Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الثّلاثاء 06 مايو 2025 9:19 صباحًا - بتوقيت القدس

بين توسعة الحرب وزيارة ترامب.. مشروع تصفية يَتجدد ومواجهة تَفرض نفسها

تشهد المنطقة لحظة سياسية شديدة الحساسية، تتقاطع فيها أطماع القوة مع صمت العدل، وتتكشف فيها خيوط مشروع إقليمي يُراد له أن يُفرَض قسراً فوق أنقاض الحق الفلسطيني. ليست الجرائم الإسرائيلية المستمرة في غزة والضفة مجرد فعل عسكري، بل هي تتويج لخطة طويلة المدى، تعمل على إعادة تشكيل الجغرافيا والديموغرافيا، بدعمٍ أمريكي مباشر، وتواطؤ غربي وبجزء منه إقليمي.

في هذا السياق، تصبح زيارة ترامب المقبلة إلى الخليج العربي، بعد أسبوع في منتصف أيار الجاري حلقة مركزية في هذا المسار، إذ تأتي محملة بأجندة سياسية وأمنية واقتصادية، هدفها ترسيخ الهيمنة الإسرائيلية تحت غطاء "حلول سلام"، لا تعني لنا نحن الفلسطينيين سوى المزيد من النكبات والتجريف الوجودي.

وتسعى إدارة ترامب الحالية إلى إعادة تسويق ذات الرؤية التي فشلت شعبياً وبموقف فلسطيني رسمي قبل أعوام في إدارته الأولى، ولكن بزخم أقوى هذه المرة. فزيارته المرتقبة إلى السعودية وقطر والإمارات، وإن جرى تسويقها في إطار التعاون الأمني والاقتصادي، تحمل في جوهرها محاولة لإعادة فتح بوابة التطبيع من جديد، كوسيلة لفرض واقع سياسي جديد على حساب حقوق شعبنا  الفلسطيني.


وسط هذه الزيارة تكمن نوايا لم تُعلن بعد، لكنها واضحة في ملامحها، ربط غزة بمشاريع خارجية تفصلها عن الضفة، ترتيب أدوار لدول الإقليم، وتجهيز أدوات مالية لتلميع مشروع سياسي يتجاوزنا نحن الفلسطينيين أنفسنا. كل ذلك يترافق مع صمت رسمي عربي من بعض الأطراف إلى حد ما، يشجع على التمادي في تنفيذ هذا المخطط .

ما يجري على الأرض في فلسطين ليس سوى انعكاس مباشر لهذه التحولات. فقرارات حكومة الاحتلال الإسرائيلية الأخيرة بشأن الحرب على غزة، تؤكد أن العدوان ليس مجرد رد فعل، بل جزء من مخطط متدرج، توظف فيه كل لحظة سياسية لصالحه.

فقد قررت المؤسسة الأمنية للاحتلال الإسرائيلي إبطاء بعض خطوات التصعيد العسكري، بما يخدم التنسيق مع مواعيد زيارة ترامب، حيث جرى الحديث عن "فترة تهدئة مؤقتة" يُفرج فيها عن بعض الأسرى الإسرائيلين المحتجزين، مقابل بعض الفتات من المساعدات، التي لن تُمرر سوى عبر قنوات أمريكية خاضعة للرقابة. وترافق ذلك مع تأجيل توسيع العمليات العسكرية، بانتظار ما سيحمله ترامب من تفاهمات أو صفقات جديدة، تجعل الهجوم الشامل أكثر قبولاً إقليمياً ودولياً.

وفي الوقت نفسه، يتم الاستعداد لتوسعة العدوان. فقد أقرّ مجلس الاحتلال الوزاري المصغر استدعاء المزيد من قوات الاحتياط، تمهيداً لما يُوصف بـ"الهجوم النهائي"، وفق خطط رئيس أركان الاحتلال الجديد، وبدعم كامل من نتنياهو الذي لا مسار بديل له سوى الإمعان في تصعيد الحروب بالمنطقة بشكل أوسع لاستمرار وجوده وحكومته الفاشية.

لم يعد عدوان الإبادة والتجويع والتهجير وسيلة للضغط، بل أداة لإعادة تشكيل الواقع الفلسطيني برمته، حيث يجري الحديث عن ترتيبات تتجاوز غزة، نحو خلق إدارة ذاتية خاضعة لمعازل جغرافية ( بانتوستنات)  في الضفة الغربية دون القدس التي قد أعلنوا ضمها كعاصمة سابقاً بموافقة ترامب، واستكمال منظومة الفصل والضم والاستيطان أيضا بضوء أخضر أمريكي، في ظل صمت دولي غربي، وتطبيع إقليمي يفتح المجال لتحالفات جديدة لا تعترف بالحق السياسي الفلسطيني المشروع وبالمقدمة منه حق تقرير المصير وما يرتبط به من دولة مستقلة ذات سيادة على كافة الأراضي المحتلة وحل قضية اللاجئين.

كل ذلك يُروّج له تحت غطاء "حلول إنسانية" و"دعم إغاثي"، بينما الهدف الحقيقي سياسي بالكامل يتمثل بإنهاء المشروع الوطني الفلسطيني وتحويل القضية إلى مسألة إنسانية اقتصادية بلا بعد تحرري.

أمام هذا المشهد المظلم، لا بد من موقف وطني فلسطيني موحد واتساعه عربياً بالقدر الممكن، يعيد الاعتبار للحقوق الفلسطينية بوصفها غير قابلة للتصرف أو للمقايضة أو التجزئة وفق التجارب السابقة، ويبدأ ذلك من خلال: 

أولاً: إعادة بناء البيت الداخلي الفلسطيني، من خلال منظمة التحرير الفلسطينية باستنهاضها ومجلس وطني ومركزي جامع يرسّخ الشراكة الوطنية الواسعة والتمثيل الديمقراطي لحين إجراء الانتخابات العامة.

ثانياً: تفعيل المقاومة الشعبية والسياسية والدبلوماسية والقانونية ضمن رؤية استراتيجية واضحة تراكم الإنجاز وتكسر محاولات عزلنا أو أحتوائنا .

ثالثاً: الانفتاح على قوى الشعوب الحرة والقوى التقدمية عالمياً، وتوسيع دائرة التحالف مع الدول الصديقة والصاعدة في ظل المتغيرات الجارية، والرأي العام الدولي المناصر للعدالة وإنهاء الاحتلال.

 "أن الحرب ليست معركة وقت، بل معركة وعي ومصير، وزيارة ترامب ليست حدثاً عابراً، بل جزء من مشروع قديم يرتدي قناعاً جديداً اليوم ".

فما نحتاجه نحن أكثر من السلاح، هو وضوح البوصلة الوطنية والقرار الوطني المستقل في إطار الرؤية التحررية الديمقراطية.

 فوسط هذا الكم من التواطؤ، والتغاضي، والترويج لوصفات الهزيمة المغلفة بكلمات السلام لقبول التعاطي مع الأمر الواقع تحت مسمى "البراغماتية"، يبقى صوت شعبنا الفلسطيني عبر محطات كفاحه المتواصلة هو الحقيقة الوحيدة الراسخة. علينا أن نحسن تنظيم هذا الصوت، فالصراع ليس فقط على الأرض، بل على الوعي، والكرامة، والإرادة التي تحقق التغيير نحو هزيمة الاحتلال والعنصرية، وذلك في ظلال الذكرى الثمانين للانتصار على النازية التي يحتفل بها هذه الأيام وبما تشكله من نموذج لانتصار الشعوب.

دلالات

شارك برأيك

بين توسعة الحرب وزيارة ترامب.. مشروع تصفية يَتجدد ومواجهة تَفرض نفسها

المزيد في أقلام وأراء

"بين الأيدولوجيا والبراغماتية.. آن أوان إنقاذ ما تبقى من فلسطين

رام الله - "القدس" دوت كوم

فاروق الشرع في مذكّراته... رجل دولة في نظام متهالك

بين بلفاست وغزة: دروس من أيرلندا الشمالية للفلسطينيين

فلسطين من التقسيم إلى التطهير العرقي.. النكبة مستمرة

رفعت قسيس

الحب في زمن الحرب بغزة.. بين لهيب المعاناة ولهفة القلوب

حلمي أبو طه

جولة ترامب.. الرابحون والخاسرون

عوني المشني

هل يعود حكم المماليك؟

جواد العناني

النكبة والإبادة والحد الأدنى

حمزة البشتاوي

لا رهان على الموقف الأمريكي فالزيارة استثمارية!!

محمد علوش

التعليم في فلسطين.. رسالة الأمل وصوت الهوية في زمن التحديات

د. سارة محمد الشماس

كل يوم في المخيم هو تذكير بأن النكبة لم تنتهِ

محمد أبو عكر أسير سابق مضى خمس سنوات في الاعتقال الاداري

الإسلاميون بعد قرن.. حصادُ الصراع ومآلات المستقبل؟!

الإفراج عن عيدان ألكسندر .. دلالات جديدة في السياسة الأمريكية والعلاقات الإسرائيلية

في الذكرى الـ77 للنكبة: تصعيد ضد الأونروا وتضييق على مخيمات اللاجئين في القدس

قد لا تصل هذه الرسالة أبدًا

الفرصة الأخيرة؟ الاقتصاد الفلسطيني أمام لحظة الحقيقة مع حكومة مصطفى

الدكتور سعيد صبري- مستشار اقتصادي – عضو مجلس ادارة هيئة التحول الرقمي الدولية

… ونقرأ الفاتحة على خسائرنا الفادحة!

إبراهيم ملحم

الإفراج عن عيدان..هل من انفراجة توقف الإبادة؟

جمال زقوت

الإفراج عن عيدان ألكسندر ، دلالات جديدة في السياسة الأمريكية والعلاقات الإسرائيلية

مروان إميل طوباسي

الاعتراف المزعوم والهراء المعلن

أمين الحاج

أسعار العملات

الأربعاء 07 مايو 2025 11:16 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.62

شراء 3.61

دينار / شيكل

بيع 5.11

شراء 5.1

يورو / شيكل

بيع 4.11

شراء 4.1

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%56

%44

(مجموع المصوتين 1242)