هزت صرخات الطفل حمزة أروقة مشفى الشهيد سليمان الحكومي في جنين، وأثارت حزن وألم كل من تواجد بين جنباته عندما انهار باكيا، بعدما شاهد جثمان والده مسجى في غرفة الطواريء، وأعلن الأطباء استشهاده بعد اعتقال الاحتلال له وتركه ينزف بعد إصابته بعيار ناري في الظهر فجر تاريخ ٤-٤ - ٢٠٢٥.
" ليش تركتني .. كيف بدي أعيش بعدك.. قوم يابا ما تروح وتتركنا .. والله حرام وظلم .. الله ينتقم منهم ".. قال الصغير حمزة، وهو يلقي نفسه فوق جثمان والده حسين جميل حسين حردان، وهو يواصل تقبيله ومناجاته دون أن يتمكن أعمامه وأقاربه وأصدقاء العائلة الذين بكوا من هول المشهد من السيطرة على الطفل ، الذي أمسك بيد والده الشهيد ورفض تركها حتى نقل لثلاجة الموتى في المشفى.
وفور انتشار نبأ إرتقاء المواطن الحردان، خيمت أجواء الحزن والغضب في مدينة جنين، ورغم الحصار وانتشار قوات الاحتلال في المدينة، تدفق الأهالي الى المشفى للتضامن مع أسرته ومؤازرتها في مصابها الجلل واستنكار الجريمة الاحتلالية الجديدة التي رفعت عدد شهداء جنين منذ بداية العدوان قبل ٧٩ يوما لـ٣٧ شهيدا.
ووسط الدموع والحزن، روى الطفل حمزة لمراسل " ے”، أن قوات الاحتلال حاصرت وداهمت منزلهم الواقع في ضاحية صباح الخير فجر يوم الجمعة، وقال " عشرات الجنود داهموا المنزل واحتجزونا وفتشوه، سألونا عن والدنا الذي لم يكن موجودا في المنزل واحتجزونا".
وفي نفس الوقت، كانت قوات عسكرية كبيرة تحاصر ضاحية صباح الخير على امتداد المنطقة التي يقع فيها منزل الحردان، وذكر حمزة، انه خلال احتجاز الجنود لأسرته، كان والده يمر بمركبته في المنطقة، فأطلق جنود الاحتلال الرصاص عليها وأصابوه بشكل مباشر، وأضاف" والدي لم يكن مسلحا أو مطلوبا، ولم يشكل خطرا على قوات الاحتلال التي استهدفته بشكل مباشر واعتقلته دون معرفة مصيره".
وبينما، كانت تعيش عائلة الحردان مشاعر الخوف على مصير ابنها، في ظل انقطاع أخباره وعدم معرفة مصيره بعد اعتقاله، تلقت طواقم الهلال الأحمر، إشعارا من قوات الاحتلال بالحضور لحاجز الجلمة لاستلام جثة شهيد.
وأفاد ضابط الاسعاف لمراسلنا، انه لدى وصول الطاقم لحاجز الجلمة، سلمتهم قوات الاحتلال جثة المواطن حردان والذي لفظ انفاسه الأخيرة دون إبلاغهم بأي معلومات عن سبب استشهاده، بينما كشف الاطباء بعد وصوله لغرفة الطواريء في مشفى جنين عن وجود آثار اختناق على وجهه ووجود عيار ناري في الظهر، أدى لنزيف داخلي وبسبب عدم علاجه فور اعتقاله استشهد على الفور.
ونفت عائلة الحردان، أن ابنها الشهيد مطلوب لقوات الاحتلال، وذكر نجله وشقيقه، انه كان يعيش حياة طبيعية منذ فترة، فبعد مطاردته من الاحتلال، وكلت العائلة محاميا تابع قضيته مع قوات الاحتلال، وأبلغهم المحامي بصدور عفو بحقه وإمكانية مواصلة حياته بشكل طبيعي.
وطوال الفترة الماضية، تابع حسين عمله المعتاد في مخبزه الذي يملكه في جنين، وعاش كما يقول نجله حمزة " حياة طبيعية، في ظل تأكيد المحامي عفو الاحتلال عنه، لكنهم غدروه وقتلوه بدم بارد ودون سبب "، وتابع شقيقه " حسين ضحية لغدر وإجرام الاحتلال الذي يستهدف شعبنا ويواصل إعدام المدنيين بشكل مستمر، فهو معيل لأسرة وصاحب مصلحة ولم يكن يهتم سوى بأسرته وعمله، ونحمل الاحتلال كامل المسؤولية عن هذه الجريمة البشعة "، وتابع نجله " اعدموا والدي بدم بارد ..لا يوجد قانون في العالم يجيز هذه الجريمة ، يتموني واخواني وقتلوا أبي بدم بارد ".
الجدير ذكره ، أن الشهيد الحردان جريح وأسير محرر تعرض للاعتقال مرات عديدة وقضى ٧ سنوات في سجون الاحتلال، علما انه متزوج ولديه ٥ أطفال وزوجته حامل .
شارك برأيك
أعدموه رغم حصوله على عفو...نجل الشهيد حسين حردان لـ”القدس”: والدي لم يكن مطلوبا وتركوه ينزف حتى استشهد