أقلام وأراء

الجمعة 13 سبتمبر 2024 9:40 صباحًا - بتوقيت القدس

الدول الداعمة للاحتلال تتخلى عن إنسانيتها

حكومة التطرف الإسرائيلية تسعى بكل ما تملك من قوة لتسخير خطوات عملها القادمة للسيطرة على الضفة الغربية وضمها، ومنع قيام الدولة الفلسطينية، وتجريد السلطة الوطنية الفلسطينية من مهامها الأساسية، وهذا ما أكده الوزير اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، حيث استمر في دعواته التحريضية على الشعب الفلسطيني، وتأكيده على المضي قدماً في تنفيذ مخططه للســيطرة على الضفة ومنع إقامة دولة فلسطينية.


وكان المتطرف قد ذكر في منشور على منصة "إكس"، حرفياً: "مهمة حياتي هي بناء أرض إسرائيل وإحباط إقامة دولة فلسطينية، لهذا السبب أخذت على عاتقي، إضافة إلى منصب وزير المالية، مسؤولية القضايا المدنية في يهودا والسامرة (الضفة)" مضيفاً: "سأواصل العمل بكل قوتي حتى يتمتع نصف مليون مستوطن موجودين في الضفة بحقوق كل مواطن في إسرائيل وإثبات الحقائق على الأرض".


لقد جسد المتطرف سموتريتش وتكتله العنصري أسوأ عقلية استعمارية استيطانية مرت في التاريخ المعاصر، وهذه ليست المرة الأولى، التي يعلن فيها نيته ضم الضفة ومنع إقامة دولة فلسطينية، ففي الثالث والعشرين من حزيران/ يونيو 2024، رد سموتريتش على تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" حول خطة له لتعزيز السيطرة الإسرائيلية على الضفة الغربية المحتلة، وإجهاض أية محاولة لأن تكون جزءاً من الدولة الفلسطينية، بالقول: "خطتي ليست أمراً سرياً، سأحارب بكل قوتي خطر إقامة دولة فلسطينية من أجل دولة إسرائيل ومواطنيها، سأواصل عبر صلاحياتي تطوير الاستيطان في الضفة وتعزيز الأمن". 


وأيضا، يدفع رئيس حزب الصهيونية الدينية، منذ توليه منصب وزير في وزارة "الأمن"، بتغييرات كبيرة على أرض الواقع في الضفة الغربية، لتنفيذ "خطة الحسم" التي نشرها عام 2017، والتي تهدف إلى منع إقامة دولة فلسطينية، ووضع المواطنين الفلسطينيين أمام خيار الموت أو الهجرة إلى الخارج.


استمرار الاحتلال في توسيع دائرة حربه، بالإضافة إلى المجازر الدموية التي ينفذها على مدار الساعة في قطاع غزة ، وكذلك العدوان الهمجي والاعتداءات المتكررة على المدن الفلسطينية في جنين وطولكرم تأتي امتداداً لحرب الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني، وتدمير جميع مقومات وجوده الإنساني وخصوصاً في غزة، وتحويلها وفقاً لشهادات أممية إلى مكان غير قابل للسكن.


تلك المجازر المتواصلة، يحب أن تتوقف، وأن يتم وضع حد لسياسة الاحتلال وممارسات جيشه القمعية واللاإنسانية، ولا يمكننا الاستمرار على نفس نهج حكومة التطرف القمعية والاستمرار في مشاهدة معاناة النساء والأطفال الأبرياء في غزة .


استباحة غزة والضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، وارتكاب المزيد من أشكال الإبادة والتطهير العرقي والقتل ضد المدنيين الفلسطينيين، يعد إمعاناً إسرائيلياً رسمياً ومتواصلاً واستخفافاً، بالمجتمع الدولي وبالشرعية الدولية وقراراتها، وتمرداً متعمداً على القانون الدولي والمطالبات والمناشدات الدولية الداعية لوقف الحرب والكارثة الإنسانية في غزة.


لا يمكن استمرار صمت المجتمع الدولي والدول التي تدعم الاحتلال وتتخلى عن إنسانيتها، بحيث تظهر شعاراتها ومبادئها الخاصة بحقوق الإنسان بأنها شكلية وتندرج في إطار ازدواجية مفضوحة في المعايير وظروف تطبيقها، والالتزام بها وفقاً لهوية الجلاد والضحية. كما أنها تخضع لحسابات مصالح الدول قبل كل شيء، الأمر الذي تستغله حكومة نتنياهو المتطرفة والتكتل اليمني العنصري لإطالة أمد الحرب وتوسيعها في الضفة الغربية، وإطالة أمدها لتفريغ الأرض من السكان، ومواصلة جميع الأشكال الإجرامية العنصرية، وكسب المزيد من الوقت من أجل بقاء الائتلاف الحاكم لمدة أطول.


 

يدفع سموتريتش منذ توليه منصب وزير في وزارة "الأمن"، بتغييرات كبيرة على أرض الواقع في الضفة الغربية، لتنفيذ "خطة الحسم" التي نشرها عام 2017، وتهدف إلى منع إقامة دولة فلسطينية، ووضع المواطنين الفلسطينيين أمام خيار الموت أو الهجرة.

دلالات

شارك برأيك

الدول الداعمة للاحتلال تتخلى عن إنسانيتها

المزيد في أقلام وأراء

يُقتلون وهم يَلعبون!

المياه حق للجميع ….معاً وسوياً حتى نحصل على حقنا في المياه

في التأصيل للفلسطينية Palestinism

إياد البرغوثي

زيتون فلسطين يعانق أرز لبنان ‬

حديث القدس

فلسطين في مواجهة المستعمرة

إسرائيل تدق مسماراً قاتلاً فى نعش "الأونروا"

سامي مشعشع

طوفان الأقصى" وما أعقبه من تداعيات على المنطقة العربية

كريستين حنا نصر

النيكروبوليتيكس والأهداف الجيوسياسية.. أداة الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية

مروان أميل طوباسي

المقاطع الوحشية المصورة لعمليات التعذيب بحق المعتقلين

سري القدوة

الصين والشرق الأوسط الجديد.. من طريق الحرير لطريق الحزام والأمان

دلال صائب عريقات ‏

الإصلاح الوطني وهندسة النظام السياسي

فهمي الزعارير

"ثورة الذكاء الاصطناعي تعيد الأمل: أول جهاز عصبي يتيح لانسلن مصاب " بالشلل" استعادة الحركة والإحساس"

في عصر الذكاء الاصطناعي: هل كلنا سواء؟

أُبيدت عائلات ومُحيت أجيال!

عدوان في كل مكان

حديث القدس

إسرائيل.. نهج "النحر الجماعي" مؤداه "الانتحار الذاتي"!

أسعد عبد الرحمن

شمال غزة.. جوع ومجازر وحصار

بهاء رحال

ما يجري في قطاع غزة جزء من خطة إبادة جماعية

سري القدوة

سبعُ نقاط في فهم الغُلوّ الصهيوني

بكر أبو بكر

هل اقترب وقف إطلاق النار؟

جواد العناني

أسعار العملات

الأحد 06 أكتوبر 2024 12:55 مساءً

دولار / شيكل

بيع 3.82

شراء 3.8

دينار / شيكل

بيع 5.39

شراء 5.37

يورو / شيكل

بيع 4.19

شراء 4.17

هل تستطيع إدارة بايدن الضغط على نتنياهو لوقف حرب غزة؟

%17

%83

(مجموع المصوتين 375)