Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الأحد 17 نوفمبر 2024 9:52 صباحًا - بتوقيت القدس

التقى نصر الله عشر ساعات.. ظنها ساعة واحدة

لا تنتهي حياة العظماء، بانتهاء أعمارهم أو آجالهم في الدنيا، بغض النظر أين ستذهب أجسامهم من حيث يعتقدون ويؤمنون. بعض هؤلاء العظماء لا يقتصر بقاؤهم على ما خلّفوه من إرث فلسفي أو علمي أو أدبي أو ديني، دام لآلاف السنين، ولكن على سيرة حياة ومنهج سلوك قارب على اجتراح المعجزات. ومن بين هؤلاء حسن نصر الله الذي اغتالته إسرائيل يوم 27 أيلول الماضي، وجعلت في هذا الاغتيال إنجازاً عظيماً لا يضاهيه أي إنجاز آخر، ليس فقط خلال هذه "الحرب" التي تدخل سنتها الثانية، دون أن تبدو نهاية أفق لها، بل عبر تاريخها المفعم المرصع بمثل هذه الاغتيالات. 


كيف أصبح هذا الإنسان عظيماً، وهو ليس سقراط ينزل الفلسفة من السماء إلى الأرض، ولا نبياً يشيع رحمة الله وعدالته بين الناس، ولا أبوقراط في الطب، تجعل كل طبيب متخرج حديثاً في العالم يقسم قسماً يحمل اسمه، ولا المتنبي أو شكسبير، لديه من ثروة الكلمات أغنى وأكثر مما يملكه "ماسك" من مليارات جعلته اليوم وزيراً، وغدا ربما رئيساً. 


   لم تتجسد عظمة نصر الله في أنه كشف حقيقة دولة إسرائيل التي أشيع أنها دولة اليهود، داحضاً ذلك، بأنها في الحقيقة دولة احتلال وعنصرية وأسلحة وسجون واعتداءات ثم إبادات وتطهير عرقي. شخّصها بدقة، بدون رتوش وبدون خوف وأطلق عليها وصف دولة العنكبوت. عظمته تجسدت في أنه حاربها، حين شكل محوراً للمقاومة يمتد من إيران غير العربية، إلى اليمن حيث البحر الأحمر، العربي من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه، والمضيق الذي مات جمال عبد الناصر وهو يحلم ببسط سيطرته العربية عليه، وماتت الجماهير التي عاصرته وهي تهتف "عبد الناصر يا حبيب اضرب اضرب تل ابيب". عظمة نصر الله أنه لبى دعوة الجماهير ورغبة ناصر في ضرب تل أبيب بعد نحو ستين سنة، بل لقد حول تل أبيب وحيفا واللد وصفد وقيساريا وطبريا والسبع وإيلات إلى محط قصف وهروب يومي بالملايين إلى الملاجئ. ولكي تعرف أهمية ما بين يديك، انظر إلى ما بين يدي خصمك، انظر إلى ما هو عليه أي زعيم عربي، تعرف عظمة نصر الله، وتزداد درجة هذه العظمة، عندما تحصل في جزء منها على صك من أعدائه، صك الاستهداف والاغتيال "الاستشهاد"، ومن هذه المسلمات الإيثارية الثلاثة (التشخيص والمعالجة/ المحاربة والاستشهاد" يخلد نصر الله، من بين عشرات بل مئات القيادات العربية.


نقل عن الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل قوله إنه التقى بملك عربي لمدة ساعة، ظن أنها عشر ساعات، وأنه التقى حسن نصر الله عشر ساعات، وظن أنها ساعة واحدة.

دلالات

شارك برأيك

التقى نصر الله عشر ساعات.. ظنها ساعة واحدة

المزيد في أقلام وأراء

حرب ترامب الاقتصادية

حمادة فراعنة

العالم على كف "رئيس"

منظمة التحرير وشرعية التمثيل الوطني في الميزان الفلسطيني !!

محمد جودة

عندما يتحمل الفلسطيني المستحيل

حديث القدس

المشهد الراهن والمصير الوطني

جمال زقوت

الخيار العسكري الإسرائيلي القادم

راسم عبيدات

ترامب في خدمة القضية الفلسطينية!!

د. إبراهيم نعيرات

ما المنتظر من لقاء نتنياهو وترامب؟

هاني المصري

زكريا الزبيدي تحت التهديد... قدّ من جبال فلسطين

حمدي فراج

هل وصلت الرسالة إلى حماس؟

حمادة فراعنة

مجدداً.. طمون تحت الحصار

مصطفى بشارات

بين الابتكار وحكمة التوظيف .. الذكاء الاصطناعي يعمق المفارقات !

د. طلال شهوان - رئيس جامعة بيرزيت

الطريق إلى شرق أوسط متحول: كيف نحافظ على السلام في غزة مع مواجهة إيران

ترجمة بواسطة القدس دوت كوم

عيد الربيع يصبح تراثاً ثقافياً غير مادي للإنسانية

جنيباليا.. مأساة القرن

حديث القدس

لقاء نتنياهو- ترمب ومصير مقترح التطهير العرقي ووقف الإبادة

أحمد عيسى

"الأمريكي القبيح" واستعمار المريخ

د. أحمد رفيق عوض

رافعة لفلسطين ودعماً لمصر والأردن

حمادة فراعنة

"ترمب" والتهجير الخبيث!

بكر أبو بكر

تحويل الضفة إلى غيتوهات

بهاء رحال

أسعار العملات

الثّلاثاء 28 يناير 2025 12:16 مساءً

دولار / شيكل

بيع 3.61

شراء 3.6

دينار / شيكل

بيع 5.09

شراء 5.08

يورو / شيكل

بيع 3.77

شراء 3.76

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%55

%45

(مجموع المصوتين 559)