أقلام وأراء
الإثنين 02 سبتمبر 2024 9:41 صباحًا - بتوقيت القدس
حرب الرواية: شيطنة النضال الفلسطيني ومقاومة الاحتلال
تسوّغ إسرائيل بكل مركباتها السياسية والإعلامية وحتى المعارضة سردية روائية أن حرب الإبادة المشتعلة منذ 7 أكتوبر/ تشرين أول 2023 هي "حرب على الإرهاب الذي تقوده وتموله إيران". حرب الرواية الإسرائيلية ليست جديدة على القضية الفلسطينية، بل هي موجودة منذ بدء الاستيطان الصهيوني على الأرض الفلسطينية، واختراع مقولة "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض"، رغم أن الانتاج المعرفي للتاريخ القديم والمعاصر وحتى الغربي لم يثبت أن الشعب الفلسطيني ترك أرضه منذ العهد الكنعاني إلى اليوم، إلا أن الرواية الزائفة الإسرائيلية هي الدارجة لدى الغرب الذي صنع لهم دولة على أرض فلسطين.
يتعرض الشعب الفلسطيني لحرب إبادة لاقتلاعه من أرضه وتصفية القضية الفلسطينية، واتسعت في الآونة الأخيرة تلك الحرب لتشمل الضفة الغربية والقدس، بعد اتباع سياسات وإجراءات أكثر وحشية، وإطلاق يد المستوطنين وتسليحهم لارتكاب جرائم بحق الفلسطينيين. وبجانب الحرب التدميرية تلك، هناك حروب أخرى تشنها إسرائيل، كحرب الرواية الهادفة إلى وسم النضال الوطني الفلسطيني بالإرهاب والتبعية لإيران.
إن الحرب التدميرية والإبادة الدائرة حالياً في الأراضي الفلسطينية واضحة، وترتكب على الهواء مباشرة، وإنما هناك حرب رواية تؤمن للاحتلال استمرارية الوحشية التي يقوم بها ضد الشعب الفلسطيني، وتكسبه صمت العالم والمنظمات والمؤسسات الدولية، وإن كسرت الصمت فتكون داعمة للاحتلال وحقه الشرعي في الدفاع عن النفس.
ومن الجدير ذكره، هو عدم حاجة إسرائيل بعد صياغة حرب الرواية إلى دلائل ومؤشرات حقيقية لدى الأنظمة السياسية الغربية، وإنما يكفي نشرها حتى تتبناها تلك الأنظمة، وخاصة الولايات المتحدة. وعلى إثرها تقدم الدعم العسكري والمالي حتى تتغلب إسرائيل على أعدائها، ليس هذا وحسب. وإنما تتبنى الأنظمة السياسية الغربية، والإعلام الغربي الرواية الإسرائيلية، وتقوم بإعادة نشرها لإقناع الجمهور الغربي بها.
ومن التداعيات والآثار السلبية لتبني الرواية الإسرائيلية لدى الغرب قمعة لأي حراك مساندة للشعب الفلسطيني، أو مطالبته بوقف الإبادة حتى وإن كانت مدفوعة بدوافع إنسانية، ليست لها علاقة بالحقوق السياسية للشعب الفلسطيني، وإقامة الدولة الفلسطينية.
إن التصدي للرواية الإسرائيلية ومجابهتها أمر بالغ الأهمية والتعقيد، لأن الرواية تؤسس لفهم الأحداث وما يجري في فلسطين؛ فالنضال الوطني ضد الاستعمار مشروع في القانون الدولي، حتى بالقوة المسلحة وفقاً للمادة (51) من ميثاق الأمم المتحدة. وقد شرعت نظريات العلاقات الدولية بناء العلاقات بين الفواعل الدولية، سواء الفواعل من الدول أو من غير الدول، وأسست جميعها رغم تعدد مرجعياتها الفكرية للتعاون والترابط بين الكيانات السياسية والشعوب.
ومع ذلك، يتوجب أن نبني علاقات خارجية مع دول ومؤسسات تخدم القضية الفلسطينية ولا تدعم الرواية الإسرائيلية بوصفنا إرهابيين؛ فنحن أصحاب الحق التاريخي والسياسي في فلسطين. وهذا لا يخدم فقط القضية الفلسطينية، وإنما الفصائل الفلسطينية التي تزور طهران؛ فكل عمليات الاغتيال التي حدثت إما في الجنوب اللبناني لدى حزب الله، أو في طهران. مع أن أعضاء المكاتب السياسية للفصائل الفلسطينية تتواجد في العواصم العربية وتركيا، لكن من المستعبد أن تتم عمليات اغتيال إسرائيلية في تلك العواصم على الأقل في الوقت الراهن لأن إسرائيل تريد المحافظة على سردية رواية الإرهاب.
إن التعددية الحزبية والسياسية ظاهرة طبيعية في الكيانات السياسية، ومن ضمنها الكيان السياسي الفلسطيني، صاحب رواية الأرض التي دافعت عنها الأجيال الفلسطينية منذ بدء الاستعمار إلى يومنا هذا يتطلب أن تتوحد كافة الأحزاب الفلسطينية بالحد الأدنى "برنامج وطني طارئ" تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية صاحبة الاعتراف الأممي والشعبي، والحديث السياسي باسم الكل الفلسطيني، حتى نحقق الأمن ونوقف الإبادة لمن تبقى على قيد الحياة في قطاع غزة، ومنع انتقالها للضفة الغربية والقدس.
...........
إن التصدي للرواية الإسرائيلية ومجابهتها أمر بالغ الأهمية والتعقيد، لأن الرواية تؤسس لفهم الأحداث وما يجري في فلسطين؛ فالنضال الوطني ضد الاستعمار مشروع في القانون الدولي.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام
بهاء رحال
المقاومة موجودة
حمادة فراعنة
وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي
سري القدوة
هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!
محمد النوباني
ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟
حديث القدس
مآلات موافقة حزب الله على ورقة أمريكا الخبيثة
حمدي فراج
الأكثر تعليقاً
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
هولندا: سنعتقل نتنياهو تنفيذا لقرار المحكمة الجنائية الدولية
الأكثر قراءة
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
الأونروا: فقدان 98 شاحنة في عملية نهب عنيفة في غزة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%54
%46
(مجموع المصوتين 80)
شارك برأيك
حرب الرواية: شيطنة النضال الفلسطيني ومقاومة الاحتلال