Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الثّلاثاء 24 سبتمبر 2024 9:28 صباحًا - بتوقيت القدس

عام على حرب الإبادة في غزة.. تباين الآراء حول النتائج والتداعيات والمآلات

رام الله - خاص بـ"القدس" والقدس دوت كوم-

د. دلال عريقات: يجب أن نعترف بتراجعنا.. وترميم الأوضاع الفلسطينية يحتاج إلى عقود من الجهود المكثفة 

محمد جرادات: هجوم ٧ أكتوبر جاء ليجيب عن تساؤلات ٧٦ عاماً من محاولات تصفية القضية الفلسطينية

عدنان الصباح: الوقت لم يحن لجرد الحساب فالحرب لم تنته والعبرة في النهايات لأن المرحلة المقبلة صعبة

سماح خليفة: أي تسوية إقليمية مستقبلية لن تكون ممكنة من دون معالجة القضية الفلسطينية

محمد مناصرة: هجوم السابع من أكتوبر لم يحقق أي مكاسب وأفقدَ القضية الفلسطينية القرار المستقل

 

 بعد مرور نحو عام على حرب الإبادة الإسرائيلية ضد قطاع غزة، يجد الفلسطينيون أنفسهم أمام مرحلة يجب فيها تقييم الإنجازات والخسائر التي ترتبت على تلك الحرب.


وتتباين آراء عدد من الكتاب والمحللين السياسيين وأساتذة جامعات في أحاديث منفصلة لـ"ے"، حول المكاسب التي تحققت من هجوم السابع من أكتوبر، لكنهم يجمعون على أن ما تبع الهجوم من حرب إبادة مستمرة حقق إنجازات شعبية غير مسبوقة على الساحة الدولية، خاصة في ما يتعلق بإعادة القضية الفلسطينية إلى الأجندة العالمية. 


ويرى بعض الكتاب والمحللين أن المقاومة، بالرغم مما تكبدته من ضربات، استطاعت أن تحافظ على وجودها في المشهدين العسكري والسياسي، كما أنه على الرغم من الحديث عن هدنة محتملة أو حلول دبلوماسية، فإن الكتاب والمحللين يرون أن الفترة المقبلة ستشهد تصعيداً للحرب الإقليمية.

 

مكاسب على الصعيد الدولي وخسائر على الأرض

 

في تقييمها لعام كامل من حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، تؤكد أستاذة الدبلوماسية وحل الصراعات في الجامعة العربية الأمريكية د.دلال عريقات أن المكاسب الفلسطينية الأساسية كانت على الصعيد الدولي، حيث تمكنت الدبلوماسية الفلسطينية من إعادة القضية الفلسطينية إلى الأجندة العالمية، سواء من خلال الجهود القانونية أو السياسية. 


ومع ذلك، ترى عريقات أن هذه المكاسب الدولية لا يمكن أن تخفي حجم الخسائر الكبيرة التي تكبدها الفلسطينيون على أرض الواقع.


وتشدد عريقات على ضرورة أن يدرك الفلسطينيون أنهم قد خسروا الكثير، سواء على المستوى البشري أو السياسي أو الاجتماعي والثقافي، مؤكدة أن تقييم ما حدث يجب أن يكون واقعياً ومنطقياً، حيث ستحتاج عملية ترميم الأوضاع الفلسطينية إلى عقود من الجهود المكثفة في جميع الأصعدة.


وتوضح عريقات أن التراجع الذي شهده الفلسطينيون على مدار العام الماضي لم يكن فقط على مستوى عدد الشهداء والجرحى الكبير، بل شمل أيضاً الدمار الشامل الذي لحق بالبنية التحتية في غزة، حيث أعادت الحرب القطاع عشرات السنين إلى الوراء، وهذه الخسائر الهائلة لا يمكن اعتبارها إنجازاً.


حتى في ظل الحديث عن مبادرات وحلول دبلوماسية وسلمية، إلا أن عريقات تشير إلى أن إسرائيل مستمرة في تنفيذ مشروعها الاستعماري تحت ذرائع متعددة، مثل القضاء على حركة حماس أو مواجهة الدعم الإيراني أو الدعم التركي، لكنها تؤكد أن هذه الذرائع يجب أن لا تخفي الحقيقة الأساسية، وهي أن إسرائيل تسعى إلى ضم الأراضي الفلسطينية وتحقيق مشروعها التوسعي الاستعماري. 


وترى عريقات أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي اليمينية المتطرفة برئاسة بنيامين نتنياهو قد حققت بالفعل خطوات كبيرة نحو ضم الأراضي، في حين تركت غزة مدمرة، مع عدم وجود أي بنية تحتية، نتيجة الحرب الإسرائيلية التي تسببت في دمار واسع النطاق وقتل متواصل.

 

قلق من تدهور الوضع السياسي الفلسطيني

 

وتعبر عريقات عن قلقها من تدهور الوضع السياسي الفلسطيني الداخلي، حيث لم يتحقق أي تقدم نحو الوحدة أو إنهاء الانقسام الفلسطيني على مدار 17 عاما ولم يتحقق اي انجاز من ذلك حتى بعد عام من حرب الإبادة، مشيرة إلى أن الوضع السياسي الفلسطيني "تراجع وبحاجة إلى ترميم كبير". 


وتحذر من أن الحديث المتجدد عن مؤتمرات السلام الدولية قد يعيد القضية الفلسطينية إلى نقطة الصفر، خاصة إذا لم يكن هناك تقدم ملموس على الصعيد الداخلي.


وتؤكد عريقات أن المطلوب في المرحلة المقبلة هو الإبقاء على غزة ضمن إطار الدولة الفلسطينية المستقبلية، مع ضرورة الحيلولة دون تحويل القطاع إلى "دولة غزة"، كما لا بد من مواجهة ضم الضفة الغربية، وهو ما تسعى إليه إسرائيل.


وتشدد عريقات على أهمية إنهاء الانقسام الفلسطيني وتحقيق الوحدة الوطنية، داعية إلى تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية وإعادة تواجد القيادة الفلسطينية في قطاع غزة، إضافة إلى الاستمرار في استخدام الأدوات الدبلوماسية على الساحة الدولية لتحقيق الهدف النهائي بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. 

 

السابع من أكتوبر نتيجة مباشرة لجرائم الاحتلال 

 

يشير الكاتب والمحلل السياسي محمد جرادات إلى أنه بعد مرور عام على حرب الإبادة التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة عقب هجوم السابع من أكتوبر، يقف الفلسطينيون يتساءلون عن حصيلة تلك الحرب وما تم تحقيقه منها.


ويرى جرادات أن السابع من أكتوبر كان نتيجة مباشرة للجرائم والانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة، ليس فقط في غزة والمسجد الأقصى، بل أيضًا في الضفة الغربية.


هجوم السابع من أكتوبر، وفقاً لجرادات، جاء ليجيب عن تساؤلات عقود طويلة امتدت لأكثر من سبعين عاماً، كانت مليئة بالمجازر، والظلم، والتصفية المتعمدة للقضية الفلسطينية عبر مسارات سياسية ظالمة.

 

نقطة تحول كبيرة في مسار الصراع

 

ويقول جرادات: "لقد شكّل هجوم السابع من أكتوبر، نقطة تحول كبيرة في مسار الصراع، حيث وضع القضية الفلسطينية في مرحلة تاريخية جديدة، ورغم الخسائر الفادحة والتضحيات الكبيرة التي دفعها الشعب الفلسطيني، من آلاف الشهداء والجرحى ودمار البنية التحتية في غزة، إلا أن هذه الحرب أعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة السياسية والإعلامية العالمية، كما انه ولأول مرة، أصبح العمق الإسرائيلي ساحة مواجهة دائمة".


ويشير جرادات إلى أن المقاومة الفلسطينية أثبتت قدرتها على الصمود والاستمرار، بالرغم من الضربات المتكررة، سواء في الميدان العسكري أو في السياسة، فعلى الرغم من تراجع كثافة القصف الصاروخي، لا تزال المقاومة توجه ضربات متقطعة للمدن والمستوطنات الإسرائيلية، في ظل فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه المعلنة من الحرب، وخاصة كسر إرادة المقاومة واستعادة اسراه.


من جانب آخر، يشير جرادات إلى أهمية دعم جبهات الإسناد المختلفة، وعلى رأسها جبهة لبنان التي شهدت تصعيداً كبيراً، إذ كان لرد المقاومة اللبنانية على مجازر الاحتلال أثر واضح على تطور ساحة المعركة، مع وصول صواريخها إلى تل أبيب. 


هذا التصعيد بحسب جرادات، أكد أن غزة ما زالت العنوان ومحور الصراع، وأن الاحتلال فشل في تأمين مستوطني الشمال الذين نزحوا، ولم ينجح في تحقيق الاستقرار المنشود.

 

 إسرائيل تعيش أزمة تاريخية غير مسبوقة

 

ويرى جرادات أن إسرائيل الآن تعيش أزمة تاريخية غير مسبوقة، تتمثل في انقسامات سياسية واجتماعية عميقة في الداخل، وأزمة المحتجزين الإسرائيليين الذين تركتهم الحكومة الإسرائيلية، إلى جانب الضربات التي تلقتها من عدة جبهات ومحاور، عمقت هذه الأزمة، ومع استمرار عزلتها الدولية، تتعرض إسرائيل لانتقادات متزايدة على المستوى العالمي بسبب حرب الإبادة التي تشنها على غزة.


ويتوقع جرادات أن تشهد الفترة المقبلة تصعيداً، سواء في عمليات المقاومة في غزة أو الضفة الغربية، وكذلك في توسع إسرائيل حروبها في المنطقة، ما سيدفع محور المقاومة لتوسيع جبهاته أيضاً. 


ويشير جرادات إلى أن دولة الاحتلال تجد نفسها اليوم في مأزق دبلوماسي وسياسي كبير، حيث تتنقل من أزمة داخلية إلى أخرى، ورغم بعض النجاحات الأمنية، فإنها لم تحقق أهدافها من الحرب، وما زالت تراوح مكانها.


من جانب آخر، يرى جرادات أن الفلسطيني، بغض النظر عن انتمائه السياسي أو الجغرافي، سيجد نفسه في نهاية المطاف جزءاً من محور المقاومة، بسبب جرائم الاحتلال الإسرائيلي المستمرة، سواء أراد ذلك أم لا.

 

الوقت لم يحن بعد لجرد الحساب

 

في ظل مرور عام على حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، يؤكد الكاتب والمحلل السياسي عدنان الصباح أن الوقت لم يحن بعد لجرد الحساب، مشيراً إلى أن الحرب لم تنتهِ بعد، وأن العبرة تكمن في نهايات الحرب.


ويرى الصباح أن القضية الفلسطينية استعادت زخمها على الساحة الدولية، مع تصاعد موجة التضامن العالمي مع الفلسطينيين، لكن السؤال الذي يطرحه هو: "هل تم استثمار هذا التضامن بما يخدم مصالح الفلسطينيين؟".


ويشير الصباح إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يمر بمرحلة حاسمة، حيث يخوض ما يسميه "حرب البقاء وإثبات الذات". 


وبحسب الصباح، فإن إسرائيل، بعد عام من هذه الحرب، لا تسعى فقط إلى استعادة هيهيبتها، بل إنها تسعى أيضاً إلى كسر إرادة الآخر، محذراً من أن المرحلة المقبلة قد تشهد تصعيداً أشد وأعنف الاحتلال، حسب الصباح، لن يقبل أن يظل مكسوراً، وسيكون على استعداد لاستخدام كل الوسائل المتاحة لتحقيق أهدافه.


وفي ما يتعلق بالعام الثاني من هذه الحرب، يؤكد الصباح أن الشعب الفلسطيني بكافة فصائله وشرائحه يسعى لوقف الحرب، لكنه يشدد على أن هذا ليس بالطريقة التي يريدها الاحتلال. 


ويتساءل الصباح عن قدرة إسرائيل على تحمل عام آخر من هذه الحرب، مشيراً إلى أن "لدى إسرائيل فائض قوة، لكن هذا لا يصنع مجتمعاً متماسكاً".

 

ضرورة العودة إلى قرار التقسيم الأممي رقم 181

 

ومن وجهة نظر الصباح، فإن مرحلة ما بعد الحرب تستدعي إعادة تعريف المشروع الوطني الفلسطيني ضمن إطار سياسي موحد. 


ويشدد الصباح على ضرورة العودة إلى قرار التقسيم الأممي رقم 181، الذي ينص على إقامة دولتين لشعبين، معتبرًا أن المطالبة بتنفيذ هذا القرار هو السبيل الأمثل لتحقيق العدالة. 


ويرى الصباح أن الذهاب إلى الأمم المتحدة يجب أن يتركز على المطالبة بتنفيذ هذا القرار المعترف به دولياً، وأنه إذا استمر العالم في تجاهل حقوق الفلسطينيين، فيجب التوجه نحو خيار "نزع الاعتراف بإسرائيل".


ويعتقد الصباح أن المرحلة المقبلة تعتمد على قاعدة "النصر أو الهزيمة"، مشدداً على أن الوحدة الفلسطينية هي المفتاح لتحقيق النصر، ويقول: "نحن ننتصر بوحدتنا، وننهزم بتفرقنا".

 

إعادة القضية الفلسطينية إلى صدارة المشهدين الإقليمي والدولي

 

ترى الكاتبة والمحللة السياسية سماح خليفة أن الشعب الفلسطيني لن يعتاد على الذل، بالرغم من العقود الطويلة من الاحتلال والمواجهة، منذ أكثر من 76 عاماً من الصراع المستمر مع المشروع الصهيوني.


وتشير خليفة إلى أنه قبل اندلاع معركة "طوفان الأقصى"، كانت القضية الفلسطينية غائبة عن الساحة الدولية، خاصة في ظل المشاريع الأمريكية المتجددة التي تهدف إلى إبعادها عن المشهد العربي والعالمي، وواحدة من أبرز هذه المشاريع هو "التطبيع"، الذي طبقته عدة دول عربية بشكل علني، بعد أن كان يُمرر بشكل غير مباشر، لكن معركة "طوفان الأقصى" قلبت هذه المعادلة ولفتت أنظار العالم مجدداً إلى القضية الفلسطينية.


وتؤكد خليفة أن هذه المعركة أعادت تسليط الضوء على معاناة الفلسطينيين من قتل وتدمير ومصادرة حقوقهم، وطرحت مجدداً مطالبهم بحقهم في دولة مستقلة على حدود 1967، وهو تنازل جاء بعد أن كانوا يطالبون بأرضهم كاملة، دون أن يحقق هذا التنازل أي نتائج ملموسة، اما الآن، ومع استمرار الاحتلال غير القانوني على الأراضي الفلسطينية، يبقى حق المقاومة في الدفاع عن النفس والأرض قائماً.


ومع مرور عام على حرب الإبادة في قطاع غزة، تشير خليفة إلى أن منهجية الاحتلال في القتل والتدمير ليست جديدة.


وتؤكد خليفة ضرورة تقييم إنجازات وإخفاقات طرفي الحرب بعد المعركة، فمن جانب حركة حماس على الرغم من فقدانها بعض السيطرة على القطاع، فإنها لا تزال الفاعل الرئيسي في غزة، حيث يستمر قادتها، مثل يحيى السنوار ومحمد الضيف، في العمل، وإن كان بشكل جزئي، إضافة إلى ذلك، تواصل حماس احتجاز عشرات الأسرى الإسرائيليين، وكل ذلك أبقى على إخفاق إسرائيل بعدم تحقيق أهداف حربها حتى الآن.


وتعتبر خليفة أن معركة "طوفان الأقصى" أعادت القضية الفلسطينية إلى صدارة المشهدين الإقليمي والدولي، مؤكدة أن أي تسوية إقليمية مستقبلية لن تكون ممكنة دون معالجة القضية الفلسطينية.

 

المقاومة استعادت عنصر المفاجأة

 

وتشير خليفة إلى أن المقاومة استعادت عنصر المفاجأة في مواجهتها لإسرائيل، مثلما حدث في حرب أكتوبر 1973، لكن بشكل أعمق واقوى، حيث ألحقت خسائر كبيرة بإسرائيل، بما في ذلك إخلاء المستوطنات في غلاف غزة والمناطق الحدودية الشمالية مع حزب الله، وهو ما لم يحدث منذ إعلان قيام دولة الاحتلال.


وتشدد خليفة على أن المقاومة الفلسطينية، رغم خسائرها البشرية، نجحت في إبقاء خسائرها أقل مما كان متوقعاً، بينما تتزايد خسائر الجيش الإسرائيلي يوماً بعد يوم، على الرغم من ان الخسائر الكبيرة كانت بين المدنيين الفلسطينيين.


من جهة أخرى، تشير خليفة إلى النجاح الدولي في شن حملة واسعة ضد إسرائيل، سواء على مستوى المحاكم الدولية أو من خلال مظاهرات في العواصم الكبرى، إضافة إلى المقاطعة الاقتصادية، وإيقاف إسبانيا وغيرها للمساعدات العسكرية لإسرائيل، وصولاً إلى اعتراف بعض الدول بدولة فلسطين.


من ناحية أخرى، تشير خليفة إلى أن التدخلات الإيرانية عبر حلفائها مثل حزب الله، والحوثيين، والميليشيات الشيعية العراقية، تشكل تحدياً جديداً لإسرائيل، خاصة في ظل الصراعات والانقسامات الداخلية في المجتمع الإسرائيلي حول سياسات حكومة نتنياهو. 


وتؤكد خليفة أهمية قراءة المشهد من منظور تاريخي، فإسرائيل، تواجه تحديات طويلة الأمد، استناداً إلى ما جرى في لبنان عندما أخرجت حركة فتح منها، لكن كان هناك صعود لفصائل مقاومة جديدة كحزب الله بعد اجتياح لبنان عام 1982. 


وتقول خليفة: "بالرغم من أن إسرائيل تمكنت من تدمير حماس جزئياً، وخلقت صدمة شديدة للمجتمع الفلسطيني ستستمر صداها في الوعي الفلسطيني والإقليمي لسنوات مقبلة، ما يجعلهم يدركون الثمن الذي قد يدفعونه إذا كرروا هجومهم، إلا أنه من جانب حماس ستدرك أن عليها تطوير إمكانياتها ورؤيتها للنتائج المتوقعة، حيث لم تعد الرهائن ورقة رابحة بالدرجة التي عوّلت عليها، بالتالي سيولد جيل جديد ومختلف من المقاومة".

 

حرب الإبادة على غزة ستستمر بإسناد أمريكي وغربي

 

أما عن طبيعة المرحلة المقبلة، فترى خليفة أن حرب الإبادة على قطاع غزة ستستمر بإسناد أمريكي وغربي وبغض النظر عن أي كارثة إنسانية ستنتج عنه، بحجة تصفية البنية التحية للمقاومة ككل مهما استغرق ذلك من وقت، ويمكن أن تكون المقاومة قد أعدت ما يمكنها من الصمود مما سيؤدي إلى معادلة جديدة تكون حماس والمقاومة أساسها، وإن لم يعد لدى المقاومة ما تقدمه بالقدر الكافي للصمود ستتم هدنة ووقف أطلاق نار يوجه موقف المقاومة لمعطيات جديدة سياسية أساسها قطاع غزة والأماكن المقدسة، وإن انتهت المقاومة كقوة فاعلة في الميدان سيتم تصفية القضية الفلسطينية كدولة مستقلة وإنهاء حكم حماس وتدمير المقاومة وبنيتها التحتية، ثم الانسحاب من القطاع وتسليمه للمجتمع الدولي والعربي والفلسطينيين المستعدين لأن يكونوا جزءاً من الحل، شرط السيطرة الأمنية برقابة عربية وأمريكية، مع العمل لإعادة بناء القطاع".


وفيما يخص الجبهة الشمالية، تحذر خليفة من احتمال توسع الحرب مع تدخل مباشر من حزب الله، وهو ما قد يدفع الولايات المتحدة إلى التدخل المباشر أيضاً، ما يعني انجرار المنطقة إلى حرب عالمية ثالثة، باحتمالية دخول إيران بشكل مباشر على جبهة الصراع.

 

ضرورة تفعيل دور منظمة التحرير وإدماج جميع الفصائل في حوار وطني

 

على الصعيد الداخلي الفلسطيني، تشدد خليفة على ضرورة تفعيل دور منظمة التحرير الفلسطينية، وإدماج جميع الفصائل والقوى الفلسطينية في حوار فصائلي، من أجل تشكيل حكومة وفاق وطني فلسطيني تعمل على توحيد غزة والضفة الغربية. 


وتدعو خليفة إلى تصدير مشهد الوحدة الوطنية الفلسطينية إلى العالم، لدعم حركة التضامن الدولي المتزايدة مع الفلسطينيين، التي بدأت بعد السابع من أكتوبر، وتصاعدت بسرعة ملحوظة.

 

إعطاء الأولوية للكفاح السلمي

 

يرى الكاتب والمحلل محمد موسى مناصرة أن هجوم السابع من أكتوبر، لم يحقق أي مكاسب ملموسة على المستويين لا السياسي ولا العسكري للفلسطينيين.

وعلى الرغم من أن الهجوم وما تبعه من مجازر حققت تضامنا شعبيا عالمياً من المجتمع الدولي، إلا أن مناصرة يعتقد أن هذا التأييد كان بالإمكان تحقيقه دون الحاجة إلى هذه المجزرة وما نتج عنها من إراقة دماء. 

ويقول مناصرة: "إن الفلسطينيين يجب أن يتحلوا بالشجاعة في مواجهة أنفسهم والاعتراف بأن أهداف شعبنا كان يمكن الوصول إليها بأساليب أخرى أقل تكلفة، كالكفاح السياسي، ومن دون كل هذه الدماء".

ويدعو مناصرة إلى إعطاء الأولوية للكفاح السلمي، لكنه لا يقصد بذلك المفاوضات التي جرت على مدار العقود الماضية، ويصفها بأنها لم تكن قائمة على أسس علمية أو مرجعيات صلبة، ولم تستخدم كشكل من أشكال النضال. 


ويوضح مناصرة أنه من الخطأ وصف تلك المفاوضات بأنها مفاوضات جادة أو علمية، مؤكداً ضرورة مراجعة المرحلة التفاوضية بشكل شامل، وتقييم مدى فعاليتها وجدواها في تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني.


من ناحية أخرى، يرى مناصرة أن أحد أخطر نتائج السابع من أكتوبر، هو خسارة القضية الفلسطينية القرار الوطني المستقل، مشيراً إلى أن هذا الوضع يعكس عدم قدرة الفصائل الفلسطينية، سواء حركتي فتح أو حماس وغيرهما، على إدارة غزة بشكل فاعل لاحقاً. 


ويُحمّل مناصرة القيادات الفلسطينية مسؤولية التخلي عن زمام المبادرة، مؤكداً أن القضية الفلسطينية لم تعد بالكامل بأيدي أبنائها.

 

مراجعة نقدية وجادة لأداء التنظيمات الفلسطينية

 

ويشدد مناصرة على الحاجة الماسة إلى مراجعة نقدية وجادة من قبل التنظيمات الفلسطينية لأدائها السياسي وبرامجها وشعاراتها وتجربتها الماضية كاملة، داعياً إلى استدعاء متخصصين مستقلين لانجاز هذا التقييم وتحديد الأخطاء التي وقعت فيها الفصائل، سواء فيما يتعلق بالكفاح المسلح أو بالاستراتيجيات السياسية، وقد طرح هذه الأفكار ودعا اليها في فضائنا المفكر الفلسطيني عبد المجيد حمدان. 


ويؤكد مناصرة أن النتائج يجب أن توضع أمام الجميع بشكل شفاف، بهدف تجاوز الأخطاء والتعلم منها لتحقيق تقدم حقيقي،حيث ان تحقيق تقدم واعتماد مهمات للمستقبل يعتمد الى حد بعيد على تقييم تجربة النضال السابقة كلها. 

 

غياب قانون دستوري ينظم عمل الأحزاب السياسية في فلسطين

 

أما في ما يتعلق بالوضع السياسي الداخلي، فينتقد مناصرة غياب قانون دستوري ينظم عمل الأحزاب السياسية في فلسطين، وهو ما سمح للمنظمات الفلسطينية بأن تكون تابعة لدول أخرى وتخدم أجندات خارجية، وكان الأجدر وضع القانون ليمنع تلك التبعية. 


ويطالب مناصرة بوضع إطار قانوني واضح يضمن استقلالية التنظيمات السياسية عن أي تدخلات خارجية، مع ضرورة التركيز على بناء منظومة سياسية فلسطينية موحدة وقادرة على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية، والمنظمات الفلسطينية القائمة عاجزة عن تحقيق هذه المواجهة.


ويؤكد مناصرة أن الفلسطينيين، إذا لم يراجعوا أنفسهم ويقوموا بأداء نقد ذاتي حقيقي، سيظلون يعيدون أخطاء الماضي، وهو ما يعيق تحقيق أهدافهم الوطنية والسياسية

دلالات

شارك برأيك

عام على حرب الإبادة في غزة.. تباين الآراء حول النتائج والتداعيات والمآلات

نابلس - فلسطين 🇵🇸

فلسطيني قبل حوالي 2 شهر

عام على خرب الإبادة وأعوام على سكوت الأنظمة العربية بل والإسلامية على ما يحدث بفلسطين

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 81)