قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، يوم الأربعاء، إن الاختراقات السريعة التي حققتها جماعة هيئة تحرير الشام المتطرفة في سوريا تكشف عن تشتيت انتباه أنصار الرئيس بشار الأسد وفق قوله.

وقال بلينكن الذي كان يتحدث للصحفيين عقب اختتام اجتماعات وزراء خارجية دول حلف الناتو، في بروكسل، إن "ما شهدناه في سوريا مع الهجوم الذي شنته هيئة تحرير الشام يعكس حقيقة أن الداعمين الرئيسيين للنظام السوري، سواء روسيا أو حزب الله أو إيران، قد شُغلوا بطرق مختلفة بمشكلات تسببوا فيها بأنفسهم. ويبدو أن هيئة تحرير الشام استغلت هذا الوضع"، ملمحا لانشغال روسيا في أوكرانيا، وإيران وحزب الله في لبنان.

واعتبر وزير الخارجية الأميركي أن الأهم في الوقت الحالي تحقيق خفض التصعيد وضمان حماية المدنيين في جميع أنحاء سوريا".

وأضاف: "وربما الأهم من ذلك الدفع بعملية سياسية تمضي قُدمًا بناءً على قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، في محاولة لحل وإنهاء الحرب الأهلية في سوريا".

وأكد بلينكن أن لدى الولايات المتحدة مصالح دائمة، و"مصالح أمنية مستمرة في سوريا، لا سيما التأكد من أن تنظيم داعش لا يعود مرة أخرى ولا يستعيد قوته".

وأوضح أن لدى واشنطن شركاء يعملون لضمان عدم ظهور خلافة متطرفة وجهادية مرة أخرى وأن هذا الأمر "يظل حيويًا للغاية".

وأضاف "يبدو أن هيئة تحرير الشام استغلت هذه الحقيقة"، داعيًا إلى خفض التصعيد في القتال وعدم إيذاء المدنيين.

وأضاف بلينكن أن رفض الأسد الانخراط في العملية السياسية للأمم المتحدة لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا "فتح الباب" أيضًا أمام هجمات هيئة تحرير الشام المصنفة بالحركة "الإرهابية" .

وتنفي الولايات المتحدة أنها كانت ضالعة بأي شكل من الأشكال في هجوم "هيئة تحرير الشام"، رغم أن العديد من المحللين المطلعين يعتقدون أن من الصعب أن تتم هذه التحركات دون علم الولايات المتحدة التي تحتفظ بأصول استخبارتية هائلة في المنطقة.

ونقلت وسائل إعلام متعددة عن ما يسمى بالمرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض للدولة السورية، إن قوات الجيش السوري شنت هجوما مضادا ضد المتمردين بقيادة "هيئة تحرير الشام" المصنفة إرهابية من قبل الولايات المتحدة.  تتمتع حماة بموقع استراتيجي في وسط سوريا وبالنسبة للجيش فهي مفتاح لحماية العاصمة ومركز السلطة دمشق.

من جهته ، قال المتحدث باسم حزب "العدالة والتنمية" التركي عمر تشيليك إن "تشكيل حكومة موسعة شاملة بين الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة، يمكن أن يوقف العمليات القتالية في البلاد ."

وأضاف عمر تشيليك خلال مؤتمر صحفي: "لا نريد تنظيمات إرهابية في تل رفعت ومنبج وبالمناطق القريبة من حدودنا، كما لا نريد سقوط ضحايا من المدنيين في سوريا، وبالطبع لا نريد أبدا تدفق موجة من الهجرة إلى تركيا".

وأوضح أنه "ينبغي الحفاظ على السلامة الإقليمية لجميع الدول، وهذه إحدى القضايا التي تتابع بأقصى قدر من الحساسية".

واتهم حزب العدالة والتنمية الحاكم بتركيا، زعيم المعارضة أوزغور أوزيل بانعدام المسؤولية بسبب تصريحاته حول التطورات في سوريا، معتبرا أن الرئيس السوري لم يستجب لدعوات الحوار.

وقال عمر تشيليك إن "الرئيس أردوغان تحدث في الفترة الأخيرة بشكل متكرر وعدة مرات، أنه يريد لقاء الرئيس الأسد، ولكن الأسد لم يستجب وظل متأخرا".