Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الجمعة 29 نوفمبر 2024 10:12 صباحًا - بتوقيت القدس

مواصفات "الترمبية الجديدة" وسؤال المستقبل؟

"البنية الفكرية والسياسية" للرئيس الأمريكي السابق (والقادم) دونالد ترامب باتت أمراً معروفاً على نطاق عالمي. وهذه "البنية" هي الجانب الأساسي المتعلق بشخص ترامب غير المختلف عليه ليس على صعيد العرب والإسرائيليين البارزين فحسب، وإنما أيضاً على صعيد البارزين في العالم سواء كانوا سياسيين أو عسكريين أو إعلاميين أو باحثين… إلخ. أما الأمر المختلف عليه بين معظم هؤلاء فينصّب تحديداً على طبيعة مفاعيل إفرازات خلايا دماغ الرئيس ترامب وأثرها على قراراته المستقبلية التي يصعب تقديرها أو تخمينها. وهذا الواقع هو الذي جعل المحللين يخلصون دوماً إلى وضع سيناريوهات بخصوص قراراته المستقبلية دون توفر أي قدرة لدى هؤلاء المحللين على وضع الإصبع عليها بدقّة أو بيقين!


ومع كثرة المصادر الإسرائيلية التي تحدثت عن حقيقة البنية الفكرية والسياسية لترامب، فإنني وجدت أن أشملها وأبلغها هو ما جاء في افتتاحية صحيفة "هآرتس" في عددها الصادر بتاريخ 8-11-2024. فقد أجملت الافتتاحية مكونات تلك البنية على أساس أن ترامب (ويشاركه فيها- وفق استخلاص الافتتاحية- رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو) هو من المؤمنين بأفكار "انعزالية قومية"، وكراهية للأجانب، والإعجاب بالأثرياء، واحتقار المؤسسات والقواعد والقوانين… كي تكون سلطته هو (وليس أحداً غيره) سلطة بدون كوابح. هذا، (علاوة على نجاحه) في تحويل (الحزب الجمهوري الأمريكي)… إلى مشروع لعبادة الشخص"!


وسواء أحببنا هذا الواقع أم كرهناه، فإن عودة الرئيس ترامب ستحمل في طياتها تغييرات جذرية ليس داخل الولايات المتحدة فحسب وإنما أيضاً على امتداد العالم، خاصة بعد أن أضافت مواصفات هذه "العودة" الكثير الكثير لقوته. فهو الرئيس الثاني (في التاريخ الأمريكي) الذي خسر الرئاسة في دورة ثانية لكنه عاد ففاز فيها في دورة جديدة. كما أن شعبيته، التي تتبدى في الحقائق والأرقام، جعلت منها شعبية كاسحة على مستوى الأصوات الإجمالية للمنتخبين (ساحباً عديد الأصوات المحسوبة تاريخياً لصالح الحزب الديمقراطي المنافس) فاكتسح جميع الولايات المتأرجحة. والحال كذلك، انعقد لترامب ولتياره الانعزالي لواء الحزب الجمهوري ملغياً أو محجماً مختلف القيادات التاريخية أو الصاعدة في الحزب، وبالذات مع استيلائه، في عودته "المظفرة"، على السلطات الثلاث (التنفيذية والتشريعية والمحكمة العليا)!


ومما راكم قوة استثنائية إضافية للرئيس القادم ترامب حقيقة أنه، بهذه الشعبية المذهلة، لربما ينجح في إكمال عملية "تنظيف" اسمه ومحو الفضائح التي واكبته تاريخياً. أما وأنه لن يستطيع (قانونياً) الترشح لرئاسة قادمة فإن ذلك يعزز من واقع أنه ليس ولن يكون مديناً لأحد في الحزب أو في خارجه، سواء على صعيد ترشحه أو على صعيد نجاحه الباهر، خاصة وأنه -أصلاً- كان قد جاء من خارج عالم السياسة الأمريكي وكذلك من خارج عالم السياسة الخاص بالحزب الجمهوري.


إزاء كل هذه "التراكمات"، فان من الغريب وأيضاً الطريف، أن عدداً متنامياً من المحللين والمراقبين يراهنون الآن على مكونات القوة الاستثنائية التي أصبحت في يدي ترامب، محمولة على نرجسيته العالية (ولربما المتفاقمة) للاستنتاج بأن عصره (بنسخته الجديدة) سيكون عصراً ذهبياً يمارس فيه الرئيس (العائد إلى سدة حكم أقوى بلدان العالم) دور "المستعيد" لعظمة أمريكا الجديدة داخلياً وخارجياً، مقروناً بدور "مطفئ الحرائق" على امتداد الكرة الأرضية، متواكباً مع دوره المنشود بصفته "صانع السلام" العالمي بما يؤهله لنيل جائزة نوبل للسلام (وهو أحد السيناريوهات التي أوردتها في مقالتي السابقة). فهل يتحقق هذا السيناريو "المتفائل" ويشمل في طياته الصراع الفلسطيني/ الاسرائيلي (الأخطر والمزمن في منطقتنا)، أم يسود السيناريو "المتشائم" (وربما المرجح وبالذات بعد إعلانه عن تركيبة إدارته القادمة وهو الأمر الذي لا يبشر بأي خير). هل نشهد سياسة أمريكية قوامها أن ما ينطبق على العالم في ظل "الترمبية الجديدة"، المتمتعة بل والمستمتعة بفائض القوة، لا ينطبق علينا نحن معشر العرب والمسلمين بحيث نبقى مستثنيين من تطبيق نواميس الشرعية والقوانين الدولية وبالتالي عرضة لمخاطر (اقرأ: حماقات) "الترمبية القديمة" التي تمخض جبلها يوماً فولد فأر "صفقة القرن" سيئة السمعة والصيت؟!!

دلالات

شارك برأيك

مواصفات "الترمبية الجديدة" وسؤال المستقبل؟

المزيد في أقلام وأراء

حرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه خيانة لمبادئ الإنسانية

حديث القدس

حول الاتفاق في لبنان وجبهة الإسناد

وسام رفيدي

فرض الوصاية علي لبنان فشل و"النصر الساحق لم يتحقق" والحزب لم يهزم

راسم عبيدات

الحكومة الإسرائيلية تقاطع "هآرتس" وتمنع الطيب من زيارة مروان البرغوثي

سماح خليفة

السياسة الاقتصادية للحكومة الأردنية الجديدة

جواد العناني

دعم الصين الثابت للشعب الفلسطيني في ظل القتال والأزمة الإنسانية

بقلم السفير تسنغ جيشين مدير مكتب جمهورية الصين الشعبية لدى دولة فلسطين

غزة تبقى الوجع الأكبر

حديث القدس

اتفاق غير نهائي

حمادة فراعنة

هدأت جبهة الشمال فماذا عن الجنوب؟

بهاء رحال

خطورة تماهي ما يجري بالشرق الأوسط ووسط أوروبا

مروان اميل طوباسي

تزوير جغرافيـة فلسـطين التاريخيـة !!

نبهان خريشـة

أي شرق نريد؟

عبد الله جناحي

كيف يمكن لبايدن إنقاذ السلام في الشرق الأوسط - وإرثه

Translation for "Alquds" dot com

وهم ترامب لدى إسرائيل: لماذا من غير المرجح أن تنجح طموحات نتنياهو لإعادة تشكيل الشرق الأوسط

Translation by "Alquds" dot com

دعم الصين الثابت للشعب الفلسطيني في ظل القتال والأزمة الإنسانية

بقلم السفير تسنغ جيشين مدير مكتب جمهورية الصين الشعبية لدى دولة فلسطين

إرادة لبنان

حديث القدس

رغم الهدنة السراب مع لبنان.. كلنا نحو الشر المستطير

حمدي فراج

صراع الأجيال.. من أسباب الضغوط النفسيّة والاضطرابات السلوكية

غسان عبد الله

مبادرة فتحاوية

حمادة فراعنة

وتستمر الحرب على غزة!

حديث القدس

أسعار العملات

الأربعاء 27 نوفمبر 2024 10:27 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.64

شراء 3.63

دينار / شيكل

بيع 5.15

شراء 5.12

يورو / شيكل

بيع 3.83

شراء 3.8

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%56

%44

(مجموع المصوتين 140)