Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الأحد 13 أبريل 2025 8:57 صباحًا - بتوقيت القدس

واقع مأساوي في ظل حرب الإبادة

في قلب حرب الإبادة في غزة، يواجه المدنيون معاناة غير مسبوقة، متمثلة في القتل الجماعي، الحصار، والجوع والعطش. هذه الحرب التي لم تفرق بين الكبير والصغير، فلا أحد ينجو من هذا الواقع القاسي الذي يعصف بالناس هناك. ومع تصاعد أرقام الشهداء والجرحى بشكل مهول، تزداد القلوب المكلومة، وتضيع صور الأمل بغدٍ أفضل. لكن أكثر ما يدمي القلب ويقض مضاجع الإنسانية هو أن هذه الحرب تترك آثاراً لا تمحى على الأجيال القادمة، خاصة الأطفال الذين يعتبرون أكثر فئات المجتمع تضررًا. 

تستمر الصور المروعة التي تزداد بشاعة يوماً بعد يوم. الطفولة التي يجب أن تعيش في أمان وسلام، تُسحق تحت ركام الحرب العمياء. مشهد مأساوي لطفلة في شهرها الثاني من عمرها، فقدت أطرافها كلها، فلا يدين ولا قدمين، وتبدو حياتها القدمة كاملة ككابوس. هذا الواقع لا تقتصر آثاره على الأطفال الذين يُقتلون أو يصابون، بل يشمل أيضاً أولئك الذين يفقدون أحبائهم، كما حدث مع الطفلة التي فقدت والديها وأشقاءها دفعة واحدة، لتواجه الحياة وحيدة، بلا أمل، بلا ملجأ، وبلا حضن تأوي إليه. 

الصدمة لا تتوقف عند هذا الحد، فالأطفال الذين يسعون إلى إعادة بناء حياتهم بعد هذه المآسي يصبحون ضحايا للإعاقات النفسية والجسدية. فهناك من يفقد سمعه، وهناك من يفقد بصره، وكل طفل يعاني من أثر نفسي يرافقه طوال حياته. إصابات نفسية شديدة تتسبب في اضطرابات عصبية تشل حركة هؤلاء الأطفال، وتخلق فيهم جروحًا لا تندمل.

هذه الصورة الكئيبة التي يقدمها الواقع، تعكس مأساة الحرب وتدمير الحياة. الحرب لا تقتل فقط الأجساد، بل تقتل الطفولة بأسرها. الأطفال الذين كانوا في يوم من الأيام يملأون الأرض ضحكًا ومرحًا، يجدون أنفسهم اليوم تحت الأنقاض مكبلين بالألم والدمار. 

التدمير النفسي الذي يعاني منه أطفال غزة، في مثل هذه الظروف، ليس محصورًا في الآثار الجسدية فقط، بل يمتد ليشمل التدهور العقلي والاجتماعي. هؤلاء الأطفال يفقدون الثقة في العالم من حولهم، ويعيشون في بيئة تتسم بالعنف والفوضى. فقدان الأب أو الأم أو الأخ، يجعل من الصعب على الطفل أن يستعيد أي أمل في الحياة أو أن يفهم لماذا يتم معاقبته وهو لا ذنب له.

تستمر الحرب في تحطيم كل شيء جميل في حياة هؤلاء الأطفال، وبدلاً من أن يكون لديهم أمل في المستقبل، يتحول كل شيء إلى أشلاء تحت الركام.


..............

التدمير النفسي الذي يعاني منه أطفال غزة، في مثل هذه الظروف، ليس محصورًا في الآثار الجسدية فقط، بل يمتد ليشمل التدهور العقلي والاجتماعي. هؤلاء الأطفال يفقدون الثقة في العالم من حولهم، ويعيشون في بيئة تتسم بالعنف والفوضى.


دلالات

شارك برأيك

واقع مأساوي في ظل حرب الإبادة

المزيد في أقلام وأراء

تحديات الاقتصاد الأردني

جواد العناني

سيناريوهات تعيين نائب للرئيس الفلسطيني.. بين الضغوط الخارجية والمصلحة الوطنية

بسام زكارنة

أهلنا في غزّة أبطال لكنهم ليسوا سوبرمان

داود كتّاب

في غزة.. الناس لا يبحثون عن "التحرير" بل عن "تذكرة نجاة"

محمد جودة

خَمِيسُ السِرِّ المُقَدَّسِ

بهاء رحال

المفاوضات الإيرانية- الأمريكية معقدة وتسودها حالة من انعدام الثقة

راسم عبيدات

لا يمكن أن يستمر الحال في غزة على هذا النحو.. "فلا نتنياهو ولا السياسيين الألمان...

المجر والاحتلال.. تحالف سياسي أم انحياز أيديولوجي ؟

أمين الحاج

منطق "الاستثناء".. انتهاك للحريات

في الذكرى الـ37 لاستشهاد القائد الرمز خليل الوزير "أبو جهاد"

مخطط خطير ومعادٍ

هل بتسليم السلاح تَسْـلم الأرواح؟

أمين الحاج

المنهاج الخفي في الدراسات الاجتماعية.. كيف تُصنع العقول في الظل؟

د. سارة محمد الشماس... باحثة وكاتبة في التراث والعلوم التربوية

تنكيس الأقلام!

ابراهيم ملحم

بوادر مصالحة تركية كردية تاريخية في الأُفق

كريستين حنا نصر

لا لسلطة متجددة بالمفهوم الإسروأمريكي... وللشعب الفلسطيني تعني دولة مستقلة

فوزي علي السمهوري

حين يُسوِّق العالم الأمل في المريخ ويتغاضى عن إبادة فلسطين

فادي أبو بكر

أين أخلاق العالم؟ عام ونصف من الجوع والموت!

إسماعيل مسلماني

تدمير المدمر وقصف المقصوف

بهاء رحال

معركة غزة لم تحسم بالانتصار أو الهزيمة

حمادة فراعنة

أسعار العملات

الخميس 17 أبريل 2025 1:14 مساءً

دولار / شيكل

بيع 3.69

شراء 3.68

دينار / شيكل

بيع 5.2

شراء 5.19

يورو / شيكل

بيع 4.19

شراء 4.18

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%55

%45

(مجموع المصوتين 1077)