يعرض فنانون تشكيليون العام الحالي، خلال مشاركتهم في مهرجان جرش للثقافة والفنون، مجموعة من اللوحات تحاكي واقع الحرب الوحشية على قطاع غزة، وتدعم صمود أهلها. إذ يركز الفنانون في أعمالهم على تصوير حرب غزة، وسيتم عرض لوحة "التلاحم العربي" للفنان غسان العياصرة للمرة الأولى، وهي لوحة عمرها 25 عاماً وتقدر قيمتها بمليون دينار.

ستأخذ اللوحات طابعاً سياسياً ودينياً، وستعبر عن المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني من خلال الفن والرسم. ومن المتوقع أن يكون عدد زوار المعرض كبيراً، خاصة وأن كل زائر يعد داعماً لأهالي غزة ويقف إلى جانبهم، تماماً كما يقف الأردن بكل ما أوتي من قوة وإمكانيات بجانب الشعب الفلسطيني على الدوام.

وأكد الفنان غسان العياصرة، مسؤول معرض الفن التشكيلي في مهرجان جرش في دورته الـ38، أن عدد الفنانين المشاركين لا يقل عن 40 فناناً من محافظة جرش، وعدد من الفنانين الضيوف من مختلف محافظات المملكة. سيتم عرض لوحاتهم خلال أيام المهرجان، وبيعها وتسويقها، إضافة إلى التشبيك مع مختلف المؤسسات والهيئات التي تدعم الفن والفنانين.

وأضاف أن معرض الفن التشكيلي العام الحالي، يتمييز بسمبوزيوم وهو رسم اللوحات مباشرة داخل موقع المهرجان وتسويقها، ورسم اللوحات التي يطلبها الزوار بشكل مباشر أمامهم، وهذه الخطوة تنفذ للمرة الأولى في مهرجان جرش للثقافة والفنون، ومن المتوقع أن تشهد إقبالا عليها.

وحجز الفنانون التشكيليون والمصورون الفوتوغرافيون موقعهم الفني في شارع الأعمدة بين الصخور والأعمدة التاريخية والأثرية التي تحاكي الواقع رغم عمرها الطويل، بمساحة أوسع ومعروضات أكثر متخصصة أحدهما للفنانين التشكيليين ومعرض للمصورين وسمبوزيوم.

وقال العياصرة: "إن عدد الفنانين المشاركين في مهرجان جرش للثقافة والفنون يرتفع سنوياً، مما أدى إلى زيادة عدد المعارض المشاركة. ويشارك أغلب الفنانين من أبناء محافظة جرش، إضافة إلى مشاركين من مختلف محافظات المملكة والدول العربية، التي يحرص المهرجان على إشراكهم سنوياً".

ووفق العياصرة، فإن مساحة المعارض تمت زيادتها وتوسعتها العام الحالي، حتى يتمكن كل فنان ومصور من عرض لوحات إبراز جمالها والاستفادة من أعداد الزوار الهائلة في الموقع الأثري.

وقال العياصرة، رئيس رابطة جراسيا للفنون الجميلة: "إن معرضهم العام الحالي، يتميز بعدد الفنانين المشاركين وطبيعة أعمالهم، بما في ذلك فنانون من ذوي الإعاقة، الذين يتميزون باللوحات والمعروضات والإنتاجات الفنية. ومع ذلك، كانت المعضلة الوحيدة هي صغر مساحة العرض، وقد تمت السيطرة عليها، حيث لم يتمكن أي فنان من عرض سوى لوحة واحدة فقط في المهرجان. على الرغم من ذلك، ينتظر الفنانون المهرجان سنوياً بفارغ الصبر لعرض أكبر عدد ممكن من لوحاتهم الفنية".

وأضاف العياصرة وهو منظم المعرض الفني منذ أكثر من 14 دورة سابقة للمهرجان، ويشارك من خلال أعماله منذ ما يزيد على 18 عاما، أن هذه الدورة والانطلاقة للمهرجان خاصة ومميزة؛ نظرا لطبيعة الأوضاع في غزه وجميع المشاركين بمختلف المشاركات سيكونون متضامنين مع حرب غزة ودعما للصمود ومن المتوقع، أن يكون عدد الزوار كبيرا دعما لأهلنا في قطاع غزة وبكل الإمكانيات.

وتوقع العياصرة أن تنعكس حركة الزوار على مختلف المشاركين في المهرجان، وخاصة صغار المشاركين وهم ما يزالون بحاجة إلى دعم وتعزيز وتشبيك حتى يتمكنوا من تطوير منتجهم وتحسين مستواه وتطويره، من خلال حضور نخبة كبيرة من الزوار التي تهتم بهذه المهن والحرف والمنتوجات الفنية التراثية والتاريخية.

ويعتبر العياصرة المشاركة التي تتجدد سنويا بالمهرجان فرصة لعرض إبداعات المشاركين وتبادل المعرفة والخبرات بين الفنانين، إذ يشارك فنانون من محافظات مختلفة إضافة إلى جرش، وهي: العقبة، عجلون، عمان وإربد، وهذه فرصة لعرض ونشر وتسويق الأعمال الفنية للمشاركين، خاصة وأن الرابطة تضع معايير عدة، للمشاركة ومن أهمها تشكيل لجان فنية لاختيار الأعمال الفنية المميزة بما يظهر صورة جرش أجمل وأبهى. 

وبين أن الأولوية تعطى للفنانين الجدد والأعمال الأكثر إبداعا، وتخصص زاوية للمواهب الواعدة، حتى تستفيد أكبر شريحة من أبناء جرش من مشاركتهم بالمهرجان، كما يتم دعم المواهب الفنية لذوي الإعاقة.