Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الأحد 09 فبراير 2025 8:35 صباحًا - بتوقيت القدس

ترامب سوف يرحل وغزة باقية

تعاني أمريكا من أزمة أخلاقية لم تعانيها من قبل أي من الإمبراطوريات الكبيرة في السابق، وهذه الأزمة ليست جديدة، بل إنها تتسع مع قدوم ترامب رجل الكازينوهات والصفقات، آخذة في اللامبالاة عن سبق الإصرار، وهي بذلك تكون الإمبراطورية الأولى في التاريخ التي قامت على التطهير العرقي بحق الهنود الحمر، وتواصل ذات الطريقة بحق الشعوب الأخرى، بدلًا من التكفير عن ذنبها. وما كان هذا يحدث في عصر كل الإمبراطوريات التي سبقت قيام أمريكا وسطوتها وسبقت زمان الرجل الأبيض.


بكل تأكيد، حرب غزة لم تكن بداية هذا الاكتشاف، لكنها أظهرت حقيقة غير قابلة للشك، بأن أمريكا سقطت سقوطًا اخلاقيًا في كل المحافل الدولية، وليس أولها مواقفها في مجلس الأمن، ومواقفها من محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية في لاهاي، وقراراتها بوقف تمويل الأونروا، وفكرة التهجير والتطهير العرقي إلى دول الجوار، وقطع المساعدات كأداة ضغط وابتزاز، والتلويح بالقوة العسكرية على حساب منظومة القيم الإنسانية، والقوانين الدولية وعلى حساب الشرائع السماوية والأرضية وهذا السقوط يظهر علانية من دون التباس وهي تجاهر بذلك في كل المحافل، فتمنع قرارات وتعطل أخرى بما تملك من "فيتو" ومن وسائل ضغط اقتصادية وعسكرية.


إن حال العالم الذي ينصاع لإمبراطورية ساقطة تعصف بها هالات الظلم وأعراض الابتزاز والشذوذ، يثير الريبة والفزع من مستقبل الحياة على هذا الكوكب.


أمريكا تريد تملك قطاع غزة وتهجير سكانه الذين يعانون ويلات حرب الإبادة والتطهير العرقي، ويعيشون بلا مأوى في عراء النزوح وفوق ركام بيوتهم التي دمرتها آلة الحرب، وهذه أمريكا التي دفعت بترسانتها العسكرية والحربية منذ اليوم الأول لسحق غزة، وهي التي أيدت حصارها ووفرت الحماية السياسية وقدمت مليارات الدولارات للاحتلال وجاءت بأسطولها البحري والجوي، وما كان هذا ليحدث لولا هذا الدعم والإسناد، وصحيح أن ما حدث ويحدث هو بأيدي الاحتلال وجنوده إلا أنه ما كان ليحدث لولا الدعم والموافقة الضمنية الأمريكية. ما أعلن عنه ترامب مدعاة للسخرية، فالفلسطيني ليس له وطن غير فلسطين، ولن يسقط حقه فيها، ولن تستطيع قوة الظلم أن تذيبه أو تصهره، فهو غير قابل لذلك لأنه يمتلك من الحضارة والثقافة والمعرفة والوعي والعلم والقيم التي شكلت هويته الوطنية، وحقه في الوجود على أرضه، فنجا من كل عمليات الشطب والإبادة، كما سينجو من عمليات التطهير العرقي رغم ما يعيشه من ظلم. فغزة يا سيد ترامب ليست للبيع لكي تعلن عن نواياك في تملكها، وهي باقية وأنت راحل لأن القضايا المصيرية للشعوب ليست صفقة ولا مقاولة، بل حق ينتصر طال الزمن أم قصر

دلالات

شارك برأيك

ترامب سوف يرحل وغزة باقية

المزيد في أقلام وأراء

ويتكوف إذ ينقلب على نفسه!

إبراهيم ملحم

معوقات نجاح المرحلة الانتقالية للإدارة السورية الجديدة

كريستين حنا نصر

هل سيحقق المجلس المركزي الإصلاح الشامل ويواجه التحديات الوطنية المصيرية؟

بسام زكارنة

حماس أول الخارجين عن مقررات القمة العربية!

د. رمزي عودة

موقف .. هل حقاً تراجع ترامب عن فكرة التهجير؟

سياسات واشنطن المعادية لفلسطين

حمادة فراعنة

الحضور الفلسطيني والانحسار الإسرائيلي

حمادة فراعنة

الإسلاميون وقرنٌ من المحاولة.. أفكارٌ ورؤية لم تتحقق!!

د. أحمد يوسف

مبدأ حل الدولتين.. هل أصبح خياراً دولياً في طريق التلاشي؟

مروان إميل طوباسي

بين ثغرتي الدفرسوار وكورسك.. ما هي المفاجأة !

جودت مناع

ترامب.. سياسة الفوضى

بهاء رحال

ترمب ــ أوروبا: نحو نظام عالمي جديد

من هو ملهم دونالد ترامب لتهجير الفلسطينيين من غزة ؟

د. دلال صائب عريقات

إعادة التفكير في التضامن: ولاء غير مشروط أم مقاومة أخلاقية؟

بقلم: د. سماح جبر، استشارية الطب النفسي

أوروبا على المحك

د. آمال موسى

منع المصلين من الوصول إلى المسجد الأقصى

حمادة فراعنة

ليس كل ما يتمنى "الثعلب" يدركه!

ابراهيم ملحم

غياب غزة عن دراما رمضان: تقصير أم تغييب متعمد؟

بهاء رحال

الوحدة الوطنية الشاملة هي الحل الأوحد لكل مشاكلنا

نعمان توفيق العابد

ردّ على دعوة جرشون باسكين.. بين بناء الثقة وتنامي مظاهر الاستعمار البشع

مروان إميل طوباسي

أسعار العملات

الإثنين 17 مارس 2025 2:11 مساءً

دولار / شيكل

بيع 3.66

شراء 3.65

دينار / شيكل

بيع 5.17

شراء 5.16

يورو / شيكل

بيع 3.99

شراء 3.98

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 855)