أقلام وأراء
الأربعاء 13 أبريل 2022 1:41 مساءً - بتوقيت القدس
التواصل الاجتماعي عامل مقاوم فلسطيني
بقلم:د. أسعد عبد الرحمن
تسود العالم اليوم حالة عامة من الرؤية الواضحة والواسعة مختلفة عما كان يدور من تزوير حقائق كثيرة بعد أن كانت السيطرة من جهة واحدة على بث ما تريده وإخفاء الشكل الآخر للصورة. وبالذات في فلسطين، وتحت الاحتلال، باتت “وسائط التواصل الاجتماعي” تتيح رؤية أوضح وأقوى عما يدور على الأرض من جرائم ومقارفات إسرائيلية، وما يحدث من انتهاكات واضحة ضد الشعب الفلسطيني.
العالم اليوم، شاهد فيديوهات تحصد مشاهدات بالملايين لعمليات اغتيال الأطفال وعائلات بأكملها في قطاع غزة خلال الغارات الإسرائيلية، وفيديوهات تبين وحشية الاحتلال وقطعان “مستوطنين” في سلبه لأراضي ومنازل الفلسطينيين في القدس المحتلة ومدن الضفة الغربية، والعنف غير المبرر في مدن فلسطين 48، حيث أوصلت “وسائل التواصل الاجتماعي” حقيقة الاحتلال لكثير ممن كانوا لا يرون سوى الرواية الإسرائيلية ولا يعرفون ما هي القضية الفلسطينية. كما لاقت فلسطين تأييدا واسعا من فنانين وأدباء وقادة وحكومات وشعوب، مع إصدارهم مواقف تدين الاحتلال الإسرائيلي ومواقفه ضد الفلسطينيين، وسط مشاركات ومشاهدات بأرقام عالية. وبذلك، باتت “وسائط التواصل الاجتماعي” تلعب دورا هاما في المواجهة الدائرة على فلسطين التاريخية.
لقد أصبحت تطبيقات الفيديو وعلى رأسها “تيك توك”، بسبب السياسة المعادية التي تنتهجها تطبيقات أخرى ضد القضية الفلسطينية، منصة رئيسية لمشاركة الأخبار، وهو الموقع الصيني الذي يتمتع بجمهور واسع، معظمهم من الشباب، مع ما يقدر بنحو 700 مليون مستخدم نشط شهريًا في جميع أنحاء العالم، حيث انتشرت صور إطلاق الصواريخ في عمق الدولة الصهيونية، والدمار في غزة، والاحتجاجات الفلسطينية، حيث نجح بحق بنقل تفاصيل الصراع إلى شاشات هواتف الناس في جميع أنحاء العالم. ويكفي مثلا أن هاشتاغ #SaveSheikhJarrah الذي نشر على وسائل التواصل الاجتماعي، حصد في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها 44 مليون مشاهدة عبر “تيك توك” فقط.
وفي محاولات الاحتلال الاستفادة من أدواته الإلكترونية ووسائل الإعلام الأجنبية المؤيدة وقوته الإعلامية في العالم أجمع، نجح الفلسطينيون في نشر فيديوهات تتحدث عن قصص تهجيرهم من بيوتهم وقصف منازلهم واعتقال عائلاتهم وأصدقائهم، بل هم حقيقة وثقوا قصص محاولات المستعمرين/ “المستوطنين” إدعاء ملكية ما يخص الفلسطينيين. وعليه، نجح الشباب الفلسطيني بحشد الدعم العالمي مع القضية الفلسطينية العادلة، مستغلا كافة امتيازات هذه الوسائل وبأشكال متنوعة، منها على سبيل المثال نشر رسوم كاريكاتورية وتمثيل مقاطع ساخرة استفزازية على تطبيق “تيك توك”، ولجأ إلى القاموس الثقافي والديني للدولة الصهيونية ناشرا نصوصا دينية أو أغان ساعدت في الدعاية والحرب النفسية، فضلا عن الأهم وهو نشر صور لأطفال وعائلات بأكملها استشهدت جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة. ويكفي الرسالة المفتوحة التي وقعتها 680 شخصية عالمية من 75 دولة، إلى الرئيس الأمريكي (جو بايدن) تدعوه إلى المساعدة في إنهاء الهيمنة والقمع المؤسسي الذي تمارسه “إسرائيل” على الشعب الفلسطيني، وإلى حماية حقوق الإنسان الأساسية الخاصة بهم.
الآن، لا يملك أحد ترف تجاهل اللحظة الفلسطينية الكبرى على “وسائل التواصل الاجتماعي”، حيث باتت القضية الفلسطينية بتفاصيلها الدقيقة أمام العالم، توثق الأحداث بصوت وصورة الشباب الفلسطيني بل ومن وجهة نظرهم من خلال الواقع الذي يعيشونه، فأضحى الصوت الفلسطيني هو راوي الأحداث فتعالت الأصوات في العالم رفضا للاحتلال والتهجير والقتل وباتت تناصر الفلسطينيين بعد أن رأت الحقيقة في كل فلسطين التاريخية.
المزيد في أقلام وأراء
منع الدواء والطعام في غزة.. سلاح إسرائيلي قاتل
حديث القدس
رسالة فلسطين في عيد الميلاد
فادي أبو بكر
معركة المواجهة وشروط الانتصار
حمادة فراعنة
احفظوا للمخيم هيبته وعزته وللدم الفلسطيني حرمته
راسم عبيدات
مئوية بيرزيت.. فوق التلة ثمة متسع رحب لتجليات الجدارة علماً وعملاً!
د. طلال شهوان ، رئيس جامعة بيرزيت
لجنة الإسناد.. بدها إسناد!
ابراهيم ملحم
من التغريد إلى التأثير .. كيف تصنع المقاطعة الرقمية مقاومة شعبية فعالة
مريم شومان
الحسم العسكري لغة تبرير إسرائيلية لمواصلة قتل الفلسطينيين
حديث القدس
سعيد جودة طبيب جراحة العظام في مشفى كمال عدوان شهيداً
وليد الهودلي
بوضوح.. الميلاد في زمن الإبادة الجماعية
بهاء رحال
ولادة الشهيد الأول
حمادة فراعنة
(الْمَجْدُ لِلّهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلامُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ)
حديث القدس
اعتقال المسيح على حاجز الكونتينر
عيسى قراقع
ما الذي يحدث في جنين، ولماذا الآن، وما العمل؟
هاني المصري
ما يجري في جنين يندى له الجبين
جمال زقوت
شرق أوسط نتنياهو لن يكون
حمادة فراعنة
في ربع الساعة الأخير للإدارة الموشكة على الرحيل!
حديث القدس
العام الثلاثون.. حلم جميل وواقع أليم
الأب إبراهيم فلتس نائب حارس الأراضي المقدسة
بلورة استراتيجيات للتعامل مع الشخصيّة المزاجية – القنبلة الموقوتة
د. غسان عبدالله
من الطوفان إلى ردع العدوان.. ماذا ينتظر منطقتنا العربية؟ الحلقة الثانية
زياد ابحيص
الأكثر تعليقاً
اعتقال المسيح على حاجز الكونتينر
ما الذي يحدث في جنين، ولماذا الآن، وما العمل؟
دويكات: أجندات خارجية لشطب المخيمات الشاهد الحي على نكبة شعبنا
مقتل عنصر من الأجهزة الأمنية في الأحداث المستمرة بجنين
مقتل أحد عناصر الأجهزة الأمنية خلال الأحداث المتواصلة في جنين
نابلس: تشيع جثمان شهيد الواجب الوطني الرقيب أول مهران قادوس
مصطفى يبحث مع خارجية قبرص الرومية إنهاء الإبادة الإسرائيلية بغزة
الأكثر قراءة
ما الذي يحدث في جنين، ولماذا الآن، وما العمل؟
مقتل أحد عناصر الأجهزة الأمنية خلال الأحداث المتواصلة في جنين
العام الثلاثون.. حلم جميل وواقع أليم
اعتقال المسيح على حاجز الكونتينر
تحديات كبيرة وانغلاق في الأفق السياسي.. 2025 في عيون كُتّاب ومحللين
الكرملين يكشف حقيقة طلب زوجة بشار الأسد الطلاق
يسوع المسيح مُقمّطاً بالكوفية في الفاتيكان.. المعاني والدلالات كما يراها قادة ومطارنة
أسعار العملات
الأربعاء 25 ديسمبر 2024 9:36 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.65
شراء 3.64
دينار / شيكل
بيع 5.15
شراء 5.13
يورو / شيكل
بيع 3.8
شراء 3.77
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%57
%43
(مجموع المصوتين 305)
شارك برأيك
التواصل الاجتماعي عامل مقاوم فلسطيني