أقلام وأراء
الجمعة 13 ديسمبر 2024 10:14 صباحًا - بتوقيت القدس
اليوم الدولي لحقوق الإنسان يكشف بشاعة جرائم الاحتلال الإسرائيلي
حقوق الإنسان منظومة متكاملة ومتأصلة من الحقوق لكامل البشرية، دون أي اعتبار للعرق والجنس والدين واللغة واللون أو غير ذلك من الفوارق المصطنعة بين المجتمعات، فحق الحياة والعيش بكرامة والحصول على الغذاء والتعليم والصحة وحرية التعبير وتقرير المصير، جميعها حقوق فطرية أساسية أقرتها الأخلاق والأديان والتفاهمات والاتفاقيات الدولية ، ولكنها أصبحت اليوم للأسف تُحارب باسم الحقوق المزعومة من جهات تدعي الديمقراطية والإنسانية، وما يجري في فلسطين من البحر إلى النهر من جرائم الاحتلال الوحشية تدلل على أن حقوق الإنسان التي ترعاها المنظمات وبعض الدول هي شعارات وممارسات تخضع لسياسة الكيل بمكيالين، حيث تؤيد بعض الدول قيام إسرائيل بجرائمها تحت شعار "الدفاع عن النفس"، متجاهلة حقوق الآخرين في العيش بسلام.
وبمناسبة الذكرى 76 لليوم الدولي لحقوق الإنسان الذي يتزامن مع إقرار الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بتاريخ 10 كانون الأول/ ديسمبر عام 1948م، ما زالت حقوق الإنسان تنتهك في فلسطين على مرأى ومسمع المنظمات والهيئات التي يفترض بها رعاية حقوق الإنسان، ليعيش العالم حالة مستعصية ليس فقط في مجال غياب حقوق الإنسان بل تغييبها المتعمد، واستغلالها في بعض الأماكن كسلاح لخدمة الأغراض السياسية، وذلك بتوجيه التهمة من البعض لآخرين ممن يتعارضون معهم في المصالح ، وهذا توجه يعتبر غير أخلاقي، ويساهم للأسف في نشر الكراهية والفوضى.
إن اللجنة الملكية لشؤون القدس تؤكد أن ما يجري على يد الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين والقدس، البلاد التي كانت مهد السلام والأديان ومعاهدات الوئام والكرامة الإنسانية، حيث خُطّت في مدنها المقدسة العهدة العمرية، ووثيقة البيعة بتأكيد الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، انتهاكات وجرائم إسرائيلية تستهدف القيم والشرعية الدولية، من خلال ممارسات الإبادة الجماعية التي اشتدت، وتسارعت بعد السابع من أكتوبر عام 2023م، والمتمثلة بالقتل والأسر والتجويع والتشريد والتهجير وتدمير المنازل والمدارس والمستشفيات، ومقار المنظمات الدولية وجمعيات المجتمع المدني التي تقدم الخدمات الإنسانية الاجتماعية.
إن التاريخ الطويل والعريق الذي عاشته منطقتنا في ظل ثقافة حضارتنا العربية والإسلامية، وما اشتملت عليه من تعاليم دينية وممارسات عملية في العلاقات الدولية، نسف على يد رئيس ووزراء الحكومة اليمينية الإسرائيلية المتطرفة وزعماء وقادة وحاخامات الأحزاب الصهيونية المتمسكة بالأساطير التوراتية المزورة، ما يجعل العالم اليوم وبكافة مكونات ومؤسسات المجتمع الدولي أمام تحديات صعبة وخطيرة تهدد دعائم السلام والأمن وحقوق الإنسان وكرامته في العالم، فما نحتاجه اليوم هو قوانين ومبادرات دولية فعالة تلزم إسرائيل بوقف جرائمها، وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، وتطبيق ميثاق حقوق الإنسان، وعلى الإعلام ومؤسسات المجتمع المدني تفعيل دورها في فضح ممارسات الاحتلال، وتوثيق تعدياته والمطالبة بمحاكمة منتهكي حقوق الإنسان من زعاماته، والعمل أيضاً على نشر ثقافة حقوق الإنسان وثقافة حمايتها ورعايتها في المجتمعات المظلومة التي تتعرض للتطهير العرقي، وفي مقدمتها حقوق الشعب الفلسطيني.
وسيبقى الأردن مهما كان الثمن، وبلغت التضحيات، شعباً وقيادة هاشمية صاحبة الوصاية التاريخية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، يتمسك بموقفه الراسخ في دعم حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة العادلة، وسيبقي الأردن رسالة عمّان برمزيتها المرتبطة بالسلام والحقوق رائداً ونموذجاً عالمياً في الدفاع عن حقوق الإنسان.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
حرب ترامب الاقتصادية
حمادة فراعنة
العالم على كف "رئيس"
منظمة التحرير وشرعية التمثيل الوطني في الميزان الفلسطيني !!
محمد جودة
عندما يتحمل الفلسطيني المستحيل
حديث القدس
المشهد الراهن والمصير الوطني
جمال زقوت
الخيار العسكري الإسرائيلي القادم
راسم عبيدات
ترامب في خدمة القضية الفلسطينية!!
د. إبراهيم نعيرات
ما المنتظر من لقاء نتنياهو وترامب؟
هاني المصري
زكريا الزبيدي تحت التهديد... قدّ من جبال فلسطين
حمدي فراج
هل وصلت الرسالة إلى حماس؟
حمادة فراعنة
مجدداً.. طمون تحت الحصار
مصطفى بشارات
بين الابتكار وحكمة التوظيف .. الذكاء الاصطناعي يعمق المفارقات !
د. طلال شهوان - رئيس جامعة بيرزيت
الطريق إلى شرق أوسط متحول: كيف نحافظ على السلام في غزة مع مواجهة إيران
ترجمة بواسطة القدس دوت كوم
عيد الربيع يصبح تراثاً ثقافياً غير مادي للإنسانية
جنيباليا.. مأساة القرن
حديث القدس
لقاء نتنياهو- ترمب ومصير مقترح التطهير العرقي ووقف الإبادة
أحمد عيسى
"الأمريكي القبيح" واستعمار المريخ
د. أحمد رفيق عوض
رافعة لفلسطين ودعماً لمصر والأردن
حمادة فراعنة
"ترمب" والتهجير الخبيث!
بكر أبو بكر
تحويل الضفة إلى غيتوهات
بهاء رحال
الأكثر تعليقاً
من أين جاؤوا بنظرية "الضعيف إذا لم يُهزم فهو منتصر" ؟
ترامب: الولايات المتحدة ستسيطر على قطاع غزة وتصبح مالكة له
استراتجية أم تكتيك؟ تصريحات أبو مرزوق تلقي حجراً في المياه المتدفقة
الرئيس يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لوقف العدوان الإسرائيلي على الضفة الغربية
اقتحامات واعتقالات في الضفة الغربية
الذكاء الاصطناعي في التعليم.. قفزة نحو المستقبل أم تحدٍّ أخلاقي يلوح في الأفق؟
المشهد الراهن والمصير الوطني
الأكثر قراءة
إعلام عبري: نتنياهو يناقش خطط عودة الجيش الإسرائيلي إلى غزة
الشرطة الإسرائيلية تعتقل 432 عاملا فلسطينيا داخل أراضي 1948
ترامب: لا ضمانات لدي أن الهدنة بين إسرائيل وحماس ستصمد
مستعمرون يقتحمون مبنى "الأونروا" في حي الشيخ جراح
ترامب يبحث الثلاثاء مع نتنياهو سيناريوهات التهجير لغزة واحتمال العودة للحرب
مارتن أولينر يدعو إلى دعم خطة ترامب للتهجير.. "سكان غزة لا يستحقون الرحمة"
استراتجية أم تكتيك؟ تصريحات أبو مرزوق تلقي حجراً في المياه المتدفقة
أسعار العملات
الثّلاثاء 28 يناير 2025 12:16 مساءً
دولار / شيكل
بيع 3.61
شراء 3.6
دينار / شيكل
بيع 5.09
شراء 5.08
يورو / شيكل
بيع 3.77
شراء 3.76
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%55
%45
(مجموع المصوتين 560)
شارك برأيك
اليوم الدولي لحقوق الإنسان يكشف بشاعة جرائم الاحتلال الإسرائيلي