Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الخميس 13 فبراير 2025 9:28 صباحًا - بتوقيت القدس

ترمب.. وتشتيت الانتباه عن القضايا الجوهرية

كان رد فعلي الأولي على مقترحات الرئيس دونالد ترمب بشأن غزة هو رفضها باعتبارها غريبة - منفصلة عن الواقع، ومستفزة بشكل خطير، وغير قانونية، وغير مبالية بإنسانية الفلسطينيين.


في الواقع، فإن مقترحاته تحمل كل هذه الصفات. ولكن بما أننا نعلم أن هذا الرئيس ليس رجلاً عادياً، فمن الحكمة أن نفترض أن هناك "طريقة خاصة به"، تماماً كما فعل ترمب في موجة الأوامر التنفيذية الصادمة التي جعلت خصومه والإعلام يتخبطون لفهم نواياه، أعتقد أن المنطق ذاته قد يكون وراء تصريحاته حول غزة.


 ويتألف هذا المنطق من عنصرين أساسيين: الأول هو إرباك خصومه وإضعاف معنوياتهم. والثاني هو تشتيت انتباههم - مثل ألعاب الخداع في الكرنفالات - حتى نحول أنظارنا عن القضايا الحقيقية وننشغل بالوهم الذي يتم خلقه.


انطلاقاً من هذا، لا أعتقد ولو للحظة أن ترمب ينوي إرسال قوات أميركية للسيطرة على غزة وطرد 1.5 مليون فلسطيني بالقوة. كما أنه لن يتمكن من إجبار الأردن ومصر على استقبال هؤلاء الفلسطينيين، وإعادة توطينهم بشكل دائم.


جميع هذه الأفكار بعيدة كل البعد عن الواقع وخطيرة لدرجة أنه من غير المعقول أن يحاول هذا الرئيس - الذي يقول إنه يريد إبقاء أميركا خارج الحروب وجلب السلام إلى الشرق الأوسط - تنفيذ أي منها.


قد يهاجمني البعض باعتباري أحاول منح الرئيس ترمب فرصة الاستفادة من الشك. ولكي أكون واضحاً، هذا هو بالضبط ما لا أفعله. قد يرغب في صرف الأنظار عن القضايا الحقيقية عبر خطة غريبة بشأن غزة، ولكن بدلاً من الوقوع في الفخ، يجب أن نركز على ما هو واقعي وملح. ما أقوله هو أنه بدلاً من قضاء ساعات لا حصر لها في تحليل كلماته أو انتقاد خطته أو الاستعداد لتنفيذها (وهذا بالضبط ما يريده)، يجب علينا تجاهل هذه التصريحات، والتركيز على القضايا العاجلة التي تواجهنا. يجب الحفاظ على الهدنة الهشة في غزة، ويجب أن تنتقل الأطراف إلى المرحلتين الثانية والثالثة منها. وهذا يعني الاستمرار في الضغط من أجل انسحاب إسرائيل من غزة، ووضع خطط لإعادة الإعمار. كما يعني توجيه انتباهنا إلى وقف تصعيد العنف الإسرائيلي القمعي في الضفة الغربية. ويعني أيضاً الحفاظ على التركيز على ضرورة محاسبة إسرائيل والولايات المتحدة على جرائم الحرب التي ارتُكبت خلال الأشهر الخمسة عشر الماضية.


لا يريد الرئيس ترمب ولا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن نتحرك في أي من هذه القضايا العاجلة. بل يريدان المزيد من إحباط الفلسطينيين، وإثارة الفوضى في الدول العربية. كما يريدان أن ينفد الوقت في المرحلة الأولى من خطة وقف إطلاق النار. وهذا من شأنه أن يسمح لنتنياهو باستئناف حربه لتحقيق ما يسميه "النصر الكامل" في غزة، مما يضمن بقاء ائتلافه الحاكم واستمراره في السلطة.


بعبارة أخرى، بدلاً من التعامل مع المشكلات الحقيقية التي تحتاج إلى اهتمامنا، يريد ترمب أن نقع في فخه عبر مناقشة إلهاء، بينما تمضي إسرائيل قدماً في لعبتها المميتة أمام أعيننا.

دلالات

شارك برأيك

ترمب.. وتشتيت الانتباه عن القضايا الجوهرية

المزيد في أقلام وأراء

الاهتمام بقضية اللاجئين الفلسطينيين

حمادة فراعنة

"طائرات طائرات طائرات"

غسان شربل

شرعنة المستوطنات والتهجير تحدّ للقانون الدولي

سري القدوة

دبلوماسية رياض منصور تهزم سردية الاحتلال في أروقة الامم المتحدة

سعيد شاهين

الفلسطينيون ليسوا إرهابيين يا ترامب.. قضيتنا وطنٌ نطلبه أو نموت فنعذرا !!

أحمد يوسف

الجامعات الأميركية.. سجال حول حرية التعبير

جيمس زغبي

القنبلة النووية حاضرة كظل ثقيل

رمزي الغزوي

رحلة القضية الفلسطينية من بُعدها العربي إلى الفلسطيني وما دون

أمين الحاج

مرآة الصراع والمأزق الفلسطيني

جمال زقوت

الخطابات الشعبوية بين القول والفعل

بهاء رحال

الإبادة الموضعية!

إبراهيم ملحم

جامعة الدول العربية في خضم نكبات الشرق العربي المتتالية

كريستين حنا نصر

هل خطاب الإدارة الأمريكية متناقض حقاً؟!

د. أحمد رفيق عوض

تفاقم ظواهر التناقض لدى المستعمرة الإسرائيلية

حمادة فراعنة

التطهير العرقي هدف حرب الإبادة الفاشية على غزّة

د. مصطفى البرغوثي

"الكابنيت" يفصل ويثبت.. والسلطة تواجه أشباح الماضي

أمين الحاج

الواقع العربي والتحديات المستعصية

محمـد علوش

على مسرح الخذلان.. ذُبح يوسف وأُغرقت غزة بدماء الشهداء

خضير المرشدي

السلوك محكوم بنتائجه

د. أفنان نظير دروزه

لماذا أعاد نتنياهو إشعال الحرب في غزة؟ خيار سياسي أم ضرورة أمنية ؟

د. دلال صائب عريقات

أسعار العملات

الأربعاء 26 مارس 2025 9:27 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.67

شراء 3.66

دينار / شيكل

بيع 5.17

شراء 5.15

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%55

%45

(مجموع المصوتين 907)