Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الجمعة 03 يونيو 2022 11:22 مساءً - بتوقيت القدس

الشهيد أيمن محيسن.. طموحات قضت عليها رصاصة قناص إسرائيلي

بيت لحم – "القدس" دوت كوم - نجيب فراج – وقف أيمن محيسن الشاب اليافع الذي لم يتجاوز العقد الثالث من عمره في حفل تخريج كريمته الطفلة ميرال البالغة من العمر خمس سنوات، فرحًا بمناسبة انتهاء مرحلة الروضة واستعدادها للبدء في مرحلة التدريس الابتدائي بعد أشهر.


كان ذلك في اليوم الأول من شهر حزيران الجاري، من خلال حفل أقامته الروضة التي كانت تدرس بها، وذلك في قصر المؤتمرات بمنطقة برك سليمان الأثرية جنوبي بيت لحم، وبعد ساعات من الحفل الذي نظم في ساعات المساء، جاءت رصاصات الاحتلال فجر اليوم التالي لتضع حدًا لحياته وطموحاته الكثيرة التي نسجها وسط غابة من المعاناة والآلالم والظلم.


جاء أيمن إلى الحفل مع زوجته وطفليه الآخرين براء وايلان، ومعهم الورود والهدايا واحتفلوا على طريقتهم بهذه المناسبة، فلم تكتمل الفرحة التي تحولت إلى حزن كبير وذرفت الدموع عليه بعد عملية القتل البشعة التي نفذتها قوات الاحتلال حينما قامت باقتحام مخيم الدهيشة لتقع مواجهات عنيفة مع هذه القوات التي حضرت بأعداد كبيرة من الجنود وأفراد من الوحدات الخاصة فأطلقوا النار بشكل عشوائي، وجاءت رصاصة غادرة إلى جسد أيمن في الجزء العلوي منه، فاستشهد على الفور.


كانت صدمة أبناء الشهيد ووزوجته ووالديه وعائلته، كبيرة جراء هذا الحدث الجلل، فذرفت الدموع وساد الحزن الكبير، فيما كان والده صابرًا محتسبًا،قائلًا : "أمري إلى الله سبحانه وتعالى، لقد انقسم ظهري باستشهاد أيمن الذي كان سندي وساعدي اليمين".


فيما قالت والدته، إن نجلها عاد من حفل تخريج كريمته مبتهجًا وفرحًا رغم أنه تخريج رمزي من روضتها، ولكنها ستبدأ مرحلة الابتدائية قريبًا، وسأعمل على تدريسها وتدريس أشقائها، بكل عزم حتى يصلوا إلى أعلى مستويات التعليم، وسأوفر لهم كل ما يريدونه.


وتضيف: "جاءت الرصاصة لتقضي على كل هذه الطموحات وعلى طموحاتنا نحن أيضًا .. لقد أدخل الاحتلال إلى قلوبنا الحزن الأبدي".


وتابعت: "صبيحة حادثة الاستشهاد شعرنا بحركة غريبة في محيط المنزل، فأطل أيمن من النافذة ليستوضح ما يجري، فأبلغني بأنهم جنود، وطلبت منه الابتعاد خوفًا من رصاصة طائشة، وقد استجاب إلى الأمر، ولكن بقينا جميعنا في البيت على أعصابنا، إلى أن خفت حركة الجنود وشعرنا أنهم قد غادروا المكان، فخرج أيمن ليستوضح ما جرى، وبعد دقائق سمعنا إطلاق نار وكانت المفاجأة أنها باتجاهه فكان الخبر المفجع".


ينتمي أيمن إلى عائلة فقيرة ومكافحة في ذات الوقت، فهو الذي يعمل في مهن كثيرة يساعد أحيانًا شقيقه في بيع القهوة الجاهزة بأحد الأكشاك في الشارع الرئيس بالمخيم، وأحيانًا أخرى يساعد والده في عمله ببلدية بيت لحم، وقد سبق وأن عمل في وكالة الغوث الدولية بعقد مؤقت انتهى حديثًا، وحاول تجديده، ولكن كل محاولته باءت بالفشل، وكان يتساءل إن كانت هذه الوكالة هي لغوث اللاجئين أم لقهرهم.


والشهيد أيمن سبق وأن قامت قوات الاحتلال باعتقاله عدة مرات، وأمضى في سجونها نحو أربع سنوات.


وبهذا الصدد يقول سالم المصري أحد أصدقائه، إن أيمن انتمى بكل بساطته إلى الكادحين وقضيتهم، وهو شاب يحب الناس، ويحاول أن يساعدهم وكان دائمًا يؤمن أن طبقة الفقراء هي الطبقة القادرة على تغيير الواقع وأن الاحتلال الإسرائيلي مصيره إلى زوال مهما طال في البقاء على أرضنا، ولكن في نهاية المطاف سيكون لهذا الظلم والقتل والاضطهاد نهاية وهذه هي حتمية تاريخية فلا يوجد ظلم إلا وانتهى ولا يحد احتلال إلا ويندثر.


حادثة استشهاد أيمن كما كل حوادث القتل التي تمارسها قوات الاحتلال تركت أثرًا كبيرًا على المواطنين الذين استنكروا ما يقوم به هذا الاحتلال من حوادث إعدام ميداني، وقال محمد عمارنة: لا يشعر أي فلسطيني بأمن في بلاده، وحراب الاحتلال موجهًا باتجاهه، فالاحتلال يكشر عن أنيابه دائمًا، وهو يقتل الفلسطيني لمجرد أنه فلسطيني، ويريده أن يكون ميتًا.


فارس البرغوثي كتب على موقعه في التواصل الاجتماعي ووضع صورة كريمة الشهيد في حفل التخرج يقول: "ما أجملك و قد اكتمل جمال أباك .. يا ذاكرته .. يا ملامحه .. يا صوته انت أيتها الصغيرة ... يا عجزنا وتعبنا وألمنا الحاضر أنت .. وحدك سيدرك أن الرصاصة لم تخترق جسد أيمن فقط بل تجاوزت أعماقك وطفولتك وضحكات كانت ستأتي مع الأيام .. تتساقط كلمات العزاء أمام عيونك ويضيق الصدر على ما فيه .. لن تضيع كلمة أبي في زحمة الزمن .. فالشهداء حاضرين فلا تخافي بنيتي على ذاكرتك".

شارك برأيك

الشهيد أيمن محيسن.. طموحات قضت عليها رصاصة قناص إسرائيلي

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 111)