Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

عربي ودولي

الإثنين 27 يناير 2025 5:38 مساءً - بتوقيت القدس

وقف إطلاق النار في غزة ولبنان يبدو هشا، لكن كل الأطراف تريد استمراره

واشنطن – سعيد عريقات



يعتقد الخبراء أن من المرجح أن تصمد الهدنة في غزة ولبنان في الوقت الحالي، على الرغم من اختبار ثبوتها إلى أقصى حد خلال عطلة نهاية الأسبوع، لأن كل الأطراف تريد تجنب القتال الشامل على الأقل لبضعة أسابيع.


في جنوب لبنان، ظلت قوات الاحتلال الإسرائيلية في مواقعها بعد مرور الموعد النهائي لانسحابها يوم الأحد، وسط مزاعم إسرائيلية بأن حزب الله قد انتهك تعهده بمغادرة المنطقة. وفي غزة، حدث نوعا من الالتباس بشأن موعد إطلاق سراح المجندة الإسرائيلية، أربيل يهود،  من قبل حماس،  ما دفع إسرائيل إلى تأخير العودة المتفق عليها للنازحين الفلسطينيين إلى ديارهم في شمال غزة.


وقد تم حل الأزمة على وجه السرعة، حيث أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، الأحد، أن حركة "حماس" ستسلم ثلاثة رهائن إسرائيليين قبل يوم الجمعة المقبل، بينهم أربيل يهودا. وكتب على حسابه في منصة (X): "في إطار الجهود المستمرة التي يقودها الوسطاء، تم التوصل إلى تفاهم بين الطرفين يقضي بأن تقوم حركة حماس بتسليم الرهينة أربيل يهودا واثنين من الرهائن قبل يوم الجمعة القادم".


وأضاف: "كما ستقوم حماس بتسليم ثلاثة رهائن إضافيين يوم السبت، بالإضافة إلى تقديم معلومات عن عدد الرهائن الذين سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق".


ولكن حتى مع اتهام كل جانب للآخر بالتراجع عن صفقاته، كما يقول المحللون، فإن لدى كل الأطراف الرغبة في الحفاظ على الهدنة ، والتغاضي مؤقتًا عن تجاوزات الطرف الآخر.


ورغم غضب حزب الله من إسرائيل لإبقاء قواتها في جنوب لبنان، "فإنه لا يريد أن يخاطر بهجوم إسرائيلي مدمر إذا جدد ضرباته الصاروخية على المدن الإسرائيلية. كما تريد حماس الاحتفاظ بالسلطة في غزة وتخاطر بفقدانها إذا عادت الحرب. وتحتاج إسرائيل إلى الحفاظ على الترتيب الحالي في غزة لفترة كافية لتحرير ما لا يقل عن عشرين رهينة آخرين. كما بدا القادة الإسرائيليون حريصون على استرضاء الرئيس ترامب، الذي خاض حملته الانتخابية على وعد بالحفاظ على السلام في الشرق الأوسط" بحسب نيويورك تايمز.


أما بالنسبة للبنان، فقد أعلن البيت الأبيض أن الهدنة هناك سيتم تمديدها حتى 18 شباط، رغم عدم وجود تعليق فوري من إسرائيل أو حزب الله. وأكد مكتب رئيس الوزراء اللبناني التمديد.


وتنسب نيويورك تايمز إلى آرون ديفيد ميلر، المفاوض الأميركي السابق في محادثات السلام في الشرق الأوسط قوله، "إنهم سوف ينجحون في الأسابيع القليلة المقبلة - وما بعد ذلك هو مجرد تخمين، حيث أن هذه اتفاقيات تعتمد على أن يمنح كل جانب الآخر قدراً معيناً من التقدير والهامش للمناورة".


وقد سمح هذا الحيز للمناورة في نهاية المطاف لكلا الهدنتين (في لبنان وغزة) بالثبوت  خلال عطلة نهاية الأسبوع، حتى مع قيام قوات الاحتلال الإسرائيلية بإطلاق النار وقتل المدنيين في لبنان وغزة الذين كانوا يحاولون العودة إلى المناطق التي لا تزال تحت سيطرة إسرائيل.


وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن 22 شخصاً قتلوا بنيران إسرائيلية في جنوب لبنان، فيما قالت وكالة وفا الفلسطينية إن شخصاً واحداً قتل في غزة بينما تجمعت حشود كبيرة في المكانين بالقرب من القوات الإسرائيلية، مطالبين بالعودة إلى ديارهم.


ولكن بحلول صباح يوم الاثنين، بدا أن المواجهة في غزة قد هدأت. وفي لبنان، أصدر حزب الله بياناً أشاد فيه بالسكان الذين يحاولون العودة ودعا القوى الأجنبية إلى إجبار إسرائيل على الانسحاب. ولكن حزب الله لم يستأنف إطلاق الصواريخ.


ويقول المحللون إن حزب الله من غير المرجح أن يخاطر بمزيد من الخسائر في حين يتم القضاء على قياداته وإضعاف راعيته، إيران. كما تم إغلاق طريق إمداد الأسلحة الرئيسي للحزب، عبر سوريا، في كانون الأول عندما أطاح المتمردون بالرئيس السوري بشار الأسد، حليف حزب الله.


وتقول حنين غدار، المحللة اللبنانية في "معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى" في واشنطن ، وهي مجموعة بحثية في الشؤون الخارجية، وأحد أهم واجهات اللوبي الإسرائيلي في العاصمة الأميركية ، إن قادة حزب الله "لا يزالون يمتلكون بعض الصواريخ، ولديهم بعض البنادق، ويمكنهم فعل شيء ما". وتضيف غدار لنيويورك تايمز: "لكن هذا عمل انتحاري إذا فعلوا ذلك، لأنهم يعرفون أن أي نوع من الهجوم من قبل حزب الله في إسرائيل يعني أن إسرائيل سوف تستغل الفرصة للعودة بكامل قوتها وإبادة ما تبقى منهم".


وقالت غدار إن حزب الله ربما يكون حذرا أيضا من فقدان الدعم بين قاعدته الشيعية، وخاصة في الانتخابات البرلمانية العام المقبلة. لقد دفع المجتمع الشيعي في لبنان الثمن الأكبر لقرار حزب الله بخوض الحرب مع إسرائيل في تشرين الأول 2023 تضامنا مع حليفته حماس. وتحملت القرى والبلدات الشيعية في جنوب لبنان العبء الأكبر من الحملة الجوية والغزو البري الإسرائيلي الذي أعقب ذلك.


ونظرا لأن احتمال استئناف حزب الله للقتال أقل، فإن وقف إطلاق النار في غزة يعتبر الأكثر هشاشة بين الهدنتين وفق الخبراء. ولكن من غير المتوقع أن يواجه أكبر اختبار ضغط له حتى بداية آذار، عندما يتعين على حماس وإسرائيل أن تقررا ما إذا كانا سيمددان الاتفاق إلى ما بعد الهدنة الأولية التي تستمر 42 يوما.


في الوقت الحالي، أشارت إسرائيل إلى أنها تريد الحفاظ على وقف إطلاق النار لدعم تدفق الإفراج عن الرهائن. لكن التمديد يتطلب موافقة الجانبين على إنهاء دائم للحرب - وهو الجسر الذي بدا رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو غير راغب في عبوره، حيث تعتمد حكومة نتنياهو الائتلافية على المشرعين اليمينيين المتطرفين الذين يسعون إلى فرض سيطرة إسرائيلية دائمة على غزة، وقد تنهار إدارته إذا انتهت الحرب مع بقاء حماس في السلطة.


وتسمح شروط الاتفاق ببعض المرونة. يمكن أن تستمر الهدنة بعد علامة 42 يومًا طالما ظل الجانبان يتفاوضان حول ما إذا كان ينبغي جعل الترتيب دائمًا.


لكن وسائل إعلام أميركية مختلفة تنسب لمسؤولين إسرائيليين قولهم أنهم لن يظلوا عالقين في مفاوضات لا نهاية لها بلا جدوى، وخاصة إذا توقفت حماس عن إطلاق سراح الرهائن. ومن غير المرجح أن تستمر حماس في إطلاق سراح الرهائن، ورقة المساومة الرئيسية لديها، دون وعد إسرائيلي بوقف الأعمال العدائية بشكل دائم.


وحول هذه النقطة، تنسب نيويورك تايمز إلى مخيمر أبو سعدة، وهو عالم سياسي فلسطيني من غزة: "حماس تريد وقف إطلاق النار ولكن ليس بأي ثمن. إنهم يريدون وقف إطلاق النار الذي ينهي الحرب".


إن الكثير قد يعتمد على استعداد الرئيس ترامب لإقناع نتنياهو بالتوصل إلى هدنة أكثر استدامة. وكانت الرسائل الخاصة التي أرسلها ترامب إلى رئيس وزراء إسرائيل حاسمة في صياغة المرحلة الأولية، ولكن يبقى أن نرى ما إذا كان الرئيس الأمريكي سيحافظ على هذا الموقف بعد بضعة أسابيع.


وقال أبو سعدة: "إذا نجح نتنياهو في إقناع ترامب بالحاجة إلى تجديد الحرب، فمن المحتمل أن تتجدد الحرب. إذا أوفى ترامب بوعده بأنه لا يريد أي حروب ويريد المزيد من السلام - سواء كان ذلك في غزة أو أوكرانيا أو في جميع أنحاء العالم - فهذا أمر مختلف".

دلالات

شارك برأيك

وقف إطلاق النار في غزة ولبنان يبدو هشا، لكن كل الأطراف تريد استمراره

المزيد في عربي ودولي

أسعار العملات

الثّلاثاء 28 يناير 2025 12:16 مساءً

دولار / شيكل

بيع 3.61

شراء 3.6

دينار / شيكل

بيع 5.09

شراء 5.08

يورو / شيكل

بيع 3.77

شراء 3.76

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%55

%45

(مجموع المصوتين 513)