Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

عربي ودولي

الثّلاثاء 29 أكتوبر 2024 8:58 صباحًا - بتوقيت القدس

إسرائيل وإيران ومتوالية الرد.. "المايسترو" الأمريكي ضابط الإيقاع يكبح اتساع الصراع

خـاص بـ"القدس" و"القدس" دوت كوم

د. جمال الشلبي: إيران لن ترد على الضربة الإسرائيلية وتحافظ على استراتيجية استنزاف طويلة الأمد والأمور تتجه نحو تهدئة حقيقية

هاني الجمل: توقيت الضربة الإسرائيلية لإيران يعكس حسابات أمريكية دقيقة في ظل اقتراب الانتخابات ولتجنب أي تداعيات واسعة

عزيز العصا: المشهد في الشرق الأوسط لا يحتمل أي توسيع للصراع العسكري وتصريحات إيران تحمل تبريراً مسبقاً لعدم الرد المباشر

نيفين أبو رحمون: مستوى الضربة الإسرائيلية كان محدوداً والأوضاع تبقى في معادلة التصعيد المنضبط وعدم توسيع رقعة الحرب إقليميّاً

‫جوني منصور: الكوابح الأمريكية ردعت إسرائيل عن توسيع ضربتها ومؤشرات على وجود قنوات تفاوضية غير مباشرة بين طهران وواشنطن

‫د. رياض العيلة: الضربات المتبادلة بين إيران وإسرائيل وما يصاحبها من ردود فعل تتم بتنسيق مسبق مع الإدارة الأمريكية لتجنب التصعيد

‫د. محمد خليفة صديق: رد إيران قد يكون محدوداً وقد تلجأ إلى تكثيف ردودها الإعلامية حفاظاً على ماء الوجه وكذلك على ‫مشروعها النووي

‫محمد تشيليك: إيران قد تردّ على الضربة بشكل خاضع للرقابة وأمريكا تعمل على إبقاء الصراع تحت السيطرة حتى انتهاء الانتخابات 

 

بعد سيلٍ من التهديدات الإسرائيلية بتوجيه ضربة موجعةٍ لإيران واستهداف مواقعها النووية ومنشآتها النفطية، وجهت إسرائيل ضربتها فجر السبت 26 أكتوبر/تشرين الأول، مستهدفةً مواقع عسكرية وأهدافاً غربيّ طهران وفي محافظتي عيلام وخوزستان، لكنها لم ترقَ، حسب العديد من المراقبين والمحللين، إلى مستوى التصريحات الإسرائيلية بالغة الحدة، فيما قلّلت السلطات الإيرانية من حجم الضربة ومن أضرارها.


ويرى كُتاب ومحللون تحدثوا لـ"ے" أن تلك الضربة المحدودة وردود الفعل حولها تشير إلى أن هناك تدخلات حصلت في الساعات الأخيرة لضبط إيقاع الضربة، ومنع توسيع التصعيد حتى لا يتم جر المنطقة إلى حربٍ إقليمية واسعة، لا سيما أن الولايات المتحدة تعمل على تجنب توسيع التصعيد العسكري مع اقتراب انتخاباتها الرئاسية.


ويشيرون إلى أن التصريحات الإيرانية التي قللت من الضربة الإسرائيلية قد تحمل تبريراً مسبقاً لعدم قيام طهران بالرد المباشر، وأنها بدلاً من ذلك قد تلجأ إلى الردود الإعلامية حفاظاً على ماء الوجه، وكذلك حتى تحمي مشروعها النووي، خاصة أن الولايات المتحدة تتبع سياسة الترغيب والترهيب في المنطقة، وأنها ستدافع عن حليفتها إسرائيل في حال تعرضها لأي هجوم محتمل، معتبرين أنه‫ في ظل هذه المعطيات أصبحت حظوظ الحرب الإقليميّة أقل، فيما لفت عدد منهم إلى أن هناك مؤشرات على وجود قنوات تفاوضية غير مباشرة بين إىران والولايات المتحدة، وأن الأمور تتجه نحو التهدئة.


التصعيد بين إيران وإسرائيل لن يتسع في الوقت الحالي

 

قال الدكتور جمال الشلبي، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الهاشمية الأردنية: إن التصعيد بين إيران وإسرائيل لن يتسع في الوقت الحالي، متوقعاً أن اللعبة قد انتهت، وأن الأمور تتجه نحو تهدئة حقيقية.


وحول إذا كانت إيران ستقوم بالرد على الضربة الإسرائيلية الأخيرة، يرى الشلبي "أن أحداً لا يرغب في توسيع نطاق الحرب في هذه اللحظات، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة"، التي ستشهد تغييرات حاسمة في السياسة الأمريكية.


وأشار إلى أن الإدارة الأمريكية، بغض النظر عن الفائز في الانتخابات المقبلة، سواء أكانت كاميلا هاريس من الحزب الديمقراطي أم الرئيس السابق دونالد ترامب من الحزب الجمهوري، لن تكون مهتمة بإطلاق حرب جديدة في الشرق الأوسط.


وأضاف: إن التحديات الاقتصادية الكبيرة والحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا منذ ثلاث سنوات تعزّزان الحاجة لسياسة ضبط النفس وتجنب الصراعات المكلفة.


ويرى أن إيران استطاعت إيصال رسالة قوية لإسرائيل من خلال إمكاناتها العسكرية التي ثبتتها في عمليات سابقة، ما جعلها في نظر إسرائيل "دولة مواجهة". 

 

 "المايسترو" الأمريكي يضبط إيقاع الصراعات

 

كما أشار الشلبي إلى أن الدور الأمريكي يلعب حالياً دور "المايسترو" لضبط إيقاع الصراعات، خاصة في ظل رغبة إيران باستمرار الديمقراطيين في البيت الأبيض، نظراً لإمكانية تخفيف العقوبات الاقتصادية وفتح حوار إيجابي بخصوص الملف النووي.


وفي ما يتعلق بتوقعاته حول طبيعة الرد الإيراني، أوضح أستاذ العلوم السياسية أن إيران ستتجنب التصعيد المباشر، وبدلاً من ذلك ستسعى إلى تعزيز دعمها لحلفائها الإقليميين، كحزب الله في لبنان، والحشد الشعبي في العراق، وجماعة الحوثيين في اليمن. 


وقال: إن هذه الاستراتيجية ستركز على استنزاف الاقتصاد الإسرائيلي على المدى الطويل، لافتاً إلى أن إسرائيل لا يمكن أن تتحمل ضغوطاً اقتصادية وأمنية ودبلوماسية لفترة تتجاوز العام، ما يُمكّن إيران من تحقيق أهدافها في النهاية دون الحاجة للتدخل المباشر.


واستبعد الشلبي تماماً أي ردة فعل مباشرة من إيران ضد إسرائيل في هذه الفترة، موضحاً أن الاستراتيجية الإيرانية ستبقى ضمن إطار الاستنزاف الهادئ والمتدرج للخصم، لتحقيق مكاسب طويلة الأمد.

 

توجيه رسالة ضغط قوية لإيران

 

بدوره، تحدث المحلل السياسي المصري هاني الجمل لـ"ے" عن تفاصيل وأبعاد الضربة الجوية الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت منشآت عسكرية إيرانية تُستخدم في إنتاج وقود الصواريخ الصلب، موضحاً أن الضربة جاءت بشكل منظم واستهدفت مواقع حيوية، ما عطّل قدرات إيران في تصنيع الصواريخ، وأثّر على إنتاجها العسكري؛ كما أنها أصابت منشآت دفاعية مهمة، منها نظام الدفاع الجوي المتقدم "S300".


وأشار الجمل إلى أن الضربة تمت بتنسيق واضح بين إسرائيل وأمريكا، حيث وافقت واشنطن على تنفيذها بطريقة محددة تجنباً لأي تداعيات واسعة قد تهدد استقرار المنطقة. 


وأوضح أن الهدف الأساسي كان توجيه رسالة ضغط قوية لإيران، دون الوصول إلى حد التصعيد العسكري الكبير الذي قد يزعزع أمن الشرق الأوسط.


وفيما يخص الأجواء الإقليمية، أشار الجمل إلى أن إسرائيل استعانت بالأجواء العراقية لتنفيذ ضرباتها على المنشآت الإيرانية، الأمر الذي يؤكد وجود تنسيق أمني إقليمي على أعلى المستويات.


واعتبر الجمل أن اختيار هذا التوقيت للضربة يعكس حسابات دقيقة للولايات المتحدة في ظل اقتراب الانتخابات الرئاسية، حيث تفضل إدارة بايدن دعم إسرائيل بقوة، لكن دون التسبب في تصعيد غير محسوب قد يُلحق أضراراً بمصالحها في المنطقة، لا سيما في ظل حساسية أوضاع سوق الطاقة العالمي.


كما بيّن الجمل أن إيران عمدت إلى تقليل أثر الضربة من خلال التصريحات الرسمية، في محاولة لتقديم صورة هادئة ومستقرة على الصعيد الداخلي.


وأكد أن الوساطة الهولندية قد لعبت دوراً غير مباشر في تسريب بعض المعلومات لإيران حول أماكن الاستهداف، ما قلّل من تأثير الضربة بشكل كبير.


وبالرغم من ذلك، لفت الجمل إلى أن إيران تمتلك قدرات للرد عبر العراق، لكنها اختارت نهج التهدئة لتفادي أي تصعيد قد يستدعي تدخلاً عسكرياً أمريكياً أوسع نطاقاً.


وأوضح أن طهران قد تتوجه إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة لتقديم شكوى بشأن الضربة، في إطار سعيها لتعزيز مكاسبها السياسية والدبلوماسية، مع الحفاظ على أمنها الاستراتيجي وبرنامجها النووي بعيداً عن خطر التصعيد المباشر مع إسرائيل.


وفي هذا السياق، يؤكد الجمل أن الضربة الإسرائيلية تعتبر خطوة ضمن استراتيجية إسرائيلية أمريكية محكمة، تهدف إلى تضييق الخناق على إيران وإضعاف قدراتها العسكرية، دون الوصول إلى نقطة اللاعودة، ما يضع المنطقة أمام فترة هدوء نسبي مع استمرار التوتر الكامن.

 

أمريكا تتبع استراتيجية الترغيب والترهيب

 

وفي تعليقه على الضربة الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت مواقع عسكرية إيرانية في عدة محافظات ليلة 25-26 أكتوبر 2024، أشار الكاتب والباحث المقدسي عزيز العصا إلى أن تصريحات إيران التي وصفت الضربة بأنها "ضعيفة ومحدودة الأثر" قد تحمل تبريراً مسبقاً لعدم الرد المباشر على اسرائيل.


وقال العصا: إن ما يؤكد ذلك أن خريطة الأهداف التي كانت إسرائيل تنوي ضربها كانت قد سُرِّبت إلى إيران، بشكل أو بآخر، كما أن إسرائيل بعد ضربها إيران حذرت من أن الرد الإيراني سيواجَه برد إسرائيلي أكثر إيلاماً وأثراً. 


وأوضح العصا أن "المشهد العام القائم في الشرق الأوسط، وفي ظل تسارع الساعة الرملية نحو الانتخابات الرئاسية الأمريكية، لم يعد يحتمل أي توسيع قادم للصراع العسكري، لا سيما أن أمريكا تتبع استراتيجية الترغيب والترهيب وكانت قد أعلنت -مسبقاً- أنها على أهبة الاستعداد للتدخل دفاعاً عن إسرائيل من جانب، وها هي تُحرّك المياه الراكدة لمفاوضات التهدئة و/أو وقف إطلاق النار على الجبهتين الفلسطينية واللبنانية. 


كما لفت العصا إلى إعلان إسرائيل نيتها وقف هجماتها البرية في لبنان خلال الأسبوعين المقبلين، تزامناً مع تضاعف أعداد قتلاها من الضباط والجنود على الجبهتين اللبنانية والفلسطينية، الأمر الذي قد يُفهَم منه قرب وقف لإطلاق النار على الجبهة اللبنانية، بمعزل عن جبهة غزة، التي "غرقت" إسرائيل في محاولة تجزئتها واقتطاع شمالها لصالح أهدافٍ مختلفة، ما يُطيل أمد الحرب على هذه الجبهة، ويُعرّض إسرائيل لمزيدٍ من الخسائر في صفوف جيشها.


من جانب آخر، لفت العصا إلى أن هذا الإعلان -الإسرائيلي- وما يجري من مفاوضات في الدوحة، بمشاركة الموساد، يتناقض مع استراتيجية نتنياهو وحكومته القائمة على تحقيق الردع الإسرائيلي وإخضاع المنطقة -على جميع الجبهات- لإملاءات إسرائيل، ما يجعلنا نقرأ حالة من الضعف والتراجع الإسرائيليَّين، إن لم تكن مجرد خدعة إعلامية تكتيكية لإرباك حسابات أعداء إسرائيل في المنطقة.

 

عدم قدرة إسرائيل على توسيع التصعيد

 

وقالت نيفين أبو رحمون، المختصة بالشأن الإسرائيل، إنه في العدوان الإسرائيلي على ايران أراد نتنياهو أن يبحث عن الصورة، لكنّه فعليّاً لم ينجح بتصدير صورة عن طبيعة هذا العدوان وشكله، وبالتالي لم يتحقّق هذا العنصر، وهذا لأنّ مستوى العدوان كان محدوداً لا يعكس التصريحات والتهديدات الإسرائيلية عشية ذلك. 


واعتبرت أن نتنياهو حرص على تعبئة الجمهور الإسرائيلي ورفع سقف التوقعات، وما حدث فعليّاً يبدو ركيكاً. 


وأشارت أبو رحمون إلى أنه من حيث الأثر الفعلي على مشهديّة المواجهة في طبيعة الاستهداف ونوعيّته تم تحييد المواقع النوويّة والاقتصاديّة، وأيضاً عدم استهداف المواقع العسكرية التي لديها طابع هجومي في إطلاق الصواريخ، وقد يكون فعليّاً تم استهداف مواقع دفاعيّة، وفق ما يتم تداوله، معتبرة أن "لذلك دلالة كبيرة على عدم قدرة إسرائيل على توسيع التصعيد". 

 

الحراك السياسي الإيراني ساهم في ضبط الضربة وشكلها

 

وفي المقابل، رأت أبو رحمون أنّ "الحراك السّياسي الدّبلوماسي التي لعبته إيران مؤخّراً في المنطقة في مساعيها لضبط العدوان عليها ساهم بشكل كبير في ضبطه وفي شكله، كي تبقى الأوضاع في معادلة التصعيد المنضبط وعدم توسيع رقعة الحرب إقليميّاً". 


واكدت ان هذا ينسحب أيضا على رغبة أمريكا في ذلك من حيث مستوى المواجهة مشيرة الى ان الإدارة الأمريكيّة ما زالت متمسّكة في مسار المواجهة المحدود بفعل الانتخابات المحلية وبفعل ما يحدث ميدانيًّا على المستوى الإقليمي.


وأعربت أبو رحمون عن اعتقادها الآن مع كل هذه المعطيات أصبحت حظوظ الحرب الإقليميّة أقل، ولكن تبقى فرصة التعاطي مع الرّد الإيراني المرتقب وفعل أضراره ما سيحدّد مسار المواجهة مجدّداً.

 

التوترات بين الأهداف المنشودة والواقع الميداني

 

بدوره، أوضح المؤرخ والباحث في شؤون الشرق الأوسط جوني منصور أن التوترات بين إيران وإسرائيل تتراوح بين الأهداف المنشودة والواقع الميداني، مشيراً إلى أن الطموحات الإسرائيلية، خاصةً لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، كانت منذ العام 1996 تتجه نحو تدمير المنشآت النووية الإيرانية، فضلًا عن المنشآت النفطية والمرافق العسكرية والمدنية، إلا أن الكوابح الأمريكية ردعت نتنياهو من تحقيق هذه الأهداف خشية أن يتسبب ذلك بتوسع إقليمي للصراع، ما قد يفسح المجال لنفوذ روسي وصيني أكبر في المنطقة.


وأضاف منصور: إن هناك مؤشرات على وجود قنوات تفاوضية غير مباشرة بين إيران والولايات المتحدة، تهدف بالأساس إلى فصل إيران عن محور المقاومة الإقليمي، الذي يضم حزب الله وحماس والحوثيين وغيرهم من الحلفاء، وذلك سعياً من واشنطن لتحقيق مزيد من الهيمنة الغربية في المنطقة، حيث تُعدّ إسرائيل وكيلة لهذه القوى.


وتطرق منصور إلى ما تداولته وسائل الإعلام مؤخراً حول تأثير الضربة الإسرائيلية على إيران، والتي وُصفت بأنها "خفيفة". وأشار إلى أن هذه المعلومات غير مثبتة، لافتاً إلى أن طائرات الـF-35 الإسرائيلية وجهت بالفعل ضربات وُصفت بالـ"موجعة" ضد مواقع ومنشات إيرانية. 


ورأى منصور أن إيران حاولت التخفيف من وقع الضربة إعلامياً لحفظ ماء الوجه داخلياً وإقليمياً.


وفي سياق احتمال الرد الإيراني، استبعد منصور أن تقدم طهران على رد فوري إلا في حال كان الرد متفقًا عليه ومبرمجًا مسبقًا مع الإدارة الأمريكية، كما حصل مؤخراً.

 

واشنطن تسعى لتجنب التصعيد 

 

من جهته أكد د. رياض العيلة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة، أن الضربات المتبادلة بين إيران وإسرائيل، وما يصاحبها من ردود فعل، تتم ضمن تنسيق مسبق مع الإدارة الأمريكية. 


وأشار إلى أن إيران، بالرغم من الضربات الإسرائيلية، لن ترد عليها، معتبرةً أنها لم تؤثر على مواقعها الحساسة، فيما تساهم في تعزيز صورة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وغروره.


وذكر العيلة أن هذه الضربات، بما في ذلك هجمات الطائرات الإيرانية الـمُسيّرة، تجري وفق ترتيبات مع واشنطن لضمان عدم اتساع دائرة الصراع، في إشارة إلى أن أي رد إيراني سيكون مشروطاً بمدى التزام إسرائيل بالتنسيق مع الولايات المتحدة.


وحذّر العيلة من احتمال خروج الصراع عن نطاق السيطرة في حال تمادت إسرائيل في ضرباتها دون التنسيق الأمريكي، وهو ما تسعى واشنطن لتجنبه، حرصاً على استقرار الوضع في المنطقة.

 

مخاوف إيرانية من توسيع الحرب

 

وأشار د. محمد خليفة صديق، أستاذ العلوم السياسية في جامعة أفريقيا العالمية بالخرطوم، إلى أن الرد الإيراني على الضربة الإسرائيلية الأخيرة قد يكون محدوداً، وأن طهران قد تلجأ إلى تكثيف ردودها الإعلامية بدلاً من الرد العسكري المباشر، حفاظاً على ماء الوجه. 


وبيّن خليفة أن المخاوف الإيرانية تتركز في تجنب توسيع الحرب الإقليمية والحفاظ على مشروعها النووي، مستشهدًا بتجربة العراق مع مفاعل أوزيراك النووي، الذي دمرته إسرائيل في ثمانينيات القرن الماضي.


وأوضح أن هامش المناورة أمام طهران بات ضيقاً، خاصة بعد نجاح الضربات الجوية الأخيرة التي استهدفت مواقع إيرانية، بالرغم من محاولات إيران التقليل من تأثيرها. 


وأضاف خليفة: إن استقراء ردود الفعل الإيرانية السابقة يشير إلى أن طهران قد لا تتخذ موقفاً عسكرياً تصعيدياً أو غير متوقع، وإنما ستسعى للحفاظ على التوازنات الراهنة، مع تفادي الخوض في مواجهة واسعة قد تهدد مكتسباتها الاستراتيجية في المنطقة.

 

 لا يُتوقع حدوث أي ردّ فعل كبير

 

قال محمد تشيليك، رئيس تحرير جريدة "ديلي صباح" التركية: إن إيران قد تردّ بشكل خاضع للرقابة على الضربة الإسرائيلية الأخيرة، وأن أي ردّ فعل كبير لا يُتوقع حدوثه، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تعمل على إبقاء الصراع تحت السيطرة حتى انتهاء الانتخابات الأمريكية.


وأوضح تشيليك أن الضربة الإسرائيلية لم تستهدف المنشآت الحساسة، مثل النفط أو المواقع النووية، ما يوحي بأن الهدف كان استعراضاً للقوة لا إلحاق ضرر كبير.


 وأكد أن إسرائيل أرادت إرسال رسالة تُظهر قدرتها على الوصول إلى هذه المنشآت إذا قررت تصعيد الهجوم.


وأضاف تشيليك: إن الوضع الراهن يعكس سياسة "إظهار القوة" من كلا الطرفين، إذ يسعى كل جانب إلى إظهار قدرته على إلحاق الأذى بالآخر في حال تصاعدت الأمور نحو حرب شاملة.

دلالات

شارك برأيك

إسرائيل وإيران ومتوالية الرد.. "المايسترو" الأمريكي ضابط الإيقاع يكبح اتساع الصراع

المزيد في عربي ودولي

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 85)