Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الأحد 08 سبتمبر 2024 9:42 صباحًا - بتوقيت القدس

نفس القاتل.. عائشة نور وراشيل كوري

بين عائشة نور وراشيل كوري يقف القناص القاتل مبتهجًا، وتصمت الإنسانية، وتسكت ضمائر الكثيرين، فيواصل القاتل مهمته في القتل والإعدام، بدم بارد ومن دون أن يخشى العقاب. يبتهج بما اقترفت يداه بلا ضمير ولا وازع إنساني، مثلما يفعل في غزة منذ أحد عشر شهرًا.


راشيل التي سحقت جسدها جرافة إسرائيلية، حين وقفت متضامنة مع غزة، حيث كانت قوات الاحتلال تهدم بيوتًا في رفح إبان الانتفاضة الثانية، وعائشة التي قتلتها رصاصة قناص حين كانت بالأمس تتضامن مع الناس في بلدة بيتا جنوب نابلس. وكلتاهما مواطنتان أمريكيتان، جاءتا لتقولا كفى للاحتلال والظلم، وكفى للدعم الأمريكي للاحتلال ومستوطنيه، ولتتوقف حرب الإبادة، وحرب المصادرة، وحرب الضم، فما كان من القناص الحاقد إلا أن صوّب بندقيته على رأسها، فسقطت شهيدة على أرض بيتا، البلدة التي كغيرها من البلدات تتعرض لهجمات مسعورة، واعتداءات يومية متواصلة من قبل المستوطنين وجنود الاحتلال، وفق مخطط الاستيطان والمصادرة والتوسع وابتلاع الأرض، ووفق نوايا حكومة الحرب الرامية إلى ضم الضفة الفلسطينية، وطرد وتهجير سكانها.


عائشة واحدة من المتضامنين الذين جاؤوا متحدين إجراءات الاحتلال المفروضة بشدة، وتسللوا حتى وصلوا إلى الضفة، رغم كل الحواجز المنتشرة، فلم يستطع الاحتلال منعهم من الوصول إلى بلدة بيتا، من أجل التضامن والوقوف مع الحق في مواجهة الباطل، ليقولوا للاحتلال كفى، فقتلها القناص بطلقة أصابت رأسها، وتفاخر رقصًا بما اقترفت يداه، وسكتت أمريكا والعالم. لو كان الأمر عكس ذلك لثارت الدنيا وقام العالم ولم يقعد.

عائشة دفعتها إنسانيتها لتقطع كل المسافات وتأتي لتقف مع من يتعرضون للإبادة والقتل، فقتلت بذات البندقية التي تقتل كل فلسطيني وفلسطينية يحاول حماية أرضه وبيته وقريته من عمليات السرقة والمصادرة.


عائشة التي استشهدت بالأمس كانت تقول لهذا الاحتلال كفى، وجاءت لتشارك التظاهرات السلمية، الداعية إلى وقف الاحتلال والاستيطان، ووقف عمليات القضم والضم والسرقة، كما جاءت من قبلها راشيل كوري التي داست سحقت جسدها جرافة عسكرية يقودها جندي حاقد. ورغم مرور سنوات عديدة على تلك الحادثة، إلا أن بشاعة ما حدث لا زال عالقًا في الذاكرة، ومثل عائشة التي رأينا بالأمس كيف لرصاصة قناص أن تهشم جمجمتها التي تناثرت على أرض بيتا. كان جسد راشيل يتناثر على أرض رفح تحت جنازير الجرافة الإسرائيلية فاستشهدت على الفور. رفح اليوم يا راشيل تقصف بالطائرات، ويقتل الناس بعشرات الآلاف، ويسكنون الخيام على حافة الحدود بعد أن دمرت بيوتهم ومنازلهم. ونابلس اليوم تودع يا راشيل رفيقتك وابنة بلدك عائشة التي سارت على نهجك ضد آلة القتل والإرهاب، وضد الظلم والإبادة، وطلبًا للحرية والعدالة.


يا راشيل لا يزال عدو الإنسانية يقتل بدم بارد، ولا تزال حكومات بلدكم المتعاقبة تقدم له المال والسلاح والغطاء في كل المحافل!!


..............

راشيل التي سحقت جسدها جرافة إسرائيلية، حين وقفت متضامنة مع غزة، حيث كانت قوات الاحتلال تهدم بيوتًا في رفح إبان الانتفاضة الثانية، وعائشة التي قتلتها رصاصة قناص حين كانت بالأمس تتضامن مع الناس في بلدة بيتا جنوب نابلس.

دلالات

شارك برأيك

نفس القاتل.. عائشة نور وراشيل كوري

المزيد في أقلام وأراء

Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة

بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً

بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة

أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي

بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

ويسألونك...؟

ابراهيم ملحم

الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية

منير الغول

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 83)