Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الإثنين 15 يوليو 2024 9:29 صباحًا - بتوقيت القدس

الجديد الذي أدخلته حرب أكتوبر 23 على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

تلخيص

هل وقف الفلسطينيون على الجديد الذي أدخلته الحرب على الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي؟


يُفضل هذا المقال عدم التفرد في الإجابة وتحديد الجديد الذي أدخلته الحرب على قطاع غزة على الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، ويرغب بالمقابل في مشاركة أصحاب الرأي في تحديد هذا الجديد، وذلك من خلال إثارة جملةٍ من الأسئلة القابلة للتطوير والحذف والإضافة، لعل الإجابة عنها مجتمعةً ومنفردةً تساعد الفلسطينيين على تحديد الجديد الذي أدخلته الحرب على الصراع.


وعلى ذلك، فهناك حاجة ابتداءً للوقوف على حقيقة الصراع ،لا سيما أن عدم الوقوف على حقيقة الصراع الدائر في فلسطين وعليها الآن لا يقود إلى الوقوف بصدق على الجديد الذي أدخلته الحرب على الصراع، الأمر الذي بدوره يهدر طاقة المجتمع ويُعرض التضحيات الجسام والأثمان الباهظة التي دفعها الشعب حتى الآن والمرشحة للزيادة، للتبخر والضياع، فضلاً على أنه يعطل ويشوش فرص تطوير التدخلات المطلوبة فلسطينياً على ضوء هذا الجديد، وربما يُجهضها.


أما حول المنظور الفلسطيني لحقيقة الصراع، فيبدو أنه هنا يكمن جذر المشاكل والأزمات فلسطينياً! فهل ينظر الفلسطينيون للحرب وللصراع من منظار واحد ومن زاوية واحدة؟ هل يرون أن الحرب قد أجّجت الصراع الداخلي فيما بينهم؟ أم دفعت الخلافات بينهم جانباً وفرضت عليهم التفرغ لمواجهة الاحتلال؟ وهل هي حرب أم صراع يخص مكوّناً بعينه دون غيره من المكونات الفلسطينية؟ وهل يدرك الفلسطينيون، كل الفلسطينيين، أن الصراع الآن إنما يدور على وعي وعقول الفلسطينيين ووجدانهم قبل أن تبدو آثاره ومآلاته على ما تبقّى لهم من أرض وعلى مستقبلهم وحياتهم على إطلاقها؟ وهل يدرك الفلسطينيون أن صرف الصراع إلى غير ذلك هو إهدار لطاقة المجتمع وصرف لها في غير مكانها؟


وبعد الوقوف على حقيقة الصراع يمكننا الوقوف بثقة على الجديد الذي أدخلته الحرب على الصراع واستراتيحيات معالجته، وأول الأسئلة المطلوب من الفلسطينيين توفير إجابة عنها هو: هل ظلت مقاربة معالجة الصراع التي كانت فاعلة حتى ما قبل الحرب محصورة في مقاربة الحل الوسط أو (المصالحة التاريخية) بين أطرافه؟ أم أن هذه المقاربة لم يعد لها مكان في الفكر السياسي الصهيوني وقد جرى استبدالها علناً، وليس سراً، بمقاربة الحسم والإبادة؟


أما بشأن الوقوف على الجديد الذي أدخلته الحرب على المشهد الفلسطيني، فربما تساعد محاولة الإجابة عن الأسئلة التالية في الوقوف علي جُله أو بعضه، فهل قرّبت الحرب ونتائجها المتوقعة الشعب من تحقيق أهدافه بالحرية والاستقلال وتقرير المصير؟ أم زادت من ابتعاده عن تحقيق هذه الغاية؟ وهل وحّدت الحرب الشعب الفلسطيني، أم عمقت من أسباب أنقسامه؟ وهل غيّرت الحرب من إيمان أعمدة النظام السياسي الفلسطيني، بأن كلاً منهما هو الذي يملك حصراً ناصية الصواب، وأنّ الآخر دائماً على خطأ؟ وهل غيّرت من نظرة كل منهما لرؤية الآخر لمعالجة الصراع؟ وهل باتت هذه الأعمدة أقرب للتسليم بأن الوقت قد حان لتوحيد الرؤى؟ لا لاستعداء بعضها البعض؟ وهل بات الشعب أقرب إلى تحقيق شعار "استراتيجية واحدة، ودستور واحد، وسلاح واحد"؟ لا سيما أنه رغم الانقسام فإن أعمدة النظام لا تزال ترفض الخروج على مقاربة الحل الوسط (الحل السياسي) للصراع؟ وهل باتت إعادة بناء منظمة التحرير وتطوير دستورها حاجة وضرورة ربما وجودية للم شمل الفلسطينيين في وطن معنوي واحد؟ وهل ردعت الحرب وكلفتها الباهظة الفاسدين من الاستمرار في خداع الشعب وتصدر المشهد؟ أم لا يزال سياج الفلسطيني خفيضاً، ويسمح لهؤلاء بتصدر المشهد؟ وهل هناك تعريف جامع لمن هو الفلسطيني اليوم؟ وهل هناك معنى واحد للوطن لدى الفلسطينيين؟ ومن هم الفلسطينيون المجسدون لحقيقة الصراع اليوم على الأرض لا لجهة انتمائهم السياسي، بل لجهة معنى الوطن بداخلهم؟ هل هناك ما يشير إلى أنّ الحرب قد نجحت في دفع الشعب الفلسطيني إلى التخلي عن مقاومة الاحتلال؟ أم أن العكس هو الصحيح؟ وماذا حدث للفلسطينيين على مدى العقود الثلاثة الماضية، أو بالأحرى ماذا أُحدث بهم خلال هذا الفترة، حيث تشكلت خلالها عقولهم ووجدانهم وعلاقتهم بمجتمعهم ووطنهم وكل من حولهم؟ وهل تصلح استراتيجيات مواجهة المشروع الصهيوني بنسخه الكلاسيكية والنيوصهيونية في مواجهة الصهيونية الفاشية والإبادية التي تحكم إسرائيل الآن؟ وهل يعيش الفلسطينيون الآن لحظة صراع فيما بينهم حول استراتيجيات وأيدولوجيات قد حان وقت أن ترث إحداها الأُخرى؟ أم أننا نعيش لحظة التكامل والتشارك بين استراتيجيات تبث حاجة الشعب لكليهما في مواجهة المشروع الصهيوني؟ وهل الشعب الفلسطيني حقاً بحاجة لتلكما الروح والثقافة اللذين جسدتهما المقاومة الفلسطينية خلال هذه الحرب؟ أم أن مصلحته تقتضي الخروج على هذه الثقافة؟ وهل من مصلحة الشعب الفلسطيني الآن لمواجهة الإبادة الخروج على أوسلو، بما في ذلك رسائل الاعتراف المتبادل؟


ولما كان من الصعب الوقوف على الجديد الذي أدخلته الحرب على الصراع بالاكتفاء بقراءة المشهد الفلسطيني دون الوقوف على الجديد الذي أدخلته على كل مكونات البيئة الاسترايجية الفلسطينية، وفي المقدمة منها المكون الإسرائيلي، فهل زادت الحرب من سرعة وتيرة تهاوي وفشل المشروع الغربي الصهيوني الاستعماري في فلسطين؟ أم زادت من سرعة وتيرة تحوله للفاشية والإبادية؟ هل زادت الحرب من انقسام المجتمع الإسرائيلي؟ أم زادت من أسباب توحده على غاية إبادة الفلسطيني في فلسطين؟ وهل هناك ثمة احتمال لنجاح الإبادة في إنقاذ المشروع الصهيوني في فلسطين؟ وهل زادت الحرب من ثقة المواطن الإسرائيلي (اليهودي) بقدرة الدولة على المحافظة على الوجود؟ أم قلصت من هذه الثقة؟ وهل زادت الحرب من نسبة الشعور بالأمن الشخصي لدى المواطنين الإسرائيليين؟ أم أفقدتهم هذا الشعور؟ وهل زادت الحرب من نسبة المؤيدين للحل السياسي والانفصال عن الفلسطينيين وإعطائهم حقهم بإقامة دولتهم التي يريدون؟ أم قلصت من هذه النسبة للحد الأدنى؟ وهل فعلاً عرضت الحرب إسرائيل لتهديد وجودي؟ وهل مصدر التهديد الوجودي لإسرائيل هو عسكري وخارجي؟ أم أن الحرب قد كشفت أن فكر وسياسة الائتلاف الحاكم هما مصدر التهديد الوجودي الأول للدولة؟
في الختام، بقي مكونان من مكونات البيئة الاستراتيجية الفلسطينية هما المكون الإقليمي والمكون الدولي، ويفضل هذا المقال إرجاء الأسئلة الخاصة بهما للوقوف على صورة كاملة للجديد الذي أدخلته الحرب على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلى مقال آخر قادم.

دلالات

شارك برأيك

الجديد الذي أدخلته حرب أكتوبر 23 على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

المزيد في أقلام وأراء

Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة

بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً

بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة

أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي

بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

ويسألونك...؟

ابراهيم ملحم

الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية

منير الغول

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 89)