أقلام وأراء
الأحد 03 نوفمبر 2024 10:04 صباحًا - بتوقيت القدس
مسؤولية المملكة المتحدة بعد قرن من بلفور
قبل أكثر من مئة عام، في الثاني من نوفمبر 1917، صدر وعد بلفور، الذي تضمن التزاماً من المملكة المتحدة بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، متجاهلة حقوق الأغلبية الفلسطينية. لم يكن هذا الوعد مجرد نص تاريخي أو تعبير عن سياسة وقتية، بل جاء ليرسخ مشروعاً استعماريًا كولونياليًا طويل الأمد. هدف المشروع إلى إعادة تشكيل الديموغرافيا والجغرافيا في فلسطين، عبر تحويل الفلسطينيين، أصحاب الأرض الأصليين، إلى أقلية فاقدة للحقوق السياسية. ورد في ديباجة الوعد إشارة إلى الحفاظ على الحقوق المدنية والدينية للطوائف غير اليهودية، ما يعكس النظرة الاستعمارية التي اختزلت الفلسطينيين- السكان الأصليين والغالبية العظمى - إلى مجرد أقلية، بدلاً من الاعتراف بحقهم في تقرير المصير أسوة بحقوق الشعوب على أرضها.
لكن هذه الكارثة لم تقتصر على وعد بلفور وحده؛ جاء الانتداب البريطاني ليعمّق ما بدأه الوعد، حيث أنشأ البريطانيون هياكل إدارية محلية في فلسطين تهدف إلى خدمة المشروع الصهيوني بشكل مباشر. دعمت هذه الإدارات الاستيلاء المنهجي على الأراضي الفلسطينية، وتسهيل بناء مؤسسات الدولة اليهودية، على حساب الحقوق التاريخية والسياسية للفلسطينيين. النتيجة كانت إضعاف أسس المجتمع الفلسطيني وتحويل الإدارة البريطانية إلى أداة قمعية، تنفذ السياسات التي ضمنت دعم الهجرة والاستيطان اليهودي وتفريغ الأراضي من أصحابها الشرعيين، كما عمدت لتقليص دور الفلسطينيين في الإدارة العامة لشؤون البلاد حيث اختزلت السلطات في السلطة التنفيذية في يد المفوض السامي البريطاني بدءاً بـ هربرت صموئيل، الذي تولى المنصب من عام 1920 حتى 1925 وقد لعب دوراً محورياً في تنفيذ سياسات الانتداب البريطاني، بما في ذلك دعم البنية التحتية اللازمة لتمكين المشروع الصهيوني في فلسطين، وتقليص دور التمثيل الفلسطيني في صنع السياسة العامة، عدا عن أمور حياتية يومية مثل الجباية والأحوال الشخصية. د
ما نشهده اليوم من إبادة وتطهير عرقي مستمر هو امتداد طبيعي للإرث الاستعماري الذي أسسته بريطانيا. إذ لا يمكن فصل الجرائم المستمرة ضد الشعب الفلسطيني عن الجذور القانونية والسياسية لوعد بلفور، وما تلاه من سياسات الانتداب. المملكة المتحدة، التي تُعد نموذجاً للاستعمار العالمي، اعتذرت في حالات كثيرة لدول استعمرتها وحاولت التكفير عن ذنبها، إلا أنها تستمر في إنكار حقوق الفلسطينيين بشكل صارخ. حتى عندما تدعو لحل الدولتين، فإن ذلك يظل بلا أثر حقيقي على سياساتها في الساحات الدولية، حيث لم تدعم بريطانيا بشكل فعلي إقامة دولة فلسطينية مستقلة، ولم تُظهر أي تحرك جاد في سبيل تغيير واقع الاحتلال، أو منع الجرائم ولو بتصويت لصالح قرار أممي يدعو لإقامة دولة فلسطينية.د
بريطانيا، بسياساتها الحالية، ما زالت متواطئة في تمكين إسرائيل من فرض الأمر الواقع الاستيطاني. إن دعمها العسكري والسياسي لإسرائيل يُظهر عدم استعدادها للتخلي عن هذا الإرث الاستعماري، ما يجعل من الضروري تحميلها مسؤولية قانونية وأخلاقية عن الانتهاكات المستمرة. بناءً على ذلك، يجب أن نستمر في مطالبة بريطانيا باعتذار رسمي وتحمل المسؤولية عن وعد بلفور، الذي كان البداية لتاريخ طويل من المعاناة.
هذه المطالبة ليست مجرد قضية رمزية، بل هي جزء من نضالنا القانوني والدبلوماسي لاستعادة حقوقنا. إن الواقع الحالي، الذي يتمثل في التهجير والقتل وسلب الأراضي، ما هو إلا تنفيذ حديث لمخططات وعد بلفور.
لذا، يتعين على بريطانيا الاعتراف بمسؤوليتها وبدورها التاريخي والضغط باتجاه تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني، الذي لا يزال يدفع ثمن سياسات استعمارية لم يتسبب بها.
نهاية، كفلسطينيين علينا أن ندرك أن مخاطبة العالم وحدها ليست كافية، وأن الحل يبدأ من الداخل وبتعزيز وحدتنا الوطنية. لا بد من تقوية المؤسسات الوطنية والعمل بروح جماعية شمولية لمواجهة المشروع الاستيطاني على الأرض، مع الاستمرار في المطالبة بحقوقنا أمام المجتمع الدولي.
دلالات
الحل يبدأ من الداخل قبل حوالي 10 ساعة
الحل يبدأ من الداخل برفض كل ما نتج عن وعد بلفور وكل ما يشبه وعد بلفور مثل قرار التقسيم واتفاقية أوسلو والمبادرة العربية.
بلجيكي قبل يوم واحد
البارحة المانيا واليوم بريطانيا ، كلهم أعداء وكلاب يدعمون اسرائيل ولا أحد يقف موقف الحياد والعمل على انهاء الحرب
آية خويرة قبل 2 أيام
تعزيز الوحدة الوطنية في ظل الظروف الحالية والسياسات المستمرة يتطلب مجموعة من الخطوات الجوهرية، خاصة وأن الوحدة تمثل ركيزة أساسية في مقاومة الاحتلال والاستعمار. إليك بعض المقترحات التي يمكن أن تساعد في تحقيق
المزيد في أقلام وأراء
سياسة إسرائيلية منسقة لتدمير النظام الصحي الفلسطيني
حديث القدس
ما الذي سيتغير بعد الانتخابات الأمريكية؟
راسم عبيدات
نتنياهو وزيف الجبروت المزعوم
مصطفى البرغوثي
قبل يوم من الانتخابات الأمريكية
بهاء رحال
تحذير أميركي لإيران
حمادة فراعنة
التعليم كما يراه باولو فريرو وجون ديوي وخليل السكاكيني
فواز عقل
107 سنوات من محاولات تعريف الوطن والشعب والدولة
أحمد رفيق عوض
كيف ننهي الحرب في غزة
غيرشون باسكن
(ونحن نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلا)
حديث القدس
وزن الكتاب ذهــــباً
رمزي الغزوي
"م.ت.ف".. بين طوفان الأقصى والسيوف الحديدية
مجدي الشوملي
معركة المفاوضات
حمادة فراعنة
هدنة الشمال.. هل ستكون لغزة "نافذة نجاة" ؟
علاء كنعان
قانون المعاملات الإلكترونية وخدمات الثقة: خطوة نحو التحول الرقمي في فلسطين
بالدمع أكتب!
ابراهيم ملحم
ماذا لو توشّح الذكاء الاصطناعي بالكوفية الفلسطينية؟
إقرار إسرائيلي بتجويع مواطني القطاع
حديث القدس
اتفاق المعارضة على إلغاء "الأونروا" ماذا يعني؟
سماح خليفة
حرب الإبادة الجماعية وواقع الدولة المأزومة
سري القدوة
لا وقف قريباً لإطلاق النار على جبهتي لبنان وقطاع غزة
راسم عبيدات
الأكثر تعليقاً
مسؤولية المملكة المتحدة بعد قرن من بلفور
الرئيس عباس يصل القاهرة غدًا ويلتقي السيسي في زيارة ستستمر ليومين
لقاء بين "فتح" و "حماس" في القاهرة
يِخرب بيتك!
مستوطنون يحرقون 20 مركبة ويخطون شعارات عنصرية في رام الله
الدفاع المدني بغزة: أكثر من 100 ألف مواطن في الشمال بلا طعام أو شراب أو دواء
الرئيس عباس يصل مصر في زيارة رسمية
الأكثر قراءة
فتح وحماس تبحثان بالقاهرة إنشاء لجنة لإدارة غزة
الشاباك يؤكد اعتقال موظفين بمكتب نتنياهو والأخير ينفي
والحركة تنعيه.. جيش الاحتلال يعلن اغتيال عضو مكتب سياسي من حماس في خان يونس
نتنياهو يحاول الدفاع عن نفسه أمام التسريبات الأمنية الخطيرة
الرئيس يتسلم دعوة للمشاركة في قمة المتابعة العربية الإسلامية المشتركة في الرياض
نجاة قائدي منطقتي الشمال والضفة بجيش الاحتلال
حماس توضح بخصوص ما نشرته وسائل إعلام حول محمد الضيف
أسعار العملات
الإثنين 04 نوفمبر 2024 8:29 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.72
دينار / شيكل
بيع 5.29
شراء 5.27
يورو / شيكل
بيع 4.07
شراء 4.05
من سيفوز في انتخابات الرئاسة الأمريكية؟
%55
%45
(مجموع المصوتين 51)
شارك برأيك
مسؤولية المملكة المتحدة بعد قرن من بلفور