فلسطين
الأحد 12 يناير 2025 8:16 صباحًا - بتوقيت القدس
الحاوي استنفد ذخيرة ألاعيبه.. اقتربت..!
رام الله -خاص بـ"القدس" دوت كوم
د. قصي حامد: الإدارة الأمريكية ترى في الصفقة مصلحة استراتيجية لتحقيق تقدم بالملفات الإقليمية وتعزيز مكانة إسرائيل بالشرق الأوسط
فراس ياغي: الضغوط الأمريكية المتزايدة لإبرام الصفقة قبل دخول ترمب إلى البيت الأبيض قد تجعل محاولات نتنياهو للعرقلة غير مجدية
سليمان بشارات: تصاعد الغضب الشعبي الإسرائيلي قد يُجبر نتنياهو على تقديم تنازلات لتحقيق صفقة تضمن وقف النار حتى لو كانت جزئية
د. سعد نمر: نتنياهو يحاول كسب الوقت وفي حال تم تنفيذ وقف النار لمدة 60 يوماً فسيكون استئناف الحرب خياراً صعباً على إسرائيل
نزار نزال: نتنياهو يسعى للتوصل إلى هدنات قصيرة المدى يتم خلالها إطلاق عدد من المحتجزين الإسرائيليين يعقبها تصعيد عسكري جديد
عدنان الصباح: الحديث عن قرب إبرام صفقة لتبادل الأسرى ووقف العدوان على غزة ليس أكثر من وهم.. والمنطقة أمام حرب استنزاف طويلة
في ظل الحديث عن اقتراب إبرام صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، تقف الأمور عند مفترق طرق بين المؤشرات الإيجابية التي تشير إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق قريب وضغوط متزايدة على الأطراف، وبين شكوك عميقة حول جدية إسرائيل في تقديم التنازلات المطلوبة.
ويرى كتاب ومحللون سياسيون ومختصون وأساتذة جامعات، في أحاديث منفصلة لـ"ے"، أن الجهود الدولية، خاصة من الولايات المتحدة ووسطاء مثل قطر ومصر، تُظهر اهتماماً كبيراً بتحقيق تقدم ملموس قبل دخول الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب البيت الأبيض، مشيرين إلى أن الإدارة الأمريكية ترى في الصفقة مصلحة استراتيجية لتحقيق تقدم في الملفات السياسية الإقليمية وتعزيز مكانة إسرائيل في الشرق الأوسط.
ويرون أنه ومع ذلك، يبقى الغموض سيد الموقف، حيث تواجه الصفقة عقبات متعددة، أبرزها الاختلاف الجوهري بين رؤية المقاومة الفلسطينية التي تصر على انسحاب كامل من القطاع ووقف الحرب، وبين توجهات إسرائيل، المدعومة أمريكياً، التي تسعى إلى فرض شروط استسلامية على الشعب الفلسطيني، مشيرين إلى التعنت الإسرائيلي، ممثلاً في محاولات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عرقلة الصفقة، يثير مخاوف من فشل المفاوضات، لكن تعنت نتنياهو قد يصطدم مع الضغوط الداخلية المتزايدة عليه من الشارع الإسرائيلي وزعماء المعارضة، فيما لفتوا إلى أن فشل الصفقة قد يؤدي إلى استمرار حرب استنزاف طويلة الأمد، ليس فقط في غزة، بل قد تمتد إلى مناطق أخرى، في ظل سياسة إدارة ترمب المرتقبة.
التحذير من التفاؤل المفرط باقتراب إبرام الصفقة
يشير أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس المفتوحة د.قصي حامد إلى أن المعطيات الحالية تفيد باقتراب إبرام صفقة تبادل الأسرى ووقف الحرب في قطاع غزة، لكن حامد يحذر من التفاؤل المفرط، نظراً للتجارب السابقة التي شهدت إخفاقات في التوصل إلى اتفاق ينهي التصعيد بشكل شامل، ما يدعو إلى الحذر عند التعامل مع هذه التطورات.
ويوضح حامد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواجه ضغوطاً متزايدة من زعماء الأحزاب السياسية الإسرائيلية، الذين ينتقدون جدوى استمرار وجود الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، ويعتبرون البقاء في غزة مجازفة تهدد حياة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس، إضافة إلى احتمال تكبد خسائر بشرية على المدى البعيد في صفوف الجيش الإسرائيلي.
إلى جانب الضغوط الداخلية، يرى حامد أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، والرئيس المنتخب دونالد ترمب، يضغطان بشكل متزايد على نتنياهو لإبرام الصفقة قبل تولي الأخير الحكم في العشرين من الشهر الجاري.
ويشير حامد إلى أن ترمب يرى في الصفقة مصلحة لتحقيق تقدم في الملفات السياسية الإقليمية، بما في ذلك تعزيز مكانة إسرائيل في الشرق الأوسط.
ويشير حامد إلى أن نتنياهو يبدو أنه تلقى تطمينات من الإدارة الأمريكية بأنه لن يسمح بعودة حماس إلى حكم قطاع غزة، علاوة على تثبيت الأمر الواقع في الضفة الغربية، بما في ذلك فرض السيادة الإسرائيلية وضم أجزاء من الضفة الغربية، كما أن ترامب سيكون سخياً في تقديم الدعم لإسرائيل في هذا السياق، مما يشجع نتنياهو على المضي قدماً في صفقة التبادل.
ويشير حامد إلى أن نتنياهو يراهن على دعم أمريكي متزايد لاستقطاب المزيد من الدول العربية نحو التطبيع مع إسرائيل، وتعزيز مكانتها الإقليمية، وبالتوازي، يسعى إلى التعامل مع الملف الإيراني بجدية، بما في ذلك تقييد نفوذها الإقليمي عبر أذرعها في لبنان واليمن، ومنع تطوير برنامجها النووي، ولأجل ذلك قد يدفع نحو تحقيق الصفقة.
ويشير حامد إلى أن السيناريو المثالي لإسرائيل يتضمن إبرام صفقة تُخرج أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، مع استمرار التواجد العسكري الإسرائيلي في محاور استراتيجية من القطاع، كما تسعى إسرائيل لضمان حرية العمل العسكري داخل غزة في أي وقت تراه مناسباً، وعدم عودة حماس إلى الحكم أو السيطرة على القطاع، لكن ذلك يصطدم بعقبات ميدانية كبيرة.
ويوضح حامد أن إسرائيل تحاول تطبيق نموذج مشابه لاتفاقها مع حزب الله في جنوب لبنان، بحيث تؤجل الانسحاب الكامل من غزة إلى أبعد مدى ممكن، مع استمرار العمليات العسكرية بشكل محدود لضمان تقويض قدرات حماس العسكرية.
ويؤكد حامد أن حركة حماس لا تزال متمسكة بشروطها، التي تتضمن انسحاباً إسرائيلياً كاملاً من قطاع غزة، ووقف الحرب، وتبادل الأسرى، كما تطالب حماس بضمان إعادة إعمار القطاع وعودة النازحين إلى مناطقهم، إضافة إلى إدخال المساعدات الإنسانية اللازمة.
ويشير حامد إلى أن حماس تسعى لضمان انسحاب تدريجي لإسرائيل خلال المراحل المختلفة من الاتفاق، بحيث ينتهي الوجود العسكري الإسرائيلي في القطاع مع انتهاء المرحلة الثالثة من الاتفاق.
وفي حال فشل المفاوضات، يرى حامد أن الضغوط ستستمر على الجانبين، خاصة من قبل الوسطاء الدوليين والإدارة الأمريكية، لإتمام الصفقة.
ويؤكد حامد أن العالم، خاصة الولايات المتحدة، لديه مصلحة في إنهاء الحرب، وضمان تبادل الأسرى، والانسحاب التدريجي لإسرائيل من غزة، لتحقيق الاستقرار في المنطقة، لكن ذلك مرهون بمدى استعداد إسرائيل لتقديم تنازلات، وعلى قدرة الوسطاء الدوليين على تقريب وجهات النظر بين الطرفين.
دور أمريكي محوري في دفع حكومة نتنياهو نحو الاتفاق
يرى الكاتب والمحلل السياسي فراس ياغي أن هناك مؤشرات قوية على قرب إبرام صفقة لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة خلال الأيام القليلة المقبلة.
ويشير ياغي إلى أن الضغوط الأمريكية، سواء من إدارة بايدن أو ترمب، تلعب دوراً محورياً في دفع حكومة نتنياهو نحو الاتفاق، إلى جانب جهود الوسطاء، خاصة مصر وقطر، لتسهيل المحادثات.
بحسب ياغي، تتجه الصفقة إلى أن تكون شاملة ومقسمة على ثلاث مراحل مترابطة، وتشمل المرحلة الأولى وقف إطلاق النار لمدة محددة، وإطلاق سراح دفعة من الأسرى الإسرائيليين، مقابل إدخال مساعدات إنسانية وبدء عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة.
ووفق ياغي، تستمر المفاوضات خلال هذه المرحلة للوصول إلى المرحلة الثانية، التي تتضمن إطلاق دفعات إضافية من الأسرى الإسرائيليين مقابل انسحاب تدريجي لإسرائيل من القطاع، وصولاً إلى المرحلة الثالثة التي تهدف لإنهاء الحرب تماماً وإعادة إعمار القطاع.
ويؤكد ياغي أن مصر وقطر تلعبان دوراً حيوياً في تقديم ضمانات لضمان ارتباط المراحل الثلاث ببعضها، بما يحقق أهداف الطرفين.
ومع ذلك، يشير ياغي إلى أن حركة حماس لا تزال متمسكة بمطالبها الأساسية، بما في ذلك الانسحاب الكامل لإسرائيل من القطاع، ووقف الحرب بشكل نهائي، إضافة إلى ضمانات لعودة النازحين وإعادة الإعمار.
ويلفت إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحاول عرقلة الصفقة، لأنه يرى أن إنهاء الحرب في غزة قد يضر بائتلافه الحاكم، كما أن زعماء من داخل الحكومة، مثل بتسلئيل سموتريتش، يطالبون بخطة لفرض حصار شامل على غزة بعد دخول ترمب إلى البيت الأبيض، مع وضع شروط إسرائيلية قاسية على إدخال المساعدات الإنسانية، وطرح مقترحات لترحيل سكان شمال القطاع.
ومع ذلك، يوضح ياغي أن الضغوط المتزايدة من إدارة ترامب، التي تريد تحقيق تقدم ملموس وإبرام الصفقة قبل دخوله إلى البيت الأبيض، قد تجعل محاولات نتنياهو لعرقلة الصفقة غير مجدية.
ويلفت ياغي إلى أن مبعوث ترمب للمنطقة بدأ يدرك أن نتنياهو هو الطرف المعطل للمفاوضات، وليس المقاومة الفلسطينية.
ويؤكد أن إدارة ترمب لديها أولويات تتجاوز دعم إسرائيل، خاصة مع شعار "أمريكا أولاً" الذي يرفعه ترمب، والذي يعكس تراجع الحماسة لتقديم مساعدات خارجية، سواء لإسرائيل أو لأي طرف آخر، وفي ظل الأزمات الداخلية في الولايات المتحدة، مثل حرائق مدينة "لوس انجلوس"، يتزايد الضغط على نتنياهو للمضي قدماً في الصفقة لتخفيف العبء على الإدارة الأمريكية.
ويشير ياغي إلى أن المعارضة الإسرائيلية وبعض رؤساء الأجهزة الأمنية أبلغوا إدارة ترامب أن نتنياهو هو المسؤول عن تعطيل الصفقة، ومع وجود دعم شعبي واسع لإعادة الأسرى الإسرائيليين، يجد نتنياهو نفسه في موقف صعب داخلياً وخارجياً.
ويحذر ياغي من أن فشل الصفقة سيؤدي إلى نتائج كارثية، أبرزها استمرار الحرب، وربما اتخاذ إسرائيل قراراً ضمنياً بالتخلي عن أسراها في غزة، وهذا السيناريو قد يدفع نحو تصعيد عسكري غير مسبوق، ويُرجح أن يؤدي إلى احتلال دائم لقطاع غزة، وهو ما يثير قلق الجيش الإسرائيلي بشكل كبير.
ويشير ياغي إلى أن المرونة التي تبديها المقاومة الفلسطينية، وسعيها لسحب الذرائع من يد نتنياهو، تعزز من فرص نجاح الصفقة، ومع ذلك، يبقى نجاحها مرهوناً بمدى قدرة الأطراف الدولية والوسطاء على تجاوز العراقيل التي يضعها نتنياهو لتحقيق مصالحه السياسية.
تفاهمات بين الوسطاء الدوليين وحماس لتجاوز العقبات
يرى الكاتب والمحلل السياسي سليمان بشارات أن التطورات الأخيرة على الأرض تشير إلى اقتراب توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.
ويوضح بشارات أن هناك مجموعة من المؤشرات الأساسية تدفع بهذا الاتجاه، أبرزها الرسائل التي نقلتها قطر إلى الجانب الإسرائيلي، والتي تتضمن إشارات واضحة من حركة حماس حول إمكانية تقريب وجهات النظر بشأن عدة نقاط خلافية، بما في ذلك آليات تنفيذ الاتفاق وقائمة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة.
ويرى بشارات أن هناك تفاهمات واضحة بين الوسطاء الدوليين وحركة حماس لتجاوز العقبات التي قد تعرقل المفاوضات.
ويشير بشارات إلى أن الفيديوهات التي أظهرت الأسرى الإسرائيليين في غزة كان لها تأثير كبير في الداخل الإسرائيلي، ما وضع نتنياهو أمام خيارين: إما المضي في الاتفاق لتجنب غضب الشارع الإسرائيلي، أو الاستمرار في التصلب، مما قد يؤدي إلى تصعيد داخلي وإقليمي.
ويعتقد بشارات أن الشارع الإسرائيلي، رغم السيطرة الأيديولوجية التي فرضها نتنياهو في مراحل سابقة، وصل الآن إلى نقطة لا يمكن معها تحمل استمرار الأزمة بدون نتائج ملموسة، حيث أن تصاعد الغضب الشعبي الإسرائيلي قد يجبر نتنياهو على تقديم تنازلات لتحقيق صفقة تضمن وقف إطلاق النار حتى لو كانت جزئية.
ويشير بشارات إلى أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب يسعى جاهداً لدخول البيت الأبيض بعد إنهاء الحرب في غزة أو تحقيق تقدم ملموس على صعيد وقف إطلاق النار، وهذا التوجه يبدو أنه يحظى بدعم من إدارته، التي ترى أن إنهاء الصراع الحالي يمثل خطوة ضرورية لترجمة الإنجازات العسكرية الإسرائيلية إلى نتائج سياسية ملموسة.
ويلفت إلى أن تصريحات المسؤولين الأمريكيين تؤكد أن الحلول السياسية هي الخيار المفضل بدلاً من الحلول العسكرية، خاصة مع إصرار إدارة ترامب على الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين كجزء أساسي من الاتفاق.
وفقاً لبشارات، فإن إسرائيل تتجه الآن نحو التحضير لمواجهة استراتيجيات بعيدة المدى تتعلق بالملف الإيراني.
ويرى بشارات أن التركيز الإسرائيلي على الضربات الجوية في اليمن هو جزء من تمرينات أولية تهدف إلى الاستعداد لتوجيه ضربات بعيدة المدى، بما في ذلك احتمال استهداف البرنامج النووي الإيراني.
ويشير بشارات إلى أن إسرائيل تسعى لفكفكة الملفات الأخرى، مثل ملف غزة، قبل التركيز على أهدافها الاستراتيجية طويلة المدى، التي تشمل مواجهة التهديد الإيراني.
ويلفت إلى أن الرسائل التي نقلت عبر الوسيط القطري تكشف عن تجاوز الخلافات المتعلقة بالمرحلية في تنفيذ الاتفاق، مما يشير إلى إمكانية الوصول إلى اتفاق شامل يتم تنفيذه على مراحل، مؤكدا أن قبول إسرائيل بربط المراحل ببعضها البعض يمثل إنجازاً مهماً في هذه المرحلة.
وفي حال فشل التوصل إلى اتفاق وإبرام صفقة، يرى بشارات أن ذلك سيشكل معضلة كبيرة لإدارة ترامب ولحكومة نتنياهو، بالنسبة للإدارة الأمريكية، فإن الفشل سيظهرها في موقف ضعيف وساذج سياسياً، وهو ما لن يسمح به ترمب الذي يضع ثقله خلف إنجاح هذه المفاوضات، أما بالنسبة لنتنياهو، فإن الفشل قد يؤدي إلى تغيرات كبيرة في المزاج الشعبي الإسرائيلي، ما قد يضعفه سياسياً ويهدد المكاسب التي حققها خلال السنوات الماضية.
ويرى بشارات أن نتنياهو يدرك أن تحقيق صفقة ناجحة يمثل فرصة لتعزيز سيطرته السياسية وتأمين مستقبله السياسي، خاصة بعد نجاحه في إعادة تشكيل المؤسسات والمجتمع الإسرائيلي بما يخدم أجندته.
ويشير بشارات إلى أن جميع المؤشرات تدفع باتجاه بلورة اتفاق قريب لوقف إطلاق النار، لكن نجاح هذا الاتفاق يعتمد بشكل كبير على قدرة المقاومة الفلسطينية على تثبيت مطالبها الأساسية، وعلى المرونة التي قد تبديها إسرائيل في تجاوز العقبات المتبقية، ومع ذلك، يبقى مصير الاتفاق مرهوناً بالتطورات الإقليمية والدولية وبحسابات إسرائيل وأمريكا المتعلقة بمصالحهما الاستراتيجية.
جهود للإسراع في إبرام الصفقة لتقديمها كهدية لترمب
يتوقع أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت د.سعد نمر أن صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة قد تُنجز خلال الأيام العشرة المقبلة.
ويوضح نمر أن السبب الرئيسي وراء الإسراع في إبرام الصفقة هو تقديمها كهدية للرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، قبيل توليه منصبه في العشرين من الشهر الجاري، حيث إن نتنياهو يسعى لتوظيف هذه الصفقة سياسياً ليظهر بأنها تمت تحت إشرافه وبالتزامن مع وصول ترمب للبيت الأبيض.
ويشير نمر إلى أن الولايات المتحدة تلعب دوراً كبيراً في هذه الصفقة، حيث أرسل ترمب مبعوثاً خاصاً لمتابعة المفاوضات في الدوحة، ما يعكس الاهتمام الأمريكي الكبير بإنجازها، كما أن إدارة بايدن، بدورها، تضغط على نتنياهو لإنهاء الحرب وإبرام اتفاق يُظهر جدية التحركات الأمريكية في المنطقة.
ويؤكد نمر أن إسرائيل وافقت على الصفقة من حيث المبدأ، إلا أن نتنياهو وضع شرطاً جديداً قبل يومين لتمديد المفاوضات، بهدف إتمامها في توقيت يتناسب مع مصالحه السياسية، إذ إن هذا التمديد يُظهر رغبة نتنياهو في كسب الوقت ليُظهر الصفقة كإنجاز سياسي كبير قبيل دخول ترمب البيت الأبيض.
ووفقاً لنمر، فإنه بحسب ما رشح عن المفاوضات، تتضمن الصفقة وقف إطلاق نار لمدة 60 يوماً، يتم خلالها تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق، والتي تشمل إطلاق سراح بعض الأسرى الإسرائيليين مقابل فتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية، وبدء عودة النازحين إلى شمال غزة، وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين وإسرائيليين، وفي هذه الفترة، ستُجرى مفاوضات بشأن المرحلة الثانية، التي تتضمن إطلاق بقية الأسرى الإسرائيليين مقابل انسحاب إسرائيلي كامل من قطاع غزة، مع ترتيبات لإنهاء الحرب.
ويشير نمر إلى أن إسرائيل تسعى لتجزئة الصفقة إلى ثلاث مراحل، ما يعكس رغبة نتنياهو في تقليل التنازلات التي قد يُنظر إليها كضعف داخلياً، وفي الوقت ذاته، تأمين مكاسب سياسية تدريجية.
ويوضح نمر أن التقارير الإسرائيلية الأخيرة أكدت أن القضاء على المقاومة الفلسطينية أمر مستحيل، مشيرة إلى أن حماس تمتلك نحو 20 ألف مقاتل، إضافة إلى ما بين 4-5 آلاف مقاتل من الفصائل الأخرى، ورغم وجود الجيش الإسرائيلي في معظم مناطق القطاع، تستمر المقاومة في إطلاق الصواريخ، ما يؤكد قدرتها على الصمود واستمرارها في السيطرة على الأرض.
ويلفت نمر إلى أن الجيش الإسرائيلي نفسه رفع تقارير للقيادة السياسية، أبرزها لرئيس الوزراء نتنياهو، تتساءل عن جدوى استمرار الحرب دون وجود رؤية واضحة أو أهداف محددة، في ظل الاستنزاف اليومي الذي تتعرض له القوات الإسرائيلية.
داخلياً، يُواجه نتنياهو ضغوطاً كبيرة، إذ تشير الاستطلاعات الإسرائيلية الأخيرة إلى أن 80% من الإسرائيليين يؤيدون إعادة الأسرى المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية. ويرى نمر أن فشل الصفقة سيُعرّض نتنياهو لانتقادات شديدة، خاصة من الشارع الإسرائيلي، الذي بدأ يتململ من استمرار الحرب دون نتائج ملموسة، وفق ما يوضح نمر.
ويعتقد نمر أنه في حال تم تنفيذ وقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً، فإن استئناف الحرب سيكون خياراً صعباً على إسرائيل، خاصة أن الضغوط الدولية والمحلية ستتزايد لإنهاء التصعيد، لافتاً إلى أنه في حال فشل الصفقة، فإن الحرب ستستمر، لكن دون تحقيق أهداف استراتيجية لإسرائيل سوى قتل المدنيين وتدمير المزيد من البنية التحتية، ما سيُفاقم التحديات السياسية لنتنياهو داخلياً.
مؤشرات على فكفكة الألغام والعقد التي كانت تعيق الصفقة
يعتقد الباحث المختص بالشأن الإسرائيلي وقضايا الصراع نزار نزال أن إسرائيل بدأت بتلقي رسائل إيجابية من حركة حماس، ما يشير إلى فكفكة الألغام والعقد التي كانت تعيق التوصل إلى اتفاق، مشيراً إلى أن حركة حماس تمارس تكتيكاً سياسياً مدروساً من خلال تصعيد الضغوط على نتنياهو، ووضع إسرائيل في الزاوية.
ويوضح أن الشارع الإسرائيلي يغلي حالياً، ويهدد بالتصعيد إذا لم يتم التوصل إلى هدنة بحلول العشرين من الشهر الجاري، وهو ما يتزامن مع دخول دونالد ترمب البيت الأبيض.
ويرى نزال أن هذا التوقيت ليس صدفة، بل إنه جزء من استراتيجية المقاومة الفلسطينية التي تهدف إلى إحراج إسرائيل ووضع الكرة في ملعبها.
بحسب نزال، فإن الفترة المقبلة ستشهد على الأرجح التوصل إلى اتفاق هدنة محكومة بفترة زمنية مؤقتة، فإسرائيل، التي تواجه ضغوطًا داخلية هائلة، بدأت بالتجاوب مع الإشارات القادمة من الدوحة.
ويرى نزال أن المرحلة الأولى من الاتفاق ستركز على الجوانب الإنسانية، مثل عودة النازحين وإدخال المساعدات، إلى جانب إطلاق سراح الأسرى، إلا أن العقبة الكبرى أمام المفاوضات تكمن في إصرار المقاومة الفلسطينية على وقف إطلاق النار كليًا والانسحاب الكامل من قطاع غزة، وهو ما ترفضه إسرائيل بشدة، مشيراً إلى أن نتنياهو يعاني من تراجع كبير في شعبيته وسط تصاعد حالة الغضب داخل الشارع الإسرائيلي والجيش.
ويتطرق نزال إلى تصريحات وزير الحرب الإسرائيلي الأخيرة التي تشير إلى عدم رغبة إسرائيل في إنهاء الصراع بشكل شامل، بل تهدف إلى تنفيذ هدنة مؤقتة لتخفيف الضغط الداخلي.
ويرى نزال أن نتنياهو يسعى إلى اتباع استراتيجية تقوم على "الصراع المتقطع"، حيث يتم التوصل إلى هدنات قصيرة المدى يتم خلالها إطلاق عدد من الأسرى الإسرائيليين، يعقبها تصعيد عسكري جديد، معتقداً أن نتنياهو يحاول تقليد تجربة الضفة الغربية في غزة، من خلال استهداف المقاومة الفلسطينية عسكرياً واستخبارياً.
ووفقًا لنزال، فإن هذا النهج يعكس رؤية استراتيجية إسرائيلية طويلة الأمد تهدف إلى تجريد المقاومة من ملفاتها القوية، وأبرزها ملف الأسرى.
ويوضح نزال أن 80% من الإسرائيليين يدعمون التوصل إلى هدنة، ما يزيد من الضغوط على نتنياهو، وفي حال فشل المفاوضات، فإن الشارع الإسرائيلي قد يشهد انفجاراً واسعاً، خاصة أن نتنياهو لم يعد يمتلك المساحة الكافية للمناورة السياسية.
ويرى نزال أن فشل التوصل إلى اتفاق قد يؤدي إلى تشكيل كتلة برلمانية جديدة بقيادة نفتالي بينيت، ما يهدد عمق نتنياهو الانتخابي.
نزال يؤكد أن التوصل إلى اتفاق شامل يواجه تعقيدات كبيرة بسبب رفض إسرائيل الالتزام بوقف إطلاق النار الكامل والانسحاب الكلي من غزة، في المقابل، فإن حماس تستغل الضغط الداخلي على نتنياهو لتحقيق مكاسب سياسية وإنسانية.
ويرى نزال أن إسرائيل ستكون مضطرة للموافقة على بعض الجوانب الإنسانية، مثل إدخال المساعدات وعودة النازحين، لكنها ستبقى متمسكة بسياسة الهجمات المتقطعة.
ويرجح نزال أن المرحلة المقبلة ستشهد هدنة مؤقتة يتم خلالها معالجة القضايا الإنسانية العاجلة، لكن دون إعلان عن نهاية الحرب بشكل كامل.
ويلفت نزال إلى أنه في حال فشل الاتفاق، فإن غزة قد تواجه عدواناً عسكرياً جديداً، بينما ستشهد إسرائيل تصعيداً في الشارع وضغوطاً على الحكومة.
ويتطرق نزال إلى التحديات الرئيسية في التزام إسرائيل بتنفيذ بنود الهدنة، خاصة وقف إطلاق النار الكامل والانسحاب من غزة، وهو ما تطالب به الفصائل الفلسطينية.
نزال يرى أن تصريحات وزير الحرب الإسرائيلي الأخيرة تهدف إلى تعقيد المفاوضات من خلال التلويح بعدم تسليم قطاع غزة لأي جهة خارجية أو داخلية.
ويعتقد نزال أن نتنياهو يسعى إلى استغلال الهدنة لتقديم نفسه كبطل أمام جمهوره، بينما يستمر في تنفيذ هجمات عسكرية لإضعاف المقاومة الفلسطينية.
المرحلة المقبلة، بحسب نزال، ستشهد صراعاً متقطعاً يتمحور حول إطلاق الأسرى الإسرائيليين مقابل تكتيكات عسكرية تهدف إلى تقويض قوة المقاومة.
لا مؤشرات حقيقية على قرب صفقة التبادل
يرى الكاتب والمحلل السياسي عدنان الصباح أن الحديث عن قرب إبرام صفقة لتبادل الأسرى ووقف الحرب في قطاع غزة ليس أكثر من وهم، مشيراً إلى وجود رؤيتين متناقضتين تماماً بشأن هذه الصفقة: الأولى هي رؤية المقاومة الفلسطينية، التي تسعى إلى تحقيق تبادل للأسرى، ووقف الحرب، ورفع الحصار، وانسحاب الاحتلال من غزة، في مقابل رؤية الاحتلال الإسرائيلي المدعومة أمريكياً، التي تعتبر الصفقة وسيلة لفرض شروط استسلامية على الشعب الفلسطيني.
ويؤكد الصباح أن إبرام صفقة بالمعنى الفلسطيني، أي صفقة تحقق شروط المقاومة، يعني أن أهداف الحرب التي أعلنتها إسرائيل والولايات المتحدة قد فشلت تماماً.
ويشير الصباح إلى أن توقيع اتفاقية تكون المقاومة طرفاً فيها يُعد اعترافاً ضمنياً من الاحتلال بفشل تحقيق أهدافه، وهو ما يجعل تحقيق مثل هذه الصفقة أمراً بعيد المنال.
ويرى الصباح أن المنطقة تتجه نحو حرب استنزاف طويلة الأمد تنتقل من منطقة إلى أخرى، مؤكداً أن أياً من الطرفين لا يبدو مستعداً لرفع الراية البيضاء.
ويلفت الصباح إلى أن إخراج المحتجزين الإسرائيليين وفق صفقة تبادل لن يؤدي إلى وقف الحرب، بل سيعمق معاناة الشعب الفلسطيني ويزيد من تصعيد العدوان الإسرائيلي.
ويتوقع الصباح أن دخول دونالد ترمب البيت الأبيض سيشكل حالة من التصعيد الإقليمي، مشيراً إلى أن ترمب لا يسعى إلى تحقيق السلام بقدر ما يعتمد على لغة القوة والتخويف.
ويرى الصباح أن ترمب يواجه خيارين في تعامله مع القضية الفلسطينية، الأول يتمثل في ممارسة ضغوط مكثفة على قطاع غزة، سواء من خلال وقف المساعدات بشكل كامل أو المشاركة في عمل عسكري بشكل مباشر أو غير مباشر، أما الخيار الثاني، فهو تقديم منح سياسية كبيرة لإسرائيل، مثل الاعتراف الكامل بالضفة الغربية كأراضٍ "يهودا والسامرة" وملك لليهود، بما يعزز المطامع الإسرائيلية في المنطقة، ومن غير المتوقع أن يمارس ترمب أي نوع من الضغوط على دولة الاحتلال، بل على العكس سيواصل دعمه المطلق لها، في إطار سياساته المنحازة لإسرائيل والتي تسعى إلى تعزيز هيمنتها الإقليمية.
ويعتقد الصباح أن سياسة ترمب المتوقعة ستعيد إشعال الصراعات في المنطقة، وستؤدي إلى تفاقم الأزمات، ليس فقط في فلسطين، بل في مناطق أخرى مثل لبنان واليمن، حيث تستهدف إدارة ترمب إشعال جبهات متعددة لتحقيق مصالحها.
دلالات
الأكثر تعليقاً
ارتفاع حصيلة قتلى حرائق لوس أنجلوس إلى 11 شخصا
المالية: سيتم صرف رواتب الموظفين فور تحويل أموال المقاصة
غضب واسع من فشل احتواء حرائق لوس أنجليس
دروس "الطوفان" وارتداداته(2) السياسي يربك الثقافي
الاحتلال يأخذ قياسات 3 منازل في قباطية جنوب جنين
عائلات جنود إسرائيليين تناشد نتنياهو إنهاء الحرب في غزة
رجب: اعتقال 247 من "الخارجين على القانون" في مخيم جنين
الأكثر قراءة
مجلس النواب الأميركي يصوّت بمعاقبة المحكمة الجنائية الدولية
الجيش الإسرائيلي: امرأة وابنها قتلا في "غلاف غزة" في 7 أكتوبر بنيران قواتنا
مقتل سيدة في الأحداث المتواصلة بمخيم جنين
بلينكن: "نحن قريبون جدًا" من اتفاق وقف إطلاق النار وتحرير الرهائن
السعودية ترفض خريطة مزعومة لإسرائيل تضم أراضي عربية
تهديدات نتنياهو وسموتريتش للضفة.. رخصة للتقتيل توطئةً للتهجير
ترمب و"تسوية الحدّ الأدنى" للقضية الفلسطينية: قراءة استشرافية -(الحلقة الأولى)
أسعار العملات
الأربعاء 08 يناير 2025 9:02 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.65
شراء 3.64
دينار / شيكل
بيع 5.15
شراء 5.13
يورو / شيكل
بيع 3.78
شراء 3.77
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%60
%40
(مجموع المصوتين 396)
شارك برأيك
الحاوي استنفد ذخيرة ألاعيبه.. اقتربت..!