أقلام وأراء
الجمعة 27 مايو 2022 12:41 مساءً - بتوقيت القدس
إسرائيل بعد 45 عاما على "انقلاب 77"
بقلم:أنطوان شلحت
في مثل هذه الأيام قبل 45 عامًا، خسر حزب المعراخ، سلف حزب العمل الحالي، وخلف حزب مباي، سدّة الحُكم في إسرائيل، بعد أن كان الآمر الناهي الوحيد فيها نحو ثلاثة عقود، لمصلحة حزب الليكود بزعامة مناحيم بيغن، الذي أصبح رئيس حكومة. وعُرف انتصار الليكود هذا بـ"انقلاب 1977". غير أن هذا "الانقلاب" يقرأ منذ عدّة أعوام بمفاهيم جديدة، بغية إبراز الهوّة بين ما كان عقب فترة حكم بيغن وورثته التقليديين، وخلال فترة حكم رئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو، وهي هوّة يصفها بعضهم بأنها سحيقة. وكان أول مؤشّرات الانتباه لها تزامن مع الذكرى السنوية الـ40 لـ"الانقلاب"، ومع ذكرى نصف قرن على احتلال 1967 عام 2017. وتجسّد ذلك المؤشّر، مثلًا، في كتاب إسرائيلي جديد من تأليف أحد قادة الحركة اليمينية الإسرائيلية إم ترتسو (إذا شئتم)، موسوم بعنوان "لماذا تصوّت لليمين فتحصل على اليسار؟"، زعم في سياقه أنه على الرغم من مرور أربعة عقود على تسلّم حزب الليكود اليميني سدّة الحكم في إسرائيل، فإنه لا يرعوي عن مواصلة الحكم من خلال النُخب القديمة التي كانت في معظمها موالية لـ"الحركة الصهيونية العمالية" بزعامة حزب مباي، وعادة ما تُنعت بأنها "يسارية". كما يؤكد أنه فقط في الأعوام الأخيرة بدأ اليمين الإسرائيلي في تغيير هذه النُخب، كي يتحقق "الانقلاب الحقيقي" في المستقبل المنظور.
لعلّ المُثير في هذه المُقاربة واقع حدوث انقلاب من اليمين الجديد في إسرائيل على اليمين القديم، والذي يدلّ عليه اتهامٌ صارخٌ يوجهه مؤلف الكتاب إلى مناحيم بيغن، الزعيم التاريخيّ لليمين الإسرائيلي التقليدي الذي تجسّد في حركة حيروت، ومن ثم في حزب الليكود، بخيانة الناس والقيم اللذين انتخب لرئاسة الحكومة بفضلهما في 1977. ووفقًا لأقطاب في اليمين القديم، يهدف انقلاب اليمين الجديد إلى تحقيق غايتين: خلخلة التوازن الذي كان قائمًا، برأيهم، ما بين القومي والليبرالي، لناحية القومية المتطرفة من دون أدنى موازِن ليبرالي يراعي حرية الفرد وحقوقه. والحُكم بدون أي قيود أو كوابح. ومثلما أشار الكاتب في عدة مناسبات، ينطوي هذا الانقلاب على انعكاسات تتعلق بالسياسة الإسرائيلية الخارجية، ولا سيما حيال القضية الفلسطينية، غير أنه بالأساس يرمي إلى إحداث تغييراتٍ داخلية الهدف الأقصى منها قمع كل من يخالف هذا اليمين الجديد الرأي.
ولا يقتصر الهجوم الذي يتعرّض له بيغن على وصمه بشبهة خيانة مبادئ اليمين، بل يتعدّى ذلك إلى اتهامه بما يمكن توصيفها بالهشاشة الاجتماعية، وبأن عشرات الأعوام التي أمضاها في العمل السريّ قبل قيام إسرائيل وفي المعارضة كانت ذات أثر كبير على سلوكه، إذ تركت لديه مشاعر عميقة بالدونية في مقابل الحركة العمالية الصهيونية ورجالات حزب مباي، ما جعله يرى أن حقيقة كون الموالين للسلطة السابقة يخدمون الحكومة الجديدة تنطوي في حد ذاتها على شرعية.
وربما يستلزم الكلام عن ذكرى 45 عامًا على "انقلاب 77" وذكرى 55 عامًا على احتلال 67، محاولة التركيز على ماهية ذلك "اليسار" الذي يحذّر اليمين الإسرائيلي الجديد المُنقلب على قديمه من مغبّة استمراره في تحريك خيوط السياسة الإسرائيلية الرسمية. وأول ما يتبادر إلى الذهن في هذا الشأن أن الحكومات التي كانت برئاسة حزب العمل، سليل مباي، ظلت خلال العقد الذي تلا احتلال 1967 وصولًا إلى "انقلاب 1977"، إمّا تغض الطرف عن المستوطنات المتكاثرة في الأراضي الفلسطينية التي احتلت أو تشجع بصراحةٍ على إقامتها، وبذا ساعدت هذه الحكومات خلفاءها اليمينيين في شرعنة أيديولوجيا الاستيطان. وعلى الرغم من ذلك، كانت مسيرة هذا "اليسار" أقرب إلى مسار الأفول ومن ثم الانهيار، لأن أغلب الرأي العام في إسرائيل يمينيّ في أساسه، فضلًا عن مبلغ تغلغل فكرة "الشعب اليهودي المختار" الذي "لا تنطبق عليه القواعد الإنسانية العامة"!
عن "العربي الجديد"
المزيد في أقلام وأراء
إقرار إسرائيلي بتجويع مواطني القطاع
حديث القدس
اتفاق المعارضة على إلغاء "الأونروا" ماذا يعني؟
سماح خليفة
حرب الإبادة الجماعية وواقع الدولة المأزومة
سري القدوة
لا وقف قريباً لإطلاق النار على جبهتي لبنان وقطاع غزة
راسم عبيدات
حماس بعد السنوار.. هل حان وقت التحولات الكبيرة ؟
علاء كنعان
ماذا -حقا- يريد نتنياهو..؟
د. أسعد عبد الرحمن
التحول الخليجي والعلاقات مع الأردن
جواد العناني
متى يرضخ نتنياهو؟
حديث القدس
سياسات الاحتلال وقراراته تجاه الأونروا .. جنون وحماقة
بهاء رحال
السباق الرئاسي المحتدم الى البيت الأبيض 2024
كريستين حنا نصر
الحرب على الأونروا وشطب حقوق اللاجئين
سري القدوة
المجازر والتهجير غطاء (لأوكازيون) المفاوضات
وسام رفيدي
مبادرة مروان المعشر
حمادة فراعنة
سجل الإبادة الجماعية
ترجمة بواسطة القدس دوت كوم
هيجان إسرائيلي ومجازر إبادة متواصلة
حديث القدس
المُثَقَّفُ والمُقَاوَمَة
المتوكل طه
عواقب خيارات نوفمبر
جيمس زغبي
النكبة الثانية والتوطين المقبل
سامى مشعشع
They will massacre you
ابراهيم ملحم
شطب الأونروا لشطب قضية اللاجئين
حمادة فراعنة
الأكثر تعليقاً
الأردن تدعوا إلى اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية
حزب الله يعلن انتخاب نعيم قاسم أمينا عاما خلفا لنصر الله
نتنياهو: نريد أن تدفع إيران الثمن وأن نمنعها من التحول لقوة نووية
مازن غنيم يؤدي اليمين القانونية أمام الرئيس سفيرا لدولة فلسطين لدى السعودية
الشيخ: قرارات الكنيسيت لن تغير من حقيقة أن القدس عاصمة أبدية للفلسطينيين
حظر الكنيست لـ"الأونروا" ... إسرائيل حاكمة الكون انتدبت نفسها لشطب قرارات الأمم المتحدة ومؤسساتها
مصطفى: الاقتصاد الوطني انكمش بمقدار 35٪ بفعل استمرار عدوان الاحتلال
الأكثر قراءة
مصطفى: الاقتصاد الوطني انكمش بمقدار 35٪ بفعل استمرار عدوان الاحتلال
الأردن تدعوا إلى اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية
أميركا و7 من حلفائها يحذرون نتنياهو من انهيار الاقتصاد الفلسطيني
عملية دعس وإطلاق نار في القدس المحتلة
السعودية تستضيف أول اجتماع رفيع المستوى لـ"تحالف حل الدولتين" الأربعاء المقبل
إسرائيل تتحدى الكون.. اغتيال حاملة الأختام
صمدت في جباليا.. استشهاد الفنانة التشكيلية الفلسطينية محاسن الخطيب
أسعار العملات
الجمعة 01 نوفمبر 2024 7:22 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.72
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 4.06
شراء 4.04
هل تستطيع إدارة بايدن الضغط على نتنياهو لوقف حرب غزة؟
%20
%80
(مجموع المصوتين 523)
شارك برأيك
إسرائيل بعد 45 عاما على "انقلاب 77"