيز الصين مكانتها بشكل متزايد على الصعيد العالمي، أن يقف الشركاء - لا سيما في الشرق الأوسط، وخصوصًا الدول المنتجة للطاقة - في صف مصالح الولايات المتحدة".


- "أفلت من جريمة قتل" -


تعبر الرحلة عن موقف للبيت الأبيض مفاده أن الأمر يستحق تحمل انتقادات المشرعين ومعظمهم من حزبه الديموقراطي والنشطاء الذين يقولون إنه يخالف ما وعد به بجعل حقوق الإنسان في صميم سياسته الخارجية.


شهد بايدن الأسبوع الماضي كيف قاطع رئيس المكسيك قمة الأميركيتين في لوس أنجليس لاستبعاد قادة دول تعتبرها واشنطن غير ديموقراطية منها.


وقالت أندريا براسو، المديرة التنفيذية لمبادرة الحرية التي تدعم السجناء السياسيين في العالم العربي، إن أهالي المعتقلين يشعرون أن بايدن "تخلى عنهم تمامًا لصالح أسعار النفط المنخفضة".


ورأت أن بايدن كان يجب أن يسعى للحصول على التزامات من محمد بن سلمان، مثل إطلاق سراح سجناء، في مقابل زيارته.


وأضافت أن الرسالة "واضحة جدا - يمكن لمحمد بن سلمان أن يفلت وقد أفلت حرفيًا من جريمة قتل". وحتى وإن تحدث بايدن في جلسات خاصة عن حقوق الإنسان، فإن "الرسالة العامة إلى محمد بن سلمان نفسه، إلى كل شخص في المملكة العربية السعودية وكل شخص في الولايات المتحدة والعالم، هي أن هذا النوع من السلوك المشين إزاء حقوق الإنسان ليست له أي عواقب".


- اعتذار من نوع ما؟ -
كانت علاقة محمد بن سلمان ودية أكثر مع الرئيس السابق دونالد ترامب الذي قيل إن صهره جاريد كوشنر كان يتحدث مع الأمير عبر تطبيق واتساب.


ودافع الرئيس السابق عن رده المتساهل على مقتل خاشقجي بالقول إن المملكة العربية السعودية عززت الاقتصاد الأميركي من خلال شراء الأسلحة.


وكتب وزير خارجية ترامب مايك بومبيو في تغريدة أن محمد بن سلمان "يعمل على بناء السلام والازدهار لبلاده" وانتقد بايدن لتهميشه.


ورأى خبراء أن ولي العهد يتطلع إلى عودة العلاقات إلى سابق عهدها.


وقالت ياسمين فاروق من مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي إن بايدن أهان محمد بن سلمان شخصيًا حتى قبل مقتل خاشقجي. وأضافت أن "الشيء الرئيسي الذي يتطلع إليه محمد بن سلمان من زيارة بايدن ليس بالضرورة اختراقًا في التعاون العسكري أو الدفاعي، وإنما الاعتراف السياسي ونوع من الاعتذار عن تجاهله له".

دلالات

شارك برأيك

بايدن يراهن على أنه سيكسب أكثر مما يخسره عبر التودد للسعودية (تحليل)

المزيد في عربي ودولي

أسعار العملات

الأربعاء 30 أكتوبر 2024 10:18 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.72

شراء 3.7

دينار / شيكل

بيع 5.25

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 4.03

شراء 4.0

هل تستطيع إدارة بايدن الضغط على نتنياهو لوقف حرب غزة؟

%19

%81

(مجموع المصوتين 522)